في هذه الجمعه المباركة (الثانية من شهر رمضان الكريم 1445هـ) تحلّ علينا ذكرى استشهاد مؤسّس حركة المقاومة الاسلامية حماس، الشيخ أحمد ياسين والذي استعلى على إعاقة بدنه، وقهرِ أعدائه،، فحرّك أمة وهو ليس عليه حرج، وزلزل الظلم وهو أشلّ، فاستجق أن ترسل ألمة سلاما عليهِ في ذكراه ترحما على روحه الاتي ارتقت في 22 مارس 2004 ودعاء من الله الذي ألهمه الجهاد وهو قعيد وبالنصر للمقاومة.
 

وفي مثل هذا اليوم والشيخ خارج من صلاة الفجر أستهدفته طائرات الاحتلال الصهيوني بإطلاق 3 صواريخ، ليعيد من شهد الذكرى كلماته: "إننا طلاب شهادة، لسنا نحرص على هذه الحياة، هذه الحياة تافهة رخيصة، نحن نسعى إلى الحياة الأبدية".

 

أثمر طوفان الأقصى

وقالت حركة المقاومة الإسلامية حماس التي أسسها الشيخ على الجهاد في انتفاضة المساجد 1987 والتي عرفت أيضا بانتفاضة الحجارة في الذكرى الـ 20 لاستشهاد الإمام المؤسس الشيخ أحمد ياسين إن "طوفان الأقصى ثمرة من ثمرات إعداده وجهاده، وماضون على دربه ومسيرته، دفاعاً عن شعبنا وأرضنا ومقدساتنا حتّى زوال الاحتلال"


وأضافت "حماس"، "تأتي الذكرى العشرون لاستشهاد شيخ فلسطين القائد المؤسّس الإمام أحمد ياسين هذا العام، وشعبنا الصَّابر المرابط ومقاومتنا الباسلة، يخوضون ملحمة طوفان الأقصى البطولية في شهرها السَّادس، بكلّ إيمانٍ وإرادةٍ وقوَّةٍ واقتدار، وهم يستلهمون من سيرته ومسيرته الجهادية المباركة، معالمَ الثبات والدّفاع عن الأرض، وصون الثوابت، والذّود عن المقدسات، واستراتيجية مراكمة القوَّة، ومكامن انتزاع الحقوق والحفاظ على المكتسبات، وإدارة المعركة مع العدو الصهيوني والإثخان في جيشه، ومجابهة مخططاته العدوانية، وتحقيق الانتصار عليه".

 

وتابعت: "لقد ظنّ العدو واهماً وحالماً أنَّ اغتيال الشيخ المؤسّس سيُضعف الحركة أو يقوّض أركانها أو يذهب ريحها، فإذا بفجر الثاني والعشرين من آذار عام 2004م، يحمل معه ميلاداً جديداً في مسيرة حركتنا ومقاومتنا وشعبنا، أكثر قوَّة وإصراراً وتصميماً، وهكذا هي الحركة، بقادتها وأبنائها، ملتحمة مع شعبها، تعيش آماله وآلامه، على قلب رجل واحد، وذاكرة حيّة، وفكرة لن تموت؛ فطوفان الأقصى اليوم ما هو إلا ثمرة من ثمرات ذلك الميلاد المبارك، يُسقى مَعينُه بدماء الشهداء، ويُحفظ أصلُه الثابتُ بالمقاومة، ويُؤتي أكلَه بإذن الله، نصراً وتحريراً قريباً، بحول الله وقوّته".


وأكدت أنه "عشرون عاماً مرّت على ارتقاء الشيخ المؤسّس أحمد ياسين شهيداً، ولا تزال سيرته حيَّة في نفوس أجيال فلسطين والأمَّة الإسلامية، تنبض بكل مقوّمات النضال والصمود والرّباط، فالزَّرع المبارك الذي بذره على أرض غزَّة الغزَّة، قد تجذّر أصله، واشتدّ عوده، وأثمر زرعه، وعلت أركانه وانتشرت، وغدت قويَّة عصيَّة على الاحتلال من النيل منها أو القضاء عليها، مهما بلغ إجرامه وفاشية حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها في قطاع غزَّة".


وقالت: "ونحن نعيش في ظلال شهر رمضان المعظّم، شهر الصَّبر والتضحيَّات والجهاد والانتصارات، نؤكّد أنَّنا سنبقى الأوفياء لنهج ودماء وتضحيات المؤسس الشيخ الشهيد أحمد ياسين، والقادة الشهداء، وكل قوافل شهداء شعبنا، وعلى درب المقاومة سنمضي بكل قوَّة وإصرار ويقين".


وأكدت في 22 مارس 2024م، "وإنَّنا في هذه الذكرى، لندعو شعبنا وأمَّتنا إلى استلهام دروس البذل والعطاء والتضحيَّة والصَّبر والنضال من حياة شيخ فلسطين الإمام الشهيد المؤسس أحمد ياسين، ومن سيرته ومسيرته المباركة، التي بدأها بالتربية وإعداد الجيل ومراكمة كل أسباب القوَّة وختمها بأسمى الأماني شهيداً، كما ندعو إلى مواصلة كلّ أشكال الصمود والثبات والدفاع عن الأرض والقدس والمسجد الأقصى، حتى انتزاع حقوقنا وتحرير أرضنا ومقدساتنا، ودحر الاحتلال وزواله".

وفي ذكرى استـشهاده أكدت حماس إن طوفان الأقصى ثمرة من ثمرات جهاد الشيخ أحمد ياسين، مؤكدة أنها ستبقى وفية لدمه ونهجه وتضحيات القادة الشهداء.
 

أما الإعلام العسكري لكتائب القسام فبث رسالة بعنوان "ياسين .. أثمر الغرس ولاح فجر التحرير" وذلك ضمن فيديو لأفعال قذيفة (الياسين 105) التي طورتها الحركة لتصبح كابوس دبابات الميركافاه ومرعبها، حيث سميت باسمه وإلى روحه الشهيدة.


وما زال الشيخ أحمد ياسين -رحمه الله- يتبوّأ بين الناس مقعد الزعامة، ومازالت كلماته تتردّد على أسماعنا رغم أن استشهاده كان قبل عشرين سنة.


شاهد على العصر

وبلغ الشيخ أحمد ياسين مكانة عظيمة في قلوب الفلسطينيين وكل الشعوب الحرة العربية والإسلامية رغم سوء حالته الصحية، وهو ما تناولته مقابلة مع الإعلامي أحمد منصور وكيف كان رحمه الله أوّل ضيف يحلّ في برنامج شاهد على العصر، كمؤسس حركة حماس.
 
وروي أحمد منصور ظروف استضافة الشيخ احمد ياسين  وكيف أنها لم تكن ضمن قائمته الأولية، لكن محاولة اغتيال خالد مشعل في الأردن غيرت كل خطته.

وأشار إلى كيف أن محاولة الاغتيال كانت مفصلية، وأنها غيرت وجهة القضية الفلسطينية الى الأبد، وكيف كان للملك الراحل الحسين بن طلال دورا في عملية اطلاق سراح الشيخ وكيف حقق منها أهداف عدة.


المحلل السياسي من غزة إبراهيم المدهون رصد زوايا من حضور الشيخ أحمد ياسين في ذكرى استشهاده وقال عبر (اكس): "كنت استمع إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم "إن العلماء ورثة الأنبياء" فأمر عليه مرور الكرام، وأظن أن هذه الوراثة تقتصر على تناقل النصوص وتعليمها الناس، إلى أن عشت في رحاب الشيخ أحمد ياسين رحمه الله، فأدركت المغزى الحقيقي لحديث رسول الله، بل رايته مجسد بكل معنى من معانيه وكل جانب من جوانبه في هذا الشيخ المقعد صاحب الهمة والعمل الدءوب، والله كأن هذا الحديث يشرح بكل دقة حياة هذا الرجل.


على درب الأنبياء

وأضاف "المدوهون" أنه إلى ".. جانب من جوانب سيرته وأيامه ومعاناته وأمله وصبره وعبادته لم يرثه من نبي من الأنبياء، أو صديق من الأولياء أو صحابي جليل من صحابة رسول الله، فما نظرت إلى شطر وزاوية من زوايا الشيخ إلا وشاهدت شطر نبي وزاوية صالح وعمل صديق".


وتابع: "أخذ عن نبي الله إبراهيم عليه السلام أنه أمة، فكان رحمه الله أمة في قومه، تَحرك حين نام الناس وتقدم حين تأخر الناس، وحمل اللواء حين تقاعس الزعماء، ووقف بوجه الباطل حين جبن الشجعان، حتى باستشهاده زلزل الأمة وأحياها وأيقظها، وواجه شارون كما واجه الخليل النمرود، وقُذف بالنار واللهب كما القي فيها إبراهيم عليه السلام".


وأردف، "ورث عن نبي الله يوسف بأن خُير بين الباطل والسجن، فكان السجن أحب إليه مما يدعونه إليه، ولم يخرج من معتقله إلا بمعجزة من الله.. فالله عز وجل الذي أخرج يوسف من غياهب الجب أول مرة، وأخرجه من خلف سدود السجن، حينما حاول نتنياهو اغتيال القائد خالد مشعل ففشلوا وألقي القبض على اثنين من القتلة فكانت كرامتين نجاة الأخ أبو الوليد وإخراج الشيخ أحمد ياسين، فالله هيأ الظرف وسبب الأسباب ليخرج الشيخ من السجن أول مرة، ومن المؤبد في المرة الثانية، وما ظننا أنه عائد إلى بيته لولا قدر الله الغالب".


وأكمل أن الشيخ ياسين "..ورث عن نبي الله أيوب أنه ابتلي بكل جزء من جسده، فجسده هامد لا يقوى على أن يحرك أصبع من أصابعه، وكان يتحمل من الأوجاع والألم ما لم يتحمله جبل، فيأكل بألم، ويشرب بألم، ويتكلم بألم، ويسمع بألم. حياته مجموعة من الآلام والأوجاع، ومع ذلك لا تسمع منه إلا لساناً شاكراً وقلباُ خاشعاً".


وأشار إلى وأنه "عن حبيبه محمد صلى الله عليه وسلم فلم يترك شيء يفعله الرسول ويحض عليه إلا ويلتزم بأدق تفاصيله، ولا غرابة إن ردد شعاره الخالد الرسول قدوتي يعلمها للأجيال من بعده. أضف إلى ذلك أنه هُجر عن أرضه ووطنه، وأبعد عن مكان آبائه وأجداده ظلماً وعدوناً وطغيانا، فكان مهاجر ومجاهد في سبيل الله".

وقال @ibmadhun: "..رحم الله الشيخ الذي نال ما تمنى وارتقى إلى العلى بأفضل صورة وأجمل طله وأبهى منظر، فأي سيناريو هذا الذي أعد لزفافه إلى جنة عرضها السماوات والأرض، والله إن استشهاده بهذه الهيبة والعظمة لتدل بما لا يدع مجالاً لشك أن عناية الله تعالى كانت ترعى هذا الزفاف المهيب إلى الجنان.. فمن يتصور أن يقوم المجرم شارون بحشد الطائرات والإعلام ويختار الفجر، ليفجر اللهب في جسد الشيخ القعيد، أكان يحتاج رجلٌ كالشيخ استنفار كيانٍ غاصب؟!".