في عملية استخبارية جرت ليلة السبت الماضي تسلل إلى منطقة شمال غزة عدة ضباط وجنود يتبعون لجهاز المخابرات العامة في رام الله، في مهمة رسمية بأوامر مباشرة من ماجد فرج، بهدف إحداث حالة من البلبلة والفوضى في صفوف الجبهة الداخلية، وبتأمين من جهاز الشاباك الإسرائيلي وجيش العدو، وذلك بعد اتفاق تم بين الطرفين في اجتماع لهم في إحدى العواصم العربية الأسبوع الماضي.

وعليه، تعاملت الأجهزة الأمنية في غزة مع هذه العناصر، وتم اعتقال 10 منهم، وإفشال المخطط الذي جاؤوا من أجله، وسيتم الضرب بيد من حديد على كل من تسوّل له نفسه أن يلعب في مربع لا يخدم سوى الاحتلال.

وقال مصدر قيادي كبير  في وزارة الداخلية الفلسطينية بغزة لقناة الأقصى:  "القوة الأمنية المشبوهة التي دخلت مع شاحنات الهلال المصري نسق أعمالها كاملا مع قوات الاحتلال ". 

وأوضح أن "اللواء ماجد فرج أدار عمل القوة بطريقة أمنية مخادعة ، وظلل فيها الفصائل والعشائر الفلسطينية ." مضيفا أن "الجانب المصري ابلغ هيئة المعابر عدم علمه بالقوة الأمنية التي تسلمت الشاحنات المصرية ، وأخلى المسؤولية الكاملة عنها".


حملة إعلامية موازية

وجاء الرصد من قبل حركة حماس للمخطط التخريبي من مخابرات السلطة مع بدأ وسائل إعلام بعض دول التطبيع بث نسق جديد من دعايتها وتحريضها لإيصال قناعة للجمهور مفادها "الاستسلام قد يصنع حياة رغيدة لغزة"..

وعنها اشار المحلل السياسي أدهم أبو سلمية إلى أنها "حملات منظمة هدفها قذر، وتلعب على وتر استغلال عذابات الناس، وتريد تمرير أجندتها على حساب جراحاتنا، ولا يريدون منك أن تقول "أخ" وإن قلتها فأنت مخطئ، وإن تضامن معك احد فهو إخونجي ستتم شيطنته..".

وأضاف عبر @adham922 أن "عفكرة احنا لسه عايشين، استسلمت منظمة التحرير عام 93 في أوسلو وقدمت للصهاينة 78% من مساحة #فلسطين وفعلت أكثر من ذلك حين استقبلت الرئيس الأمريكي كلينتون في غزة وغيرت حتى ميثاق المنظمة عام 97م. وعلى مدار 6 سنوات زجت بمعظم قادة حماس والجهاد الإسلامي في سجونها ومنهم أبو خالد الضيف نفسه والدكتور الرنتيسي وغيرهم… لكن شعبنا لم يرى تلك الحياة الرغيدة!! ولم تتحول غزة لسنغافورة أو اليابان، ولم يعطينا الاستسلام دولة كما وعدونا عام 1999م.."

وعن تأثير السلطة في حماية المقدسات قال: "على العكس تماماً زادت الحفريات تحت الأقصى، وبلغ التهويد ذروته مع دخول شارون لباحات الأقصى، وتضاعفت أعداد المستوطنين في الضفة، وتم سرقة مئات الآلاف من الأراضي.. وبقي آلاف خيرة الرجال في السجون.. فأين الحياة الرغيدة في ظل الاستسلام؟!".

 
سلطة بادين

وقال الصحفي والمحلل السياسي الفلسطيني عبدالله عقرباوي عبر @Aqrabawi_Ab: ""السلطة الفلسطينية المتجددة" حاولت اليوم أن تطل برأسها في غزة. حيث تسلل ضباط من جهاز المخابرات التابع لماجد فرج وبتأمين من جهاز الشاباك إلى شمال غزة بهدف إحداث بلبلة وفوضى في صفوف الجبهة الداخلية وإنشاء موضع قدم لهم في غزة".

وتابع: "هذه هي "السلطة المتجددة" التي يتحدث عنها بايدن مرارا وتكراراً. هذا هو خيار الاحتلال الذي يزعم كذباً أنه ضد عودة السلطة.".

وأوضح، "منذ 2005 السلطة في نظر الاحتلال جزء من الاستراتيجية الأمنية فقط، وعباس بشكل الغطاء لذلك. ومن المتوقع أ تنتهي صلاحيته مع نهاية الحرب والانتقال بالسلطة لمرحلة جديدة من الانخراط في استراتيجية الاحتلال ضد شعبنا".

والقت الشرطة الفلسطينية في رفح القبض قبل قليل على 6 من قيادة هذه القوة المشبوهة وجاري العمل على استكمال الاعتقالات بحق منتسبيها ، وصلت لوزارة الداخلية توجهات من الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة بالتعامل مع اي قوة أمنية لا تدخل غزة عبر مقاومتها التي تدافع عن الوطن ودفعت الغالي والنفيس من اجله  معاملة  قوات الاحتلال.


بيان حماس

وساقت حركة حماس من خلال منافذها الإعلامية بيانا من 5 نقاط ضمن ما قالت إنه رسالة شكر واجبة لشعبنا الصامد المرابط في غزة والذي عجز الصبر عن صبره في معركة طوفان الأقصى وتصديه لمشاريع الاحتلال الصهيوني وحرب الإبادة الجماعية ونشر الأحد: 31-3-2024م ووقعوه ب"إخوانكم في حركة حماس".

الإخوة الكرام:- 
- لقد تابعت إدارة الطوارئ في قطاع غزة كل الأزمات الناجمة عن الحرب ساعية بكل صدق مع كل الشركاء  والنخب والعائلات والمكونات الوطنية لتجاوز كل أزمة حيث نجحنا مرات وأخفقنا مرات لكن الإخفاق الذي كان يتسبب فيه الاحتلال لضرب الإرادة الفلسطينية كان يزيدنا إصرار على مواصلة الطريق للوصول للنجاح المنشود وتجاوز العقبات وتحمل المسؤوليات والتحديات الجسام التي لو تعرضت لها دول عظمى خلال العدوان الصهيوني وحرب الإبادة الجماعية لسقطت في أيام بل في ساعات غير أن الله عز وجل تولانا برحمته وألقى الصبر والثبات في نفوس شعبنا الأبيّ العصي على الانكسار والذي نحن مدينون له في كل لحظة بالوفاء والحفاظ عليه. 

- ⁠عملت الخلايا الوطنية الحركية والفصائلية والمدنية والمجتمعية والشعبية ليلًا ونهارًا وسرًا جهارًا كلٌ على ثغره لمعالجة القضايا والأزمات بفعل الاحتلال رغم استهداف الاحتلال لكل مقومات وعناصر البناء واغتيال مفاصل وكوادر العمل في الطوارئ الحكومي والمدني والمجتمعي والتنظيمي واستشهد المئات منهم وعشرات القيادات من قادة العمل الحكومي والشعبي والمدني فاستهدفت مفاصل الداخلية والإغاثية والصحية والمدنية والشعبية وغيرها؛ بل كان الاحتلال يستهدفهم وهم على رأس عملهم بعد ساعات من تكليفهم لضرب المنظومة الحكومية والطوارئ ولكن بفضل الله كان يخرج العشرات ليسدوا الثغر ويواصلوا المسير لخدمة شعبنا فحققوا بفضل الله نجاح في ضبط الحالة الأمنية وحماية القوافل ومحاربة الخارجين على القانون وتأمين المساعدات وحماية المقرات وإنهاء النعرات العائلية نعم ليس نجاحًا مثاليًا؛ بل نجاح نسبي يبنى عليه وكان ذلك بفضل التشابك بين الداخلية ولجان الحماية الشعبية والمكونات الوطنية مع عموم أبناء شعبنا وأهلنا الذين كانوا يرقبون كل لحظة من أجل التقدم واستقرار الواقع لتأمينهم من سلوك المنفلتين واعتداء المتجاوزين والخارجين الذين يسعون لضرب السلم الأهلي والمجتمعي وخدمة أهداف الاحتلال الصهيوني.

- ⁠ولقد اتخذنا قرارات حاسمة في ملفات الاقتصاد في محاولة لضبط الأسعار ومنع الاحتكار واستمعنا من كافة الأطراف للملاحظات وتحاورنا مع خيرة المختصيين والشخصيات والقوى الوطنية للوصول لحل يتناسب مع حالة الحرب لتحسين منظومة الاقتصاد في ظل استهداف الاحتلال الممنهج لها عبر واردات المعابر، وقد أخذنا كل الملاحظات حيز التنفيذ وحاولنا مرات ومرات للوصول لذلك وإنهاء حالة الاحتكار وغلاء الأسعار الفاحش ومحاربة تجار الحروب حتى تحقق اليوم التحسن المحدود والذي نراكم عليه للوصول إلى أعلى درجات التحسين لخدمة شعبنا وضمان راحته وتأمين جبهته في ظل العدوان. 

- ⁠الإخوة الكرام تابعنا كل كلمة ونصيحة وملاحظة وتوجيه ورأي أخذناها محمل الجد وانتقل لدوائر النقاش وعلى طاولة الاختصاص وكانت تجد حقها في النقاش حتى نصل لأفضل الخيارات التي تحقق الراحة لشعبنا وسنبقى نفعل ذلك حتى نصل لمراد شعبنا وحماية جبهتنا الداخلية؛ إننا مهما فعلنا سنبقى عاجزين عن الوفاء لشعبنا وصموده الأسطوري وسنبقى نشعر بأن الفضل كل الفضل بعد الله عز وجل لحالة الثبات والصمود الذي عز نظيره وقل مثيله والذي أفشل مخططات الاحتلال هو لشعبنا الفلسطيني وأهل غزة العظماء الكرام  ومقاومته الباسلة التي لا تزال تكمل المسيرة حتى يتحقق لشعبنا حقوقه غير منقوصة.

- ختامًا: نعتذر عن أي خلل تأخرنا في معالجته، وعن كل تجاوز تأخرنا في محاربته، وعن كل سوء تصرف بقصد أو دون قصد سبب إرهاق لأهلنا في أي وقت ونعاهدكم بأننا لن ندخر جهدًا في تحقيق الراحة لشعبنا مهما كلفنا من ثمن وإن دماء شبابنا التي سالت في خدمة الناس في نفس الوقت الذي سالت فيه دماء شبابنا في مواجهة الاحتلال هي دماء مقاومة لن يكون لها عندنا إلا الوفاء والثبات واتباع طريقهم حتى يتحقق لشعبنا النصر والحرية ويندحر العدو وهو يجر ذيول الخزي والعار عن غزة. (انتهى)