قال مسؤولون صهاينة عبر الإعلام الصهيوني إنهم عرضوا على مصر إدارة رفح بالتشارك مع إبعاد حماس عن المعبر إلا أن الرفض كان رد القاهرة.


وفي 7 مايو الجاري، احتل الجيش الصهيوني رفح واستولى على المعبر، في محاولة من حكومة الاحتلال لفرض أمر واقع جديد، بحيث تدخل الإمدادات من الجانب المصري ويتسلمها الجيش الصهيوني ويوزعها بمعرفته أو يسلمها لمجموعات من الفلسطينيين تقبل القيام بهذا الدور، تمهيدا لقلب الأوضاع المدنية داخل القطاع وإنهاء وجود حكومة حماس. 


ويبدو بحسب مراقبين أن الجانب المصري في رفح فطن للنية الصهيونية وامتنعوا عن إدخال المساعدات حتى لا تقع بيد الجيش الصهيوني، فاتهمهم وزير الخارجية الصهيوني بتعطيل إدخال المساعدات وتجويع الفلسطينيين، ورد عليه وزير خارجية مصر "شكري" بأن هذا "لي للحقائق"، ناهيك عن انتهاك الجيش الصهيوني لمعاهدة "كامب ديفيد" وتعديلاتها، باحتلاله المعبر ومحور فلادلفيا وتحديه للسلطة المصرية التي لم تحرك ساكنا. 


نفوذ حماس

وجاء الموقف الأخير من خارجية السيسي بالتزامن مع تحليلات لصهاينة عبر صحيفة "وول ستريت جورنال" الامريكية نقلا عن مسؤولين "إسرائيليين" قولهم: إن  "حماس تعيد تأكيد نفوذها من خلال أجهزة الشرطة والدفاع المدني".. بالفعل هذه حقيقة ماثلة للعيان، ودليل على أن الحكومة المدنية لحماس في غزة ما زالت متماسكة وموجودة على الأرض".
 
وأشار المراقبون إلى التطورات الأخيرة، وتفاعلات الحرب تصب كلها حتى الآن في صالح حماس والمقاومة، مدنيا وعسكريا، لذلك يغتاظ الصهاينة عندما يجدون وضع المقاومة كما هو ، رغم كل خسائرهم وطول مدة عدوانهم.  

وأضافوا أن أكثر ما يفت من عضد الصهاينة أنهم راهنوا من أول يوم للحرب على تفكيك سلطة حماس واستبدالها، واستعاجة الرهائن، ولم تنجح أهدافهم حتى الآن. 

نموذج للتفكك

وعلى المستوى العسكري اعترف ضابط من جيش الاحتلال أن "حماس افرغت لنا أماكن فى رفح عمداً كي توقعنا بفخها، وكأنها كانت تعلم بأماكن تحركاتنا و أعدادنا وتواجدنا"، مضيفا "انهم يسكنون الأرض كالدود ويخرجون لنا كالأشباح".

ونشرت تقارير في الإعلام العبري عن "استحالة استمرار الحرب على هذا النحو وتوقعات بخسائر بشرية ومادية أكبر خلال المستقبل القريب، مع اقتراب انفجار الداخل "الإسرائيلي".

ومن ذلك ما كتب عنه يديديا شتيرن (رئيس معهد سياسة الشعب اليهودي، وأستاذ القانون في جامعة بار إيلان) في "جيروزاليم بوست) يقول: "إسرائيل عالقة. الكلمات السامية لقيادتنا (النصر الكامل) لا تقنع الإسرائيليين مرة أخرى. حسب استطلاع للرأي العام أجراه مانو جيفا في شركة ميدغام للأبحاث والاستشارات، فإن ما يقرب من ثلثي (62٪) الإسرائيليين لا يعتقدون أن النصر الكامل ممكن. كما أظهر استطلاع جديد أجراه معهد سياسات الشعب اليهودي أن الثقة في النصر بين اليهود الإسرائيليين انخفضت بمقدار النصف، من 74% في أكتوبر إلى 38% في مايو".

وأضاف "وبعد مناورة عسكرية افتتاحية ضخمة وناجحة، أصيبت إسرائيل بالشلل. أعلن البيت الأبيض أن إسرائيل انتقلت إلى القتال "منخفض الكثافة" بالفعل في نهاية نوفمبر، وفي غضون أسابيع قليلة أصبح هذا حقيقة في نظر الإسرائيليين أيضا. طوال نصف فترة الحرب تقريبا، مارست إسرائيل ضغطا عسكريا مخففا على أعدائها. خلال هذه الفترة، لم تكن هناك إنجازات مهمة فحسب، بل لم تحدث أي تغيرات على الأرض، لم يطلق سراح الرهائن؛ ولم يعد السكان إلى منازلهم في الشمال".

وتابع: "وبينما نعمل "بكثافة منخفضة"، فإن الحرب التي يشنّها عدونا ضدنا تتم بكثافة عالية ومتصاعدة: تسونامي سياسي يصفنا بأننا منبوذون، وتدهور خطير على الخطوط الأمامية للقانون الدولي يمكن أن يجعل كل شخص متهم بارتكاب جرائم حرب".

ورصد الكاتب الصهيوني أن "التوترات الداخلية الإسرائيلية تتزايد بشكل خطير". موضحا أنه ""بمرور الوقت استيقظ الشيطان النائم: معاداة السامية الجامحة حتى في الولايات المتحدة (..) وهو ليس موجّها ضد إسرائيل فحسب، بل أيضا نحو يهود الشتات، الذين بدأت بيوتهم تهتز". 


المصلحة مع المقاومة

الإعلامي شريف منصور مقدم برنامج "كل الأبعاد" على قناة (وطن)، وعبر (اكس) كتب تحت عنوان "مصلحة مصر مع المقاومة الفلسطينية".

وأضاف، "نعم، مصلحة مصر مع المقاومة الفلسطينية، ولو كان في مصر صانع قرار حريص علي أمن مصر لقدّم كل أنواع الدعم والإسناد لحماس وفصائل المقاومة، ياسادة سيطرة "إسرائيل" علي قطاع غزة ونجاحها في القضاء علي المقاومة (ولن يحدث بحول الله) تداعياته كارثية علي مصر وأمنها القومي".

وأوضح أن "سيطرة إسرائيل علي غزة تعني ببساطة تنفيذ المخطط الأميريكي في المنطقة"الممر الإقتصادي من الهند مروراً بالخليج إلي الأردن وإسرائيل، يعني تنفيذ فكرة قناة (بن جوريون) بما يعني القضاء علي قناة السويس التي تمثل ممراً حيوياً استراتيجياً لمصر".


وكمثال قال @Mansour74Sh: "تخيلوا معي كيف سيكون وضع مصر مع سيطرة إثيوبيا بدعم من إسرائيل علي منابع النيل،والصراع المُحتدم في السودان،وكذلك الصراع في ليبيا،مع وضع إقتصادي متأزم،وديون غير مسبوقة،وبيع للأصول،وقبل ذلك التفريط في تيران وصنافير وثرواتنا في شرق المتوسط!".

وخلص إلى أن "المقاومة الفلسطينية هي الحصن الأخير لمصر من جهة الشرق في ظل التهديدات الآتية من الجنوب والشمال والغرب..نحن أمام وضع كارثي لمصر إن لم تستيقظ العقول والضمائر".