بعد معارك مخيم "جباليا" وصمود المقاومة بعد ثمانية أشهر من حرب استنزاف دموية، فاجأ وزير الدفاع الصهيوني يوآف جالانت الشعب الصهيوني بمؤتمر منفرد عن "الكابنيت"، قال فيه: "أدعو نتنياهو إلى إعلان أن إسرائيل لن تسيطر مدنيا على قطاع غزة وإيجاد بديل لحركة حماس".

وأضاف "سأعارض أي حكم عسكري إسرائيلي لقطاع غزة لأنه سيكون دمويا ومكلفا وسيستمر أعواما".

وتابع وزير الحرب الصهيوني: "نحقق انتصارات عسكرية ضد حماس أما الفكرة فلن نهزمها أبدًا وسنضطر للتعامل مع وجودها".


في حين أن مكتب جالانت الاثنين قبل الماضي أصدر بيانا عن مكتبه أعرب فيه عن ضرورة العمل العسكري "بما في ذلك في منطقة رفح".

وعقل الصحفي الغزاوي تامر عبر @tamerqdh، "اعترافات قوية هذا المساء من السياسيين السياسيين الاسرائيليين تؤكد قوة المقاومة وسيطرتها الكاملة على قطاع غزة وتدخل اسرائيل في دوامة كبيرة وتسحبها اكثر في وحل غزة".

وعن الاعتراف الأول أشار إلى تصريح رئيس الحكومة، "اعترف نتنياهو ان محاولة "اسرائيل" ايجاد قوة محلية للسيطرة على قطاع غزة لم تنجح  واعترف أيضا وزير الدفاع الإسرائيلي جالانت أنه سيعارض أي حكم عسكري إسرائيلي لقطاع غزة لأنه سيكون دموي ومكلف وسيستمر أعوام".

واعتبر أن تصريح وزير الدفاع ".. ادخل غالانت في مواجهة علنية مع نتنياهو الذي لايعرف كيف يخرج من ذلك المازق ويتجنب الحديث عنه".
 
ورأى أن "اسرائيل دخلت متاهة لا تعرف الخروج منها صعدت على الشجرة بطريقة متسرعة سحبتها إلى الجحيم ، والسؤال الان من السياسيين  والعسكريين الاسرائيليين ، الان ماذا بعد ؟ كيف يمكننا الخروج من تلك الورطة  !؟ ..".

وعلق المستشار الإعلامي د. مراد علي على تصريح جالانت أنه "لن يوافق على حكم غزة لأنه سيكون دموياً للجيش "الإسرائيلي"، متساءلا "هل هناك اعتراف بالهزيمة أكبر من ذلك؟".

واستدرك أن "بن غفير يصر على استكمال الحرب، يذكرني بأبي جهل في غزوة بدر عندما رفض الانصياع لنصيحة الوليد بن المغيرة بخطورة قتال المسلمين".

وأشار إلى أنه بمشيئة الله "..  تكون بداية إنكسار الصهيونية كما كانت بدر بداية انكسار مشركي قريش".

موازين القوى.
وتداول مراقبون مقالا سبق تصريحات جالانت بأيام لـ"زئيف معوز" في "هآرتس" قال: "الحرب في غزة سيتم ذكرها إلى أبد الآبدين باعتبارها الهزيمة الأكثر خزيا في تاريخنا، دون أخذ العار العسكري في 7 أكتوبر في الحسبان".

وأضاف "معوز"، "سنبدأ بنسبة القوات. التقدير حول القوات القتالية في حماس هو 30 – 50 ألف مقاتل، حتى لو اعتمدنا الحد الأعلى في هذا التقدير، فإن منظومة قوات الجيش الإسرائيلي، بما في ذلك الاحتياط، وصلت 300 ألف في بداية القتال. أي ستة أضعاف قوة حماس".

وعن الأفضلية لحماس في ميدان القتال استعرض الكاتب بالصحيفة الصهيونية مقارنة ".. من حيث النوعية وحجم المعدات التي توجد لدى الطرفين. حماس لا يوجد لها سلاح جو أو مدرعات أو مدفعية. هي محدودة جدا في مجال الحماية الشخصية والجماعية ومعدات الرؤية الليلية والمعلومات الإلكترونية والتنبؤ والمساعدة على اكتشاف الأهداف ومنظومة الاتصال اللوجستية. صحيح أنه يوجد لرجال حماس تفوّق محدد: إمكانية الاختباء ومعرفة الارض ومساعدة السكان، لكن ذلك كله يتقزّم إزاء الفجوة بين الطرفين من ناحية نسبة القوة ونوعية وحجم المعدات".

وأضاف، "على خلفية ذلك فإن المعطيات في بداية الحرب كانت تميل بشكل كبير لصالحنا. ولو كان يجب التنبؤ بالوقت والسرعة للحسم العسكري المطلق، لكان من المرجح بالتأكيد التوقّع بأن الحرب ستنتهي في غضون أسبوع أو اثنين. بدل ذلك، الآن بعد سبعة أشهر على الحرب، نحن لم نحقق أي حسم ولم نحرّر المخطوفين وما زلنا نراوح في المكان في وحل غزة أمام رأي عام دولي معاد ومظاهر مقاطعة وعزلة متزايدة، والتسبب بضرّر إنساني كبير، جعل كثيرين في العالم يطلقون على ما يحدث في قطاع غزة (إبادة جماعية)".


الهزيمة الواقعة

وتحت عنوان "الهزيمة الأكثر خزيا" في تاريخ 79 عاما من نكبة فلسطين قال المحلل السياسي ياسر الزعاترة @YZaatreh، هي ""الهزيمة الأكثر خزيا في تاريخنا".. تاريخهم طبعا.


واعتبر قراءة "زئيف معوز" هي "القراءة الواقعة للحرب، وليس تلك التي تنعكس في الخطاب الإعلامي الذي ينسى أن قوّة مقاومة مُحاصرة في إقليم صغير مُحاصر (360 كيلو متر مربّع، تساوي 1.35% من مساحة فلسطين التاريخية)، تواجه أكبر قوة عسكرية إقليمية تدعمها أكبر قوة عسكرية في العالم، مع دول أخرى من كبار القوى".

وأضاف أنها "الهزيمة الأكثر خزيا" في تاريخهم؛ بتعبير كاتبهم، فهي ستؤسّس لأفول مشروعهم. هذا ما يقوله عقلاء بلا حصر، ويتجاهله حمقى يتوزّعون بين الصهْينة وبين قصر النظر أو الموقف الحزبي المناهض لـ"حماس"، ولو حرّرت فلسطين من بحرها لنهرها في أسابيع!