دعا مؤسس منظمة "المطبخ المركزي العالمي"، الشيف الإسباني خوسيه أندريس، المجتمع الدولي إلى "وقف جرائم إسرائيل العشوائية".

وقال أندريس في منشور عبر منصة "إكس"، الثلاثاء، إنهم يعيشون حدادًا على مقتل 7 من موظفي المطبخ العالمي.

وأضاف: "هؤلاء الأشخاص.. الملائكة.. ليسوا مجهولي الهوية، ليسوا بلا أسماء، إنهم زملاء عملت معهم في أوكرانيا، وغزة، وتركيا، والمغرب، والباهاما، وإندونيسيا".

وخاطب المجتمع الدولي قائلًا: "يجب وقف الجرائم العشوائية التي ترتكبها الحكومة الإسرائيلية".

وأكد على أنه يتعين على الحكومة الإسرائيلية التوقف عن تقييد المساعدات الإنسانية، وقتل المدنيين وعمال الإغاثة، واستخدام الغذاء كسلاح، و"لا ينبغي فقدان المزيد من الأرواح البريئة". وأردف أن "السلام يبدأ بإنسانيتنا المشتركة، يجب أن يبدأ الآن".

ومساء الاثنين، استهدف الجيش الإسرائيلي قافلة "المطبخ العالمي" بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، ما أسفر عن مقتل 7 أشخاص يحملون جنسيات أستراليا وبولندا وبريطانيا والولايات المتحدة وكندا وفلسطين.

وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلنت "المطبخ العالمي" تعليق عملياتها لنقل المساعدات الإنسانية في غزة، معربة عن شعورها "بالصدمة" لمقتل 7 من أعضاء فريقها في غارة للجيش الإسرائيلي على غزة.

وأوضحت المنظمة أنه "رغم التنسيق مع الجيش الإسرائيلي فقد تعرضت القافلة للقصف أثناء مغادرتها مستودع دير البلح (وسط القطاع)".

 

3 صواريخ إسرائيلية قتلت موظفي المطبخ العالمي بغزة

قالت صحيفة "هآرتس" العبرية، الثلاثاء، إن طائرة إسرائيلية مسيرة، أطلقت الاثنين، 3 صواريخ على قافلة تقل 7 عمال إغاثة من منظمة "المطبخ المركزي العالمي" وسط قطاع غزة، ما أسفر عن مقتلهم جميعا.

ونقلا عن مصادر أمنية مطلعة لم تسمها، قالت هآرتس الثلاثاء، إن الهجوم الإسرائيلي على عمال الإغاثة جاء "بسبب الاشتباه في أن إرهابيًا كان يسافر أيضًا في قافلة السيارات، حيث أطلقت طائرة بدون طيار ثلاثة صواريخ واحدًا تلو الآخر".

وأوضحت المصادر أن "قافلة مؤلفة من ثلاث سيارات من المطبخ العالمي المركزي (WCK) تحركت الليلة الماضية لمرافقة شاحنة مساعدات إلى مستودع المواد الغذائية التابع للمنظمة في منطقة دير البلح وسط قطاع غزة".

وكانت السيارات تحمل علامات واضحة تشير إلى أنها تابعة للمنظمة، على سطحها وعلى جوانبها، وفق ذات المصدر.

ووفق المصادر المطلعة على تفاصيل الحادث، فإن "غرفة العمليات التابعة للوحدة المسؤولة عن تأمين المحور الذي كانت تسير فيه القافلة رصدت على الشاحنة مسلحًا واشتبهت في أنه إرهابي".

ووصلت الشاحنة إلى المستودع برفقة سيارات المنظمة الثلاث، التي تقل سبعة متطوعين، اثنان منهم فلسطينيين مزدوجي الجنسية (من الولايات المتحدة وكندا) والمواطنين الخمسة الآخرين من أستراليا وبريطانيا العظمى وبولندا، بحسب "هآرتس".

وتابعت الصحيفة: "بعد دقائق قليلة، غادرت السيارات الثلاث التابعة لمنظمة الإغاثة المستودع، دون الشاحنة التي يزعم أن المسلح تواجد فيها، وبحسب المصادر الأمنية فإن ذلك الشخص لم يغادر مقر المستودع".

وفي طريق عودتها "تحركت السيارات على طريق تمت الموافقة عليه مسبقًا من قبل الجيش الإسرائيلي، وتم تنسيق رحلتها أيضًا مع الجيش".

وقالت المصادر لهآرتس: "في مرحلة ما، بينما كانت القافلة تسير على الطريق المتفق عليه، أمرت غرفة العمليات التابعة للوحدة المسؤولة عن تأمين طريق المرور مشغلي الطائرات المسيرة بمهاجمة إحدى السيارات بصاروخ".

وأضافت: " شوهد بعض الركاب وهم يخرجون من السيارة بعد سقوط الصاروخ ويتجهون نحو إحدى السيارتين الأخريين. وواصلوا رحلتهم حتى أنهم أبلغوا المسؤولين عنهم بتعرضهم للهجوم، لكن بعد ثوانٍ أصاب صاروخ آخر سيارتهم".

وواصلت المصادر للصحيفة: "اقتربت منهم السيارة الثالثة للقافلة، وبدأ الركاب بنقل الجرحى الذين نجوا من الهجوم الثاني إليها، وذلك لإبعادهم عن أي خطر. ولكن بعد ذلك أطلق صاروخ ثالث أصابهم. وقد قُتل جميع متطوعي المنظمة السبعة في الهجوم".

وأشارت هآرتس إلى أن "الجيش الإسرائيلي يدرك أن هذا حادث خطير قد يكون له آثار بعيدة المدى على استمرار القتال في غزة، نظرًا لتآكل الشرعية الدولية في الأسابيع الأخيرة".

وأضافت: "تستعد المؤسسة الأمنية لإرسال ممثلين إلى البلدان التي يحمل المتطوعون القتلى ليقدموا شخصيًا لكبار ممثلي الحكومات هناك نتائج التحقيق الذي يجريه الجيش الإسرائيلي".

وأكدت الصحيفة إلى أن "هجوم الليلة الماضية ليس الحالة الأولى التي يستهدف فيها الجيش الإسرائيلي أعضاء المنظمة".

وتابعت: "في نهاية الأسبوع الماضي، أطلق قناص من الجيش الإسرائيلي النار على سيارة كانت في طريقها إلى مستودع للمواد الغذائية في منطقة خان يونس (جنوبي قطاع غزة)، وأصابت رصاصة القناص الزجاج الأمامي للسيارة، لكن المتطوع الذي كان يستقلها لم يصب بأذى".

وختمت "هآرتس" تقريرها بالقول: "فور وقوع الحادث، تقدمت المنظمة بشكوى للجيش الإسرائيلي، وطالبت بوقف إطلاق النار على أفرادها وضمان سلامتهم أثناء توزيع المواد الغذائية في قطاع غزة، والذي يتم بالتنسيق الكامل، إلا أن الجيش الإسرائيلي لم تستجب لطلب المنظمة".

 

مجزرة "المطبخ العالمي" تعمّق عزلة إسرائيل دوليًا

وزعم رئيس الوزراء في دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو أن الجيش الإسرائيلي قتل «عن غير قصد» سبعة من عمال الإغاثة.

وأضاف «يحدث هذا في الحرب، سنحقق في الأمر بشكل تام، نحن على اتصال مع الحكومات، وسنفعل كل شيء حتى لا يتكرر ذلك».

دوليا، دعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إلى تحقيق «سريع ومحايد» وذلك خلال مؤتمر صحافي في باريس، بينما كان إلى جانب نظيره الفرنسي ستيفان سيجورنيه، وقال «تحدثنا مباشرة إلى السلطات الإسرائيلية، لقد طالبناهم بإجراء تحقيق سريع ومحايد لنفهم ما حصل بالضبط».

فيما قال سيجورنيه إن «حماية العاملين في المجال الإنساني واجب أخلاقي وقانوني يتعين على الجميع الالتزام به»، مضيفا أن فرنسا «تدين بشدة» الضربة الإسرائيلية. وأكد أن «لا شيء يبرر مثل هذه المأساة».

رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز طالب إسرائيل كذلك بتقديم توضيحات على الغارة التي استهدفت عمال الإغاثة، ووصفها بأنها «وحشية». وأعربت الصين عن «صدمتها» حيال الهجوم.

كذلك اعتبر ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة، أن الهجوم يظهر «تجاهل القانون الإنساني» وسلامة الطواقم الإنسانية.

واستدعت كل من بريطانيا وأستراليا سفيري الاحتلال لديهما.

وقالت وزارة الخارجية البريطانية إن لندن استدعت السفيرة الإسرائيلية.

وبين وزير شؤون التنمية وأفريقيا البريطاني أندرو ميتشل «أعبر عن إدانة الحكومة القاطعة للقتل المروع لسبعة من عمال الإغاثة في المطبخ المركزي العالمي، من بينهم ثلاثة مواطنين بريطانيين».

وتابع «طلبت إجراء تحقيق سريع وشفاف يعرض على المجتمع الدولي، وتحقيق محاسبة كاملة».

كما قالت صحيفة «إسرائيل هيوم» إن رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز استدعى السفير الإسرائيلي عقب مقتل عاملة إغاثة أسترالية.

أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، الثلاثاء، ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية المتواصلة منذ 7 أكتوبر الماضي، إلى "32 ألفا و916 شهيدًا و75 ألفًا و494 مصابًا".

ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر حربًا مدمرة على غزة خلفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، وفق مصادر فلسطينية، ما استدعى محاكمة تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بدعوى "إبادة جماعية".