قالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، مساء اليوم الاثنين، إن بلادها "تدعم بشكل كامل وقف إطلاق النار، وتسهيل وصول المساعدات إلى قطاع غزة".

جاء ذلك في كلمة لمندوبة الولايات المتحدة عقب إصدار مجلس الأمن قرارًا يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة خلال شهر رمضان.

وأضافت غرينفيلد أن "مجلس الأمن تحدث اليوم دعما للجهود الدبلوماسية الجارية التي تقودها بلادها وقطر ومصر للتوصل إلى وقف مستدام لإطلاق النار وتأمين الإفراج عن جميع الرهائن والمساعدة في تخفيف المعاناة الهائلة للمدنيين الفلسطينيين في غزة".

وأكدت أن "بلادها تدعم بشكل كامل هذه الأهداف المهمة وأنها تعمل على مدار الساعة لجعلها حقيقة على الأرض عبر الجهود الدبلوماسية".

وأردفت: "نقترب من التوصل إلى اتفاق بشأن وقف فوري لإطلاق النار مع الإفراج عن جميع الرهائن، ولكننا لم نصل إلى هذه النقطة بعد".

واختتمت حديثها بالقول: "لا نتفق مع كل ما تضمنه القرار لذا لم نصوت لصالحه، لكننا نؤيد بشكل كامل بعض الأهداف التي يتضمنها هذا القرار غير الملزم، ونعتقد أنه كان من المهم للمجلس أن يتحدث ويؤكد بشكل واضح أن أي وقف لإطلاق النار يجب أن يقترن بإطلاق سراح جميع الرهائن".

وتبنى مجلس الأمن الدولي، مساء الاثنين، قرارًا بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة خلال شهر رمضان، "في خطوة باتجاه وقف دائم ومستدام لإطلاق النار".

وصوتت 14 دولة لصالح القرار الذي قدمه 10 أعضاء منتخبين في المجلس، بينما امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت.

ودعا القرار إلى وقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان تحترمه جميع الأطراف بما يؤدي إلى وقف دائم ومستدام لإطلاق النار.

وطالب أيضًا بـ"الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن"، فضلًا عن ضمان وصول المساعدات الإنسانية لتلبية احتياجاتهم الطبية وغيرها من الاحتياجات الإنسانية.

 

يجب الضغط لاحترام وقف إطلاق النار بغزة

ومن جهته، قال السيناتور الأمريكي، بيرني ساندرز، إنه يجب على الولايات المتحدة "الضغط على جميع الأطراف لاحترام قرار وقف إطلاق النار والإسراع بإدخال مساعدات ضخمة إلى قطاع غزة لإطعام السكان الذين يعانون الجوع".

وأضاف ساندرز، في منشور على حسابه عبر منصة إكس: "أصدر مجلس الأمن الدولي اليوم قرارًا يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار، والإفراج عن جميع الرهائن، وإتاحة الوصول الكامل للمساعدات الإنسانية".

وشدد على ضرورة ضغط بلاده على جميع الأطراف لـ"احترام وقف إطلاق النار والإسراع بمساعدات ضخمة إلى غزة لإطعام السكان الذين يعانون الجوع".

 

ترحيب حماس

ومن جهة أخرى، رحّبت حركة حماس، بدعوة مجلس الأمن الدولي لوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، واستعدادها للانخراط في عملية تبادل أسرى.

وقالت الحركة في بيان: "نرحب بدعوة مجلس الأمن الدولي اليوم لوقف فوري لإطلاق النار، ونؤكد على ضرورة الوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار، يؤدي إلى انسحاب كافة القوات الصهيونية من قطاع غزة، وعودة النازحين إلى بيوتهم التي خرجوا منها".

وأعربت الحركة عن "استعدادها للانخراط في عملية تبادل للأسرى فورًا تؤدي إلى إطلاق سراح الأسرى لدى الطرفين".

وأكدت أن أي اتفاق يجب أن يضمن "حرية حركة المواطنين الفلسطينيين ودخول كل الاحتياجات الانسانية لجميع السكان، في جميع مناطق قطاع غزة، بما فيها المعدات الثقيلة لإزالة الركام، كي نتمكن من دفن شهدائنا الذين بقوا تحت الركام منذ شهور".

ودعت مجلس الأمن "للضغط على الاحتلال للالتزام بوقف إطلاق النار ووقف حرب الإبادة والتطهير العرقي ضد شعبنا".

وأكدت على حق الفلسطينيين في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس، وحق العودة وتقرير المصير، وفق القرارات الدولية والقانون الدولي.

وأعربت الحركة، عن تقديرها لجهود الجزائر وجميع الدول في مجلس الأمن التي ساندت وتساند الفلسطينيين، وتعمل من أجل وقف العدوان وحرب الإبادة الصهيونية.

كما أكدت حماس أنها أبلغت الوسطاء تمسكها بموقفها ورؤيتها التي قدَّمتها في الرابع عشر من مارس الجاري.

وقالت الحركة في بيان، إن التمسك بالموقف جاء بسبب عدم استجابة رد الاحتلال لأيّ من المطالب الأساسية لشعبنا ومقاومتنا: (وقف إطلاق النار الشامل، الانسحاب من القطاع، عودة النازحين، وتبادل حقيقي للأسرى)".

وأضافت "وعليه، فإنَّ الحركة تجدّد التأكيد أنَّ نتنياهو وحكومته المتطرّفة يتحمَّلون كامل المسؤولية عن إفشال كلّ جهود التفاوض، وعرقلة التوصل لاتفاق حتى الآن".

 

دعوة لقطع العلاقات مع إسرائيل ما لم تستجب لمجلس الأمن

ومن جهته، دعا الرئيس الكولومبي، غوستافو بيترو، كافة الدول إلى قطع علاقاتها مع إسرائيل إذا لم تمتثل لمشروع القرار الذي اعتمده مجلس الأمن الدولي والذي يطالب بوقف إطلاق النار في غزة.

وقال بيترو في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: "وأخيرًا، قرر مجلس الأمن الدولي بالإجماع وقف إطلاق النار في غزة".

وأضاف: "إذا انتهكت إسرائيل قرار وقف إطلاق النار هذا، فإنني أدعو دول العالم إلى قطع علاقاتها الدبلوماسية مع تلك الدولة".

وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم الاثنين، ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية إلى "32 ألفًا و333 شهيدًا و74 ألفًا و694 إصابة" منذ 7 أكتوبر 2023.

ويشن فيه الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر الماضي، حربًا مدمرة على غزة خلفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، وفق مصادر فلسطينية، ما استدعى محاكمة تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بدعوى "إبادة جماعية".