أعلنت شركة "سامسونج نيكست"، ذراع الابتكار لشركة التكنولوجيا الكورية العملاقة "سامسونج"، وقف عملياتها في منظومة الاستعمار والأبارتهايد "الإسرائيلي"، ويشكل هذا الإعلان مؤشراً قوياً آخر على انحدار الثقة العالمية بشكل كبير في الاقتصاد الإسرائيلي. 

واعتبر مراقبون أن قرار "سامسونج نيكست"، "مؤشر قوي آخر على انحدار الثقة بشكل كبير في الاقتصاد الإسرائيلي".


وبانسحابها من الأراضي المحتلة، فإن شركة سامسونج نيكست، التي استثمرت في نحو 70 شركة إسرائيلية ناشئة حتى الآن، تُعَد أحدث صندوق يسحب استثماراته من قطاع التكنولوجيا الفائقة في “إسرائيل” الذي كان مزدهراً ذات يوم، ويمثل أكثر من 50% من الصادرات.


حركة مقاطعة إسرائيل كشفت عبر (اكس) أنه منذ انطلاق حملة الضغط على شركة "أكسا"، تخلّت الشركة عن عدد من استثماراتها في منظومة الاستعمار الاستيطاني والفصل العنصري الإسرائيلي، لكنّ ذلك ليس كافياً بعد، فما زالت تستثمر في بنك هبوعليم الإسرائيلي المتورّط في الانتهاكات الإسرائيلية المستمرّة بحق شعبنا.


أما السبب الثاني الذي يعتبر من دوافع انسحاب شركات التكنولوجيا، هو أن الاقتصاد الإسرائيلي في تدهور واضح ومطرد، ما اضطر حتى وكالة موديز للاعتراف به أخيرًا، وذلك بسبب المشاكل الهيكلية النيوليبرالية، والإصلاحات القضائية التي بدأتها حكومة اليمين المتطرف، والتأثير المتزايد لحركة المقاطعة.

انتصارات المقاطعة

وحققت كلية بيتزر في كليرمونت، كاليفورنيا، انتصارًا جديدًا حيث صوّت مجلس الكلية بنسبة 71% لصالح المقاطعة المؤسسية الكاملة للجامعات الإسرائيلية بسبب تواطؤها في نظام الاحتلال العسكري "الإسرائيلي"، والفصل العنصري، والآن الإبادة الجماعية، ضد ملايين الفلسطينيين.

وقال موقع "ميديا بوبكورن" إنه في خطوة لتخفيف حدة المقاطعة على الشركة، تبرعت شركتي «ستاربكس» و«الشايع ستاربكس» بالكويت بـ 3 ملايين دولار لمساعدة أهالي غزة!


 

فصل مذيعة دعت للمقاطعة

وأوقفت هيئة الإذاعة والتلفزيون في جنوب غرب ألمانيا (SWR)، المذيعة هيلين فارس، ذات الأصول السورية، عن عملها بعد أن دعت إلى مقاطعة المنتجات "الإسرائيلية" عبر مقطع فيديو في صفحتها على إنستغرام التي يبلغ عدد متابعيها 100 ألف متابع، بحسب ما نقل موقع Ynet الصهيوني.


ونشرت هيلين فارس فيديو بتطبيق "لا شكراً" الذي أنشأه رجل يدعى أحمد بشباش، والذي من خلاله يمكن معرفة المنتجات المصنوعة في "إسرائيل" أو المرتبطة بها بطريقة أو بأخرى.

وقالت إنها توقفت عن تناول منتجات شركة ألبرو رغم ولعها بشوكولاتة الحليب التي تنتجها، بعد أن تبين لها أن صاحب الشركة يستثمر في الشركات الناشئة "الإسرائيلية" وفي الاقتصاد "الإسرائيلي"، أي أن هذا التطبيق لا يحدد المنتجات المصنوعة في المستوطنات أو "إسرائيل" فحسب، بل وأي منتجات لها أي صلة ب"إسرائيل".


وشركة ألبرو مملوكة لشركة "دانون"، التي أسستها عائلة كارسو اليهودية الإسبانية. 

كما وصفت هيلين في صفحتها على إنستغرام رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بـ "الفاشي"، ووصفت "إسرائيل" بأنها دولة فصل عنصري ترتكب إبادة جماعية. 


ودعت المذيعة السورية الالمانية إلى مقاطعة إسرائيل ثقافيا فضلا عن المقاطعة الاقتصادية.


ومن جانبها، "تبرأت" المحطة الألمانية من كلامها، زاعمة أنه لم يأتِ في سياق عملها في المحطة، وأكدت أن مذيعة تقدم برامج حوارية مثل هيلين (29 عاماً وتقدم برنامج Mix Talk) "عليها أن تلتزم الحياد". 


وقال كريستيان بالدهوف من حزب المحافظين لصحيفة Bild الألمانية إن هذه ليست الحالة الأولى لتصريحات ومحتوى مُعادٍ للسامية من موظفي المحطة، وإنه ربما يتعين عليها تحديث كتاب قواعدها والتأكد من أن جميع موظفيها يعرفون الإجراءات، وأن يفهموا أنه لا يمكنهم التعبير عن آراء معادية للسامية. واكتفت المحطة بإيقاف هيلين فارس عن تقديم برنامجها الحواري.

وقالت فارس في بيان عبر حسابها على إنستغرام إن "وسائل الإعلام الألمانية تحاول إسكات كل الأصوات التي تتحدث باسم فلسطين، ولهذا السبب نحن بحاجة إلى التحدث أكثر وبصوت أعلى". 

وتعد ألمانيا ثاني دولة داعمة لإسرائيل بشكل مطلق بعد الولايات المتحدة، رغم مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي على خلفية اتهامها بارتكاب "إبادة جماعية" بحق الفلسطينيين.


اعتراف بالانسحاب 

وفي يوليو 2023، كتب زعيم المعارضة الصهيونية يائير لابيد: “لم تعد إسرائيل أمة الشركات الناشئة. إنها أمة في أزمة، إنها أزمة سياسية واجتماعية ودولية، لكن تأثيراتها ستكون اقتصادية”.

حركة المقاطعة العالمية قالت إن الاستثمار في نظام الفصل العنصري الاستعماري الاستيطاني الإسرائيلي القائم منذ 76 عامًا كان دائمًا غير أخلاقي ويمكن القول إنه غير قانوني. الآن أصبح الأمر أيضًا غير مسؤول ماليًا.