حذرت منصة "الموقف المصري" الليبرالية في ورقة بحثية (دأبت على نشرها باللغة العامية) من نحو 5 مخاطر رئيسية من تأسيس رجل الأعمال إبراهيم العرجاني ما يسمى "إتحاد قبائل سيناء" أبرزها استدلالهم على أن "تأسيس اتحاد قبلي واسع المدى دليل على تأرجح البلد على شفا مخاطر سياسية جسيمة".
وعبر منصة الموقف المصري على (إكس) @AlmasryAlmawkef، قالت ورقة بعنوان "إعادة إنتاج إبراهيم العرجاني في الصعيد" إن تفسير المخاطر التي سيجرها تأسيس اتحاد القبائل" "لأنه خلق كيانات قبلية ذات حضور سياسي وإعلامي (بحسب تصريح مصطفى بكري أنهم ينفذوا صحافة وقنوات).
وأضافت للمخاطر تاليا أن ذلك الترحيب والتوسعة، يؤسس "الوعي القبلي وتزيده إرهافاً، وبتسهّل تمرده على الدولة لاحقاً بل وبستقطب عناصر عسكرية وأمنية لخوض مغامرات ميليشاوية وبناء ثروة ونفوذ خارج نطاق القانون".
وأشارت ثالثا إلى مخاطر مُركَّبة، تتعلق بابتعاد الجيش "عن مهامه الأصلية في الدفاع عن أمن البلد في ظل الظروف المحيطة التي تدعو للقلق على كل الجبهات، أو على الأقل يكون انخراطه حتى العظم في الانشغالات اللانهائية للكيانات الاقتصادية (التي تستقبل استثماراته) على حساب مهامه الأصلية".
وأضافت رابعا أن "خطورة إنه وجود كيانات اقتصادية ذات طابع قبلي تكون مغرية لفتح شهية الضباط لعمل بيزنس خارج رقابة الدولة مع استعمال سلطتهم كأعضاء حاليين أو سابقين في المؤسسة العسكرية، وأن هذا متوقع ويفتح باب عظيم من الفساد الاقتصادي والسياسي".
وأردفت خامسا أن الدولة تتحول لإقطاعيات كل ضابط أو جهاز أمني يركز ويعمل على نطاق جغرافي ما، مع احتمالية المنافسة والتضارب بين المناطق والجهات، وعواقب ذلك بالغة الخطورة.
بديل للسياسة
ومن المخاطر المستقبلية المتوقاة قالت المنصة إن الاتحاد القبلي الجديد يكرس لأن يصبح بديلا ليس فقط للأحزاب بل للسياسة في مصر.
وقالت "في كل مداخلة إعلامية مصطفى بكري يحاول يستبق النقاش الوطني عن معنى ومغزى خلق "اتحاد القبائل"، فيقول إن الاتحاد مش بديل للأحزاب".
وأضاف "..مربط الفرس، إن اتحاد القبائل بديل عن المجتمع السياسي كله وليس الأحزاب فقط".
تجربة حميدتي
وحذرت الورقة من تحول الاتحاد إلى تكرار تجربة الدعم السريع الذي تحول لمليشيا، وطالب بالنظر لتجربة السودان وحميدتي لـ "ندرك مخاطر ما يحصل الآن، بحكم فوارق قوة وحضور الدولة بينها وبين مصر، لكن المخاطر التي نتكلم عليها هي ببساطة المسار الطبيعي لتسييس القبيلة".
الانتقال للصعيد
ومع هذه الملاحظات حذرت الورقة من صعود الكيانات القبليّة، في عموم مصر، حيث "بدأت مؤخراً أولى التحركات الاقتصادية لاتحاد القبائل، بإعلان إنشاء شركة جديدة باسم "مصر الصعيد" في استنساخ لشركة "أبناء سيناء"، المملوكة لإبراهيم العرجاني، وفق تصريح المتحدث الرسمي باسم "اتحاد القبائل العربية" بكري.
وشركة "مصر الصعيد" ستكون مماثلة لشركة "أبناء سيناء" وهي إحدى شركات "العرجاني جروب"، لكن هل يقصد فعلا "أبناء سيناء" أم أن المستقبل سيكشف عن استنساخ لشركة "مصر سيناء للتنمية الصناعية والاستثمار" التي شكلت مفصل حاسم في صعود نجم العرجاني.
قبائل الصعيد
وحذرت الورقة من أن في النهاية سيناء منطقة اقتصادية فقيرة بحكم التهميش التاريخي، وحجم المنافسة ضعيف للغاية، وجزء كبير من رجال الأعمال في سيناء من خارجها فحجم المتضررين من سيطرة العرجاني على النشاط الاقتصادي فيها قليل، ولكن الأمر في الصعيد ممكن يفتح جحيم الصراع بين العائلات فعلاً، وقتل المنافسة عبر دخول الجيش بثقله لصالح رموز قبلية بعينها معناه استعداء بقية القبائل والعائلات.
الغريزة والواقع
الورقة أوضحت أن هذه الترجيحات مما "يمكن إدراكه بالغريزة السياسية المتشبِّعة بالحس التاريخي، والتي بطبيعة الحال تكون غريزة مُتحفزة ومتحسسة من إعادة صياغة الهوية المصرية على أسس قبل حديثة، في ظل الحصار البوليسي الخانق للحياة الحزبية وللمجتمع المدني".
وأبدت تحفظا على فكرة الاتحاد وأن وجوده يثير الريبة، فقالت إن ذلك مع "احتمالية توسُّع الكيانات القبلية وتعاظمها، وهل سيتجاوز المصريون هذا الإرث القبلي المُسيّس والميليشوي إلى إعادة البناء على أسس المواطنة، أم سنغرق في مستنقع هذا الإرث الذي سيتحول إلى منبع دائم للعنف والتوتر؟".
يشار إلى أن شركة "أبناء سيناء" هي أقدم شركات إبراهيم العرجاني التي أسسها بعد خروجه من السجن في 2010 بعد صدام درامي بينه وبين وزارة الداخلية في عهد مبارك.
وبعد سلسلة مساهمات في إعمار غزة في 2012 (بتمويل قطري) و2014 (بتبرعات دولية) و(2021) (بتمويل مصري) بدأت الشركة مسيرة نحو صعود أسطوري على على طريقة مسلسلات المخرج محمد سامي.
وأنشأت "مصر سيناء" بمساهمة كبيرة من جهاز الخدمة الوطنية التابع للقوات المسلحة يملك 51% من أسهمها، وتوزعت الـ 49% الباقية على مساهمين مدنيين، وتم تعيين العرجاني رئيسًا لمجلس إدارتها.
https://twitter.com/AlmasryAlmawkef/status/1791051558865514613