بيان حماس أمس بشأن الموافقة على عرض الوسطاء لصفقة تبادل المخطوفين فاجأ نتنياهو، وفقًا للكاتب الإسرائيلي "عموس هرئيل".

واكد هرئيل في مقاله بصحيفة "هآرتس"، أن المفاوضات حول الصفقة وصلت في الأيام الأخيرة إلى أزمة خطيرة، حتى إن الجيش الإسرائيلي طلب أمس من حوالي 100 ألف من السكان الفلسطينيين إخلاء بيوتهم من شرقي رفح، ما ظهر وكأنه إعداد لاقتحام المدينة.

ويستدرك أنه "في هذا التوقيت حدث انقلاب في موقف حماس التي أبلغت مصر وقطر عن موافقتها على الصفقة. هذه صفقة قد تشمل في المرحلة الأولى إطلاق سراح 33 من بين الـ 132 أسيرًا الذين تحتجزهم حماس مقابل وقف إطلاق النار وإطلاق سراح مئات السجناء الفلسطينيين. ومن أجل ذلك، المطلوب موافقة إسرائيل أيضًا.

ويقول الكاتب الإسرائيلي: " ربما نجح رؤساء حماس بردهم الإيجابي في دق إسفين بين إسرائيل والولايات المتحدة. عائلات المخطوفين طلبت أمس من نتنياهو الموافقة على عرض مصر إزاء رد حماس والبدء في إعادة المخطوفين. وقد بقي حتى الآن أن نرى كيف سيرد وزراء “المعسكر الرسمي” في “كابنت الحرب”، غانتس وآيزنكوت، على تغيير موقف حماس وعلى رد نتنياهو السلبي الذي يلوح في الأفق".

ويرى أن "استمرار الإخلاء القسري للسكان قرب الحدود مع مصر قد يثير توترًا بين إسرائيل والولايات المتحدة والنظام المصري. المصريون يخشون منذ بداية الحرب من كارثة إنسانية تدفع مئات آلاف الفلسطينيين نحو أراضيهم في شبه جزيرة سيناء".

 

موافقة حماس "فخ" لنتنياهو

"السنوار ليس غبيًا: المقترح المضاد الذي بلوره يُدخِل إسرائيل إلى جولة أخرى من المداولات الداخلية ممزقة الأعصاب، مع مخطوفين يعانون في الأسر، وعائلات لا تعرف روحها، وحكومة مفزوعة ومنقسمة وغارقة حتى الرقبة في شكوك متبادلة وقيادة أمنية مضروبة وضعيفة. السنوار معنيّ بالوصول إلى المحطة النهائية، إلى الاتفاق، لكنه يستمتع بما يفعله بنا على الطريق. “السنوار أقام لنا مدرسة”

هكذا قالت يوخكا لفشتس، في الليلة التي تحررتْ فيها من الأسر في غزة للكاتب الإسرائيلي ناحوم برنياع، في صحيفة يديعوت أحرونوت.

ويؤكد برنياع أنه "من الأسبوع الأول للحرب ورجال الجيش في الماضي والحاضر يحذرون من عدم وجود إستراتيجية خروج لدى نتنياهو. لنفترض أننا نجحنا في السيطرة على محور فيلادلفيا بثمن دموي متدن نسبيًا، ماذا سيحصل عندها؟ لمن سنُبقي ما احتللناه؟ لا أحد في إسرائيل يريد أن يخدم هو أو أبناؤه في حكم عسكري في غزة. فماذا إذن؟ إرسال المقاتلين إلى معركة دون خطة لليوم التالي هو تسيب لا يجب التسليم به".

ويقول: "قد نفترض بأن السنوار يخادعنا: فهو يعرف بأن الحكومة الحالية لن توافق على المقترح الذي وضعه، ولإرضاء الأمريكيين قد تبعث إسرائيل بوفد فني إلى القاهرة. هذا مهم لنتنياهو في الجبهة الداخلية أيضًا: في الوضع الناشئ، لن يسمح لنفسه الظهور بأنه يعرقل الاتفاق ويترك المخطوفين لمصيرهم، ولن يسمح لنفسه بأن يخون شركاءه من اليمين بقبول الاتفاق.

ويختم متأسفًا: "أمس، كأحد طقوس يوم الكارثة، قايس نتنياهو عدد القاضين نحبهم في الكارثة بعدد القتلى في 7 أكتوبر.. ما جرى في الكارثة يوازي 5 آلاف ضعف ما حصل في 7 أكتوبر”، ويتساءل: ما الذي يريد نتنياهو قوله لنا في واقع الأمر؟ إن مسؤوليته عن كوارث الشعب اليهودي أصغر من مسؤولية هتلر؟ ألا يخجل؟ لا، لا يخجل".

 

رفح لن تغير المعادلة

وفي صحيفة "معاريف" الصادرة اليوم الثلاثاء، قال المراسل العسكري معقبًا على قرار حكومة الاحتلال بدء عدوانها العسكري على مدينة رفح جنوب قطاع غزة: إنه "لا يوجد شيء في رفح من شأنه أن يغير المعادلة، ولكن هذا كل ما تبقى لإسرائيل".

وأضاف: "الضغط الذي يمارسه الجيش الإسرائيلي هو تطهير المنطقة من الأشخاص غير المتورطين والضغط على السنوار، لكن لا يوجد شيء إستراتيجي هناك من شأنه أن يدمر حقًا حماس".

وقال: أعتقد أن الأمر هنا بمثابة طنجرة ضغط على عدد أكبر من السكان، والهدف ذو شقين: إخلاء المنطقة من السكان المدنيين، والضغط على السنوار وأصدقائه.

وتساءل هل هذا هو ما سيتغير في نهاية رفح؟ لا أستطيع أن أقول ولا يوجد هناك أي شيء إستراتيجي من شأنه أن يغير المعادلة ويدفع "حماس" إلى الحائط، لكنها حاليًا، هذه هي إحدى الأوراق الأخيرة المتبقية لإسرائيل، وبالتالي مباشرة بعد اجتماع مجلس الوزراء، تقرر تصعيد الهجمات تجاه المدينة الجنوبية، ولنوضح لحماس أننا مصممون على مواصلة العملية حتى يتم الموافقة على إطلاق سراح الأسرى.