في الوقت الذي كشف فيه إعلام الصهاينة عن إصابة 42 جنديا وضابطا في معارك غزة، خلال 24 ساعة الماضية، بينهم 19 حالتهم خطيرة تم نقلهم إلى مستشفيات هداسا وسوروكا ورامبام، يواصل قادة الانقلاب العسكري تنسيقهم الكامل وهذه المرة جاء مكشوفا وفي ذكرى تحرير سيناء ليكون موعد اجتياح رفح، وكأن تصريح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن صباح الجمعة 26 أبريل بطلبه من حركة "حماس الاستسلام وتسيلم الأسلحة والرهائن" هو مقدمة للعملية.


الأوراق باتت مكشوفة أكثر حيث الزيارات بين رئيس جهاز مخابرات السيسي اللواء عباس كامل على رأس الوفد المصري إلى "إسرائيل" للقاء رئيس الموساد ورئيس جهاز الامن القومي ووزير الخارجية الاميركي في الطريق ليلتقيهم مطلع الأسبوع السبت 27 أبريل، بحسب وكالة "اسوشيتد برس" الامريكية. 


الزيارة أشار إليها وزير الامن القومي الإسرائيلي ايتمار بن غفير (قبل حادث السيارة) قائلا لصحيفة (القدس): "الصفقة المصرية جاءت نظراً لخوف «حمـاس» من عملية رفح ..".


هذا وتروج لجان المخابرات الالكترونية أن "اللواء عباس كامل هدد اسرائيل مباشره.. اما تجميد العمليات في رفح الفلسطينيه.. واجراء مفاوضات بضغط مصري  للخروج بهدنه واتفاق.. اما سيكون رد الدوله المصريه مباشر وحاسم وغير متوقع وبناء عليه بدآت بالفعل اليوم المفاوضات بارسال طاقم من المخابرات المصريه لاسرائيل"، وذلك ضمن هاشتاج أطلقته المخابرات عنوانه #مصر_صمام_امان_المنطقة بحسب حساب "المايسترو" وهو مسؤول اللجان.


صحيفة "يديعوت أحرونوت" ألمحت إلى أن رئيس مخابرات السيسي على استعداد الآن باجتياح رفح وتهجير الغزيين وقالت إن "رئيسا الأركان والشاباك أبلغا عباس كامل أن إسرائيل ستعمل على تقليل نزوح الغزيين إلى مصر"!


ويبدو أن وفد عباس كامل، رئيس المخابرات وصل إلى "إسرائيل" للتوسط من أجل وقف إطلاق النار، تحذيرات مصرية من هجوم إسرائيلي على رفح الفلسطينية"، بحسب "اسوشيتد برس".


وفي 24 أبريل قال موقع "واللا" إن "قيادات الجيش الإسرائيلي التقوا اليوم في القاهرة رئيس الأركان المصري أسامة عسكر ورئيس المخابرات عباس كامل من أجل تنسيق المواقف بشأن عملية عسكرية متوقعة في رفح".


وكشف موقع أكسيوس الأميركي أن من زار القاهرة هما؛ رئيس أركان جيش العدو الصهيوني هرتسي هليفي، ورئيس جهاز الأمن العام"الشاباك" رونين بار، وأن "عملية رفح البرية كانت سبب الإجتماع".

وقالت هيئة البث الصهيونية إن أعداد كبيرة من مدرعات جيش العدو وصلت أطراف مدينة رفح الفلـسطـينية وقالت إن جيش العدو ينتظر الضوء الأخضر لبدء الاجتياح.

وسبق لهيئة البث الصهيونية في الخميس 18 أبريل، أن نقلت عن قائد كتيبة بجيش الاحتلال أنهم سيتوجهون إلى رفح جنوب القطاع، بعد إنهاء توغلهم في أطراف مخيم النصيرات وسط القطاع، في تحدٍ لتحذيرات دولية من خطورة ذلك على المدينة المكتظة بالنازحين.


الباحث في الشأن العسكري محمود جمال، قال إن "تلك العملية أن تمت فهي تهديد مباشر للأمن القومي المصري، الفريق أسامة عسكر والقابعون في رئاسة الأركان المصرية ماذا انتم فاعلون؟".


ولمح المحامي والناشط عمرو عبد الهادي في تغريدة على (اكس) أنه "لاول مره السيسى يعلن بكل صراحه في كلمه صوت وصوره انه ضد تهجير الفلسطينيين الى سيناء وده عكس كلامه السابق مع ترامب".


واستدرك "عبدالهادي" باستبناط أن ذلك ".. يؤكد حقيقه واحده ان اعلان الصحف الاسرائيلية مقابلة عباس كامل رئيس المخابرات العامه مع قيادات اسرائيل و اعداد ابراهيم العرجاني مئات الوحدات والخيام في سيناء استعدادا للتهجير لم تنال رضا بعض قيادات الجيش الي شايفه ان تهجير الفلسطينيين الى سيناء هيدخل الجيش المصري الحرب المباشره ضد الفلسطينيين وهيشغلهم عن تجارتهم وعن مليارات التجاره الامنه في مصر وهيخليهم في استعداد وتأهب ٢٤ ساعه خوفا من انتقال المقاومه الى ارض سيناء وتبقى ذريعه لاسرائيل مستقبلا لدخول سيناء عسكريا رغم انها الان مسيطره عليها فعليا وده جعل السيسي يعلن ذلك في خطاب رسمي حتى يطمئن الجيش".

كواشف الزيارة

غير أن تصريحا لأمين عام جامعة الدول العربية كان أكثر وضوحا من تمويه المواقع القريبة من الانقلاب والمنحازة له فقال أحمد أبو الغيط: "إن تل أبيب تخطط حاليًا لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء من خلال الضغط على مصر"؛ مضيفًا أن "الغرب أعطى "إسرائيل" كارت أبيض للتصرف الإجرامي بشأن الفلسطينيين".


وقبل أيام وعبر قناته هاجم أحمد موسى حركة حماس ضمن سيناريو وزعته المخابرات معروف ب"سكريبت السامسونج" وقال الذراع الأمني "إن نتنياهو هيحتل رفح الفلسطينية يوم الخميس مع ذكرى عيد تحرير سيناء".

وفي تتبع ثالث للتصريحات الرسمية، عن إمكانية استقبال اللاجئين الفلسطينيين من غزة حال اجتياح رفح، قال وزير الخارجية المصري "سامح شكري" لشبكة "CNN" في 16 أبريل بأن مصر ستواصل العمل بما يحقق مصلحة الشعب الفلسطيني، وأن الطريقة التي ستفعل بها ذلك ستعتمد على الظروف (رد غير حاسم).

ورأى "شكري" أن "أي تهجير جماعي ناجم عن العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح سيكون بمثابة جريمة حرب" (لم يحدد من أي طرف ستكون جريمة!) لاسيما مع تهديد اللجان والأذرع بقطع رجل أي فلسطيني يقترب.

توسعات على الحدود

ورغم تصريحات السيسي إلا أن التقارير اليومية عن التوسعات والقرى التي بناها السيسي في رفح المصرية ترقبا لتنفيذ خطة الاجتياح الصهيوني مستمرة ففي تقرير أخير نشرته منصة (إيكاد) على اكس (@EekadFacts) قالت إن توسعات على الحدود المصرية وأخبار عن عشرات الآلاف من الخيام ينوي الاحتلال نصبها خارج رفح، وتطورات جديدة تلوّح بقرب اجتياح مدينة رفح في غـ.ـزة.

وأشارت إلى أن المستجدات في رفح الحدودية، تشير بما "يخطط له الاحتلال"، و"فيما يبدو تمهيدًا لتهجير السكان".!


ومع بداية الحرب نشرت إيكاد تحقيقًا رصدت فيه احتمالات تهجير سكان قطاع غزة إلى شبه جزيرة سيناء، بعد تتبع الأخبار وتحليل صور الأقمار الصناعية التي أظهرت وجود منازل فارغة أعدتها القاهرة في رفح الجديدة.


ونشرت قناة "كان" العبرية، الاثنين 15 أبريل 2024، وثيقة رسمية كشفت عزم تل أبيب نصب 10 آلاف خيمة قرب مدينة رفح جنوبي غزة خلال أسبوعين؛ تمهيدًا لاجتياح المدينة موضحة أن هناك 30 ألف خيمة إضافية أخرى قيد الشراء حاليًا، وسيتم نصبها في المنطقة لاحقًا.


وذكر موقع "أكسيوس" الأمريكي يوم الخميس 18 أبريل أن واشنطن وتل أبيب ناقشا عملية "إسرائيلية" محتملة في رفح جنوب قطاع غزة. وحسب ما تسرّب من هذا الاجتماع، فقد اتفق الجانبان الأمريكي والإسرائيلي على الهدف المشترك المتمثل في هزيمة حماس في رفح.

وذكر الموقع أن الإدارة الأمريكية "تتفهم حاجة إسرائيل إلى هزيمة حماس في رفح، مع ضرورة مراعاة سلامة المدنيين".

وفي منتصف فبراير الماضي، كشفت مؤسسة سيناء الحقوقية عن شروع مصر في بناء منطقة عازلة على الحدود المصرية مع غزة، وإحاطتها بأسوار، لاستقبال اللاجئين من قطاع غزة، حال بدء تهجيرهم خلال الاجتياح البري لمدينة رفح.


ونقلت عن مقاولين محليين اثنين قولهما إن أعمال البناء تهدف لإنشاء منطقة محاطة بأسوار بارتفاع 7 أمتار، على أن تنتهي الأعمال في أقصر وقت ممكن لا يتجاوز 10 أيام.


وعلى بُعد 4 كيلومترات تقريبًا من أطراف هذه المنطقة العازلة التي تم تطهيرها، يقع مشروع "مدينة رفح الجديدة"، الذي تم بناؤه حسب الحكومة المصرية لتسكين أهالي رفح الذين اضطرتهم ظروف الحرب على الإرهاب إلى ترك منازلهم.

ونشرت وكالة "روسيا اليوم" صورًا حصرية  في لهذا المشروع، تُظهر اكتمال البناء في عدد من المباني السكنية في المجمع ورصف الطرق المحيطة بها، وحسب القناة، فإن المدينة تستعد لاستقبال آلاف السكان.


وبالعودة لصور الأقمار الصناعية المُلتقطة لمدينة رفح السكنية الجديدة في 4 أبريل، ومقارنتها بصور أخرى مُلتقطة في أكتوبر 2023، تبيّن اكتمال العمل في أجزاء من المدينة خلال فترة الحرب القائمة على قطاع غزة منذ أكتوبر الماضي.


وتقول التقارير إن تل أبيب تلح على اجتياح رفح بزعم أنها المعقل الأخير لكتائب القـسام، رغم تحذيرات دولية متزايدة من تداعيات كارثية، في ظل وجود نحو 1.4 مليون نازح فيها.