نشر موقع "ميدل إيست آي" تقريرًا بالأرقام عن ضحايا حرب السودان مع مقتل الآلاف وملايين آخرين يواجهون المجاعة، تدعو الأمم المتحدة إلى تقديم مساعدات طارئة.

 بعد مرور عام على بداية الحرب الأهلية في السودان، أصبح جزء كبير من البلاد في حالة خراب وما زال عدد القتلى مستمر في الارتفاع.

وبدأت الحرب بين قوات الدعم السريع شبه العسكرية، بقيادة الفريق أول "محمد حمدان دقلو"، المعروف باسم "حميدتي"، والقوات المسلحة السودانية بقيادة الفريق أول "عبد الفتاح البرهان"، في 15 أبريل من العام الماضي.

الإحصائيات صارخة وراء صور وقصص الصراع.

ونقل الموقع عن مشروع بيانات مواقع النزاع المسلح وأحداثها (ACLED)، الذي تستشهد به الأمم المتحدة، تم الإبلاغ عن أكثر من 15550 حالة وفاة في السودان على مدار عام من الحرب. لكن هذا يعتبر أقل بكثير من عدد القتلى الحقيقي.

وقال المشروع، إن معظم أعمال العنف تم تسجيلها في الخرطوم. وأضافت أن "العنف المستهدف في دارفور من المرجح أن يؤدي إلى مقتل مدنيين بمقدار الضعف مقارنة بالعنف المستهدف في ولايات أخرى في السودان"، مضيفة أن 32 بالمائة من إجمالي الوفيات بين المدنيين المبلغ عنها تم تسجيلها في المنطقة الغربية المضطربة.

في الواقع، قال خبراء الأمم المتحدة في يناير، إن ما بين 10 آلاف إلى 15 آلاف شخص قتلوا في الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، وحدها. وفي يونيو ونوفمبر، نشر موقع "ميدل إيست آي" تقارير عن عمليات قتل جماعية في المدينة عندما استهدفت قوات الدعم السريع والميليشيات العربية المتحالفة معها أفرادًا من مجتمع المساليت الأفريقي السود.

وفي الوقت نفسه، أدت الحرب إلى نزوح 10.7 مليون شخص، وهو ثاني أعلى رقم في هذا القرن بعد الحرب السورية. ويوجد حوالي 1.7 مليون منهم في البلدان المجاورة، وخاصة تشاد ومصر.

كما خلف القتال 25 مليون سوداني يعانون من الجوع أو سوء التغذية، ويموت الأطفال جوعًا في جميع أنحاء البلاد.

 

 "كارثة" للأطفال

ونشرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، يوم الاثنين، مجموعة من الإحصائيات حول حجم الكارثة في السودان، لا سيما تأثيرها على الأطفال.

وقالت المنظمة، إن ما يقدر بنحو 8.9 مليون طفل يعانون حاليًا من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وقد وصل 4.9 مليون منهم الآن إلى مستويات الطوارئ.

ومن المتوقع أن يعاني ما يقل قليلًا عن أربعة ملايين طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد هذا العام.

ومن المتوقع أن يعاني حوالي 730 ألف طفل من سوء التغذية الحاد الشديد الذي يهدد حياتهم، في حين أن أكثر من 90 بالمائة من الأطفال في سن الدراسة البالغ عددهم 19 مليون طفل في البلاد لا يحصلون على التعليم الرسمي.

وقال نائب المدير التنفيذي لليونيسف "تيد شيبان" يوم الإثنين، إن "هذه الحرب الوحشية والمجاعة المحتملة تخلق بيئة مشؤومة لخسارة كارثية في أرواح الأطفال".

وتابع: "ما يقرب من نصف الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد يعيشون في مناطق يصعب الوصول إليها، حيث يدور قتال مستمر، مما يجعل ظروفهم أكثر خطورة".

 وقالت اليونيسف أيضًا، إنها تطلب بشكل عاجل مبلغ 240 مليون دولار للأشهر الستة المقبلة لمنع المجاعة في 93 منطقة من الأكثر ضعفًا في السودان، والتي تضم 3.5 مليون طفل دون سن الخامسة.

ومن جانبها، قالت منظمة أطباء بلا حدود، إن طفلاً واحداً على الأقل يموت كل ساعتين في مخيم زمزم للنازحين بشمال دارفور وحده.

وحذرت الأمم المتحدة من أن "222 ألف طفل قد يموتون جوعًا في غضون أسابيع أو أشهر قليلة" و"أكثر من 700 ألف هذا العام".

 دفعة المساعدات

 وقالت الأمم المتحدة، إن هناك حاجة إلى 2.7 مليار دولار للمساعدة داخل البلاد، في حين أن هناك حاجة إلى 1.4 مليار دولار أخرى للمساعدة في البلدان المجاورة التي تؤوي مئات الآلاف من اللاجئين.

وقال مصدر دبلوماسي لرويترز، إنه من المأمول أن يتعهد المانحون بتقديم "ما يزيد عن مليار يورو" في مؤتمر المساعدات الذي سيعقد في باريس يوم الاثنين.

ومن المقرر، أن يتعهد الاتحاد الأوروبي بمبلغ 350 مليون يورو، في حين ستضيف فرنسا 110 ملايين يورو، وتستثمر الولايات المتحدة ما مجموعه 147 مليون دولار.

 وتعهدت ألمانيا بتقديم 244 مليون يورو في وقت سابق يوم الاثنين.

ووصف المبعوث الأمريكي الخاص "توم بيرييلو" الأسبوع الماضي الرد الدولي حتى الآن بأنه "يرثى له" وحذر من "أننا حصلنا على خمسة بالمائة من المبلغ المطلوب".

قالت وزيرة الخارجية الألمانية "أنالينا بيربوك" يوم الاثنين "يمكننا أن ننجح معا في تجنب كارثة مجاعة رهيبة، لكن فقط إذا تحركنا معا الآن".

https://www.middleeasteye.net/news/sudan-year-war-number