حذر اسحق باريك الخبير العسكري الصهيوني من دخول رفح وقال إن "دخولها اليوم هو رهان على أمن البلاد، لأنه قد يفجّر علاقاتنا مع الولايات المتحدة، التي هي بالفعل هشة للغاية اليوم، ويزيد مقاطعة العالم كله لإسرائيل".


مقاطعة اقتصادية

وعبر مقال له بصحيفة "معاريف"  أضاف أن تأثيرات دخول رفح ستتجلى في المقاطعة الاقتصادية وحظر إرسال الأسلحة والذخائر والمعدات العسكرية الأساسية، على غرار ما حدث لنظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا".

وفي هذا السياق اشار إلى لقاء بلينكن مع مجلس الوزراء الحربي خلال زيارته ل"إسرائيل" قبل أيام إن (أمن إسرائيل ومكانتها الدولية في خطر. إن لم تفهموا ذلك بعد، فإنكم تخاطرون بالتعثر في غزة، وتخاطرون بالعزلة العالمية)".


حرب اقليمية
وقال باريك الجنرال الاحتياط بجيش الاحتلال إن "الدخول إلى مخيمات رفح قد يؤدي إلى حرب إقليمية متعددة الجوانب، وفقدان السلام مع مصر في حال تشابك القتال في منطقة محور فيلادلفيا على الحدود المصرية، وهو الوضع الذي قد يؤدي أيضا إلى مشاكل مع الأردن والإمارات".


واعتبر أن اقتحام رفح "سيكون هذا أسوأ فشل تعرّض له شعب إسرائيل في جميع حروبه منذ تأسيس الدولة اليهودية وحتى يومنا هذا".

 

مقتل المختطفين

وعن التأثير الثالث برأيه هو ".. مقتل جميع المختطفين" معتبرا أن دخول رفح ".. مقامرة خطيرة جدا لا ينبغي الإقدام عليها، فقد تكون المسمار الأخير في نعش بقائنا".

وأشار إلى أن تصريحات نتنياهو وأمثاله الذي سيسيطر على الذراع العسكري لحماس بعد تدمير الكتائب الأربع في رفح، هي تصريحات غبية لا أساس لها من الصحة، وتظهر عدم فهم كامل لماهية حرب العصابات".

وأكمل أنه "على سبيل المثال، استولى الجيش على مدينة غزة والأحياء المحيطة بها، لكن ذلك لم يمنع الآلاف من مقاتلي حماس من العودة عبر الأنفاق إلى شمال قطاع غزة، إلى مدينتي غزة وجباليا وحي الشجاعية والزيتون. إنهم يستعيدون السيطرة على شمال قطاع غزة في جميع الأماكن التي تركها رغم أننا قصفنا كتائبهم. لذا فإن تدمير أربع كتائب أخرى لحماس في رفح لن يغير شيئا".

وأردف أنه لا توجد علاقة بين سيطرة الجيش على كتائب حماس وبين تدمير البنية التحتية المحيطة بها وبين قدرة حماس على مواصلة القتال كمقاتلين فدائيين".

وأضاف أنه "حتى هذه اللحظة ليس لدى المستوى السياسي أي خطة لكيفية استبدال الحكم المدني لحماس في قطاع غزة، فمن الممكن أن نفهم لماذا وصلنا إلى أسوأ فشل في تاريخ دولة إسرائيل".

 

لا تدمير كامل لحماس
وشدد على أنه "في كل مرة يعيد نتنياهو إطلاق شعاره الأجوف معدوم الأساس "ادخلوا رفح وأسقطوا حماس بالكامل"، فإنه يعيد المفاوضات مع حماس لإطلاق سراح الرهائن عشرات الخطوات إلى الوراء، حتى لو كانت قد بدأت بالفعل خطوة واحدة إلى الأمام".

ورأى الضابط (بحسب ما ترجم المحلل ياسر الزعاترة)، أن "اليوم أصبح من الواضح للجميع أن التدمير الكامل لحماس هو خيال رئيس الوزراء وأتباعه. باسم هذا الوهم الذي يخدعون به الجمهور، يخلق المستوى السياسي العقبات للإفراج عن المختطفين". مشددا على أن "النتيجة: لا نصر كامل على حماس، ولا إطلاق سراح لجميع المختطفين".

 

حوار لافت وكاشف لبلينكن مع نتنياهو

وخلال زيارته لـ"كيانه الأم" قال بلينكن لنتنياهو و"مجلس الحرب": "حتى لو قمتم بعملية في رفح، فسيظل في غزة تحدّي كبير يسمّى حماس".

ردّ نتنياهو: "حتى سكان غزة الذين ليسوا من حماس لا يريدون السلام"، "الجمهور في إسرائيل لن يكون مستعدا لدولة فلسطينية كدولة فلسطينية".