احتفل "الإسرائيليون" من أصل إيرلندي بالشراب في المنازل والحانات، ودفعوا بقطاع من الأيرلنديين للشارع للاحتفال باستقالة رئيس وزراء أيرلندا ليو فارادكار بعدما قال كلمة حق في وجه بايدن عرَّاب الإبادة الجماعية في غزة، معلنا أنه استقال "لأسباب شخصية وسياسية وهي سياسة بالدرجة الأولى"، بحسب تصريحاته.


ويبدو أن ظاهر الأمر أن استقالة رئيس وزراء إيرلندا ليو فارادكار وتنحّيه عن رئاسة الوزراء في إيرلندا المحتلة من التاج البريطاني كما استراليا ونيوزيلندا إلى اليوم، هو نتيجة ابتزاز تمارسه الصهيونية العالمية على الغرب عموما ومحاوره المتعددة لدعم جرائمهم في فلسطين والشرق الأوسط.

 

ليس موقف وحيدا
واستقالة رئيس وزراء أيرلندا ليو فارادكار من منصبه بعدما دعم فلسطين مباشرة ليس موقفا متفردا فماري روبنسون، رئيسة إيرلندا السابقة قالت: "بايدن يوفر الأسلحة والقنابل التي تستخدم لقتل الشعب الفلسطيني، وهو مستمر في ذلك وفي تزويد إسرائيل بالأموال"، مضيفة أن "الولايات المتحدة متواطئة في التجويع المروع لغزة والعالم الذي يشاهد متواطئ أيضا".


والخميس 21 مارس ومن مقبرة كارلينجفورد في أيرلندا؛ بعث مواطنون رسالة لبايدن؛ كالتي أعلنها "فارادكار" تنص على: "بسبب تاريخنا، لن يغفر الشعب الأيرلندي أبدًا لأولئك الذين مكّنوا من القمع والتطهير العرقي والإبادة الجماعية لشعب آخر، كما تفعلون في غزة، لقد خنتم أسلافكم الأيرلنديين كما خنتم الإنسانية" وهي إشارة لأصل جوزيف بايدن الإيرلندي.

 


المواقف الأحدث

وما تزال لافتة "إيرلندا تقف مع فلسطين" التي رفعها إيرلنديون على  أحد أشهر كباري مدنها ضمن الرسائل المؤثرة من شعب أيرلندا إلي رئيس أمريكا لوقف الحرب علي غزة فورا و نهائيا.


واللافتة رفعها أنصار فلسطين على جسر وورتس في مدينة سانت الأيرلندية، تزامنًا مع المظاهرات الحاشدة التي تشهدها البلاد منذ شهور تضامنًا مع غزة ورفضًا لجرائم الإبادة الجماعية المتواصلة.

والأحد القادم، أعلنت ايرلندا تضامنها مع فلسطين في الملاعب، ودعا الاتحاد الايرلندي لكرة القدم جميع الإيرلنديين للمشاركة في مباراة أنتريم الأخيرة في الدوري في نهاية هذا الأسبوع لإظهار التضامن مع الفلسطينيين والحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار.


وأيدت أكثر من 100 منظمة التظاهرات الوطنية من أجل فلسطين التي تنطلق السبت 23 مارس، في الواحدة بعد الظهر، بحديقة الذكرى.


وكان عنوان البيان المشترك للمنظمات والجمعيات هي؛ لإظهار التضامن الغير قابل للتوقف مع الشعب الفلسطيني، ورفض الإبادة الجماعية العنصرية الصهيونية، ومطالبة حكومة إيرلندا بفرض عقوبات.
 

رسومات بلفاست

وعلى جدران مدينة بلفاست في إيرلندا الشمالية، رسم فنانون إيرلنديون جداريات فنية ورسومات تروي بعضاً من معاناة أهل غزة وتظهر صور إبادة أطفال ونساء فلسطين في الأماكن السياحية لفضح جرائم العدو وتضامناً مع غزة.


وتزينت أشهر طُرق "بلفاست"، عاصمة إيرلندا الشمالية، بلوحاتٍ رسمها فنانون تعاطفوا مع فلسطين تمتد لمسافات طويلة، ونالت إعجاب الناس واستحسانهم.


وفي 18 مارس رفض النشطاء مشاركة السياسيين في الاحتفال بعيد القديس باتريك في البيت الأبيض وتسليم بايدن وعاء من نبات تقليدي أسود حيث قال أحد المتظاهرين إنه رمزنا للمقاومة وإعلاننا أن أيرلندا تقف مع فلسطين، لن نتقاسمه مع إدارة بايدن بينما يُذبح أهل غزة بأسلحة وتمويل أمريكيين.


وجرت عادة الشعب في العيد الوطني الأيرلندي أن يرفع علم فلسطين ويرتدي المتضامنون الكوفية الفلسطينية، وعن ذلك نقل ناشطون عن فلسطينية هاجرت إلى آيرلندا في عام 1988، تقول: "حين أسير بالشارع وأنا أرتدي الشال الفلسطيني تطلق السيارات أبواقها تعبيراً عن دعمهم للقضية الفلسطينية، ويهتف البعض: فلسطين حرة".


استقالة حتى من الحزب
رئيس وزراء إيرلندا المستقيل ليو فارادكار سيسجل التاريخ أسمه في لوحات الأحرار بعدما رفض ليس فقط رئيسا لحكومة إيرلندا بل استقال أيضا من رئاسة حزب فاين جايل وأنه سيقدم استقالته من رئاسة الوزراء "متى بات خليفتي قادرا على تولي هذا المنصب" بحسب ما صرح.

إلا أن فارادكار أمضى 7 سنوات في منصبه وجاءات استقالته مباغتة بعد أن قال لـ بايدن في وجهه إنه "سيظل يدعم فلسطين دائمًا، ويعارض الهجمات الإسرائيلية على غـزة".

وفي كلمته التي ألقاها الأحد الماضي، خلال استقبال في البيت الأبيض بمناسبة عيد القديس باتريك، قال فارادكار: "عندما أسافر حول العالم يسألني القادة في كثير من الأحيان لماذا يتعاطف الأيرلنديون مع الشعب الفلسطيني؟ الإجابة بسيطة، فنحن نرى تاريخنا في عيونهم.. التهجير والتشريد وسلبهم أملاكهم والهجرة القسرية والتمييز والتجويع".


رئيس مركز الزيتونة للدراسات محسن محمد صالح أعتبر عبر (اكس) أن موقفه نادر بل "موقف أقوى وأشجع من زعماء العرب".


في حين قال المفكر والأكاديمي السعودي مهنا الحبيل عبر @MohannaAlhubail: "مرافعة رئيس حكومة ايرلندا عن المشترك بين فلسطين والقهر البريطاني للشعب الإيرلندي فيها نحت عميق عن المشترك الإنساني أمام الظلم الوحشي .. تناساه الغرب فصفع به الأيرلنديون وجه بايدن ومعسكر الإرهاب الصهيوني".


وأضاف المحلل السياسي أدهم أبو سلمية @adham922 أن "الأهم مما قاله رئيس الوزراء الأيرلندي أمام مجرم الحرب بايدن بالنسبة لي هو امتلاكه الجرأة والشجاعة الأخلاقية المستندة للتفويض الشعبي الممنوح له، ليعبر بوضوح وصراحة عما يفكر به عموم الأشقاء في ايرلندا دون تردد وهو ما لا يجرؤ على قوله كل الزعماء الديكتاتورين في العالم".

واعتبر أنه "في مثل هذه المواقف تُدرك بما لا يدع مجالاً للشك حقيقة، لماذا أُفشل الربيع العربي؟! ولماذا تم الانقلاب على إرادات الشعوب المنادية بالديمقراطية والحرية؟! ولماذا يعيش مئات الآلاف من الشباب والعلماء والدعاة العرب والمسلمين في سجون أنظمة طاغية مجرمة، يحدث كل هذا لتبقى الأمة ضعيفة خانعة مفككة بين يدي سيد البيت الأبيض، ولتبقى "اسرائيل" النموذج الحضاري الوحيد في منطقة الشرق الأوسط كما يزعمون، ولنرى مشاهد الابادة الجماعية في الجزء العزيز من قلب الأمة ولا نتحرك لنُصرتها، أو على الأقل للتعبير عن غضبنا كأمة..".

وأشار إلى  أنه "ما لم تُدرك الأمة أنها المستهدفة، وما لم يتحرك شبابها اليوم للخلاص مما يقع عليهم من قهر، ويكسر طوق العبودية والخوف فإن عقوداً من القهر قادمة و ما غزة إلا آخر القلاع التي يحاول العدو كسرها اليوم عبر حمام دم لا ينتهي كي لا يبقى في الأمة من يرفع رأسه..".


عضو رابطة أدباء الشام الكاتب أحمد سليمان العمري وعبر @ahmadomariy أضاف ".. أمريكيا تُمارس أقبح سياسة عنجهية وهي المخترقة صهيونيا، وبالتالي ما تقوم به من وسائل ضغط هي بالحقيقة سياسة الترهيب الصهيونية القائمة على القتل والتنكيل وبأفضل حال تهديد صريح أو غير صريح لكُلّ من يتعاطف مع الفلسطينيين ويُندّد بالمجازر الإسرائيلية المُمنهجة في غزّة، حتى لو كان الشخص هو الرجل الأول في بلاده، تماما كـ "فارادكار".


وناصر الشعب الإيرلندي فلسطين أكثر من بعض شعوب العرب، حيث ذاقوا عذاب الاستعمار البريطاني (المستمر إلى اليوم بشكل ما) وهو قد أجرم بحقهم كما نكبت شعب فلسطين ولم تكتمل حرية أيرلندا لبقاء بريطانيا بشملها الذي غالبيتهم بروستانت  بينما الجمهورية كاثلوكية.