كشفت صحيفة وول ستريت جورنال، عن مخاوف رئيس الوزراء الإسرائيلي من وقف إطلاق النار وإطلاق سراح نحو 40 من المحتجزين الإسرائيليين، بقوله: "ليس من المؤكد أننا سننجح".

بينما أكدت أن رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار سيكون له دور مباشر في المفاوضات، وأن حماس تحاول الوصول لأهدافها التي أعلنتها منذ بدء عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي.

 

معضلة التوصل إلى وقف إطلاق النار

تحدثت صحيفة وول ستريت جورنال عن جوانب مما وصفتها بالمعضلة التي تعرقل التوصل إلى وقف إطلاق النار بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل، وذلك بعدما استؤنفت المحادثات غير المباشرة بين الجانبين في العاصمة القطرية الدوحة.

وأشارت الصحيفة إلى أن بعض الوسطاء المشاركين في المحادثات الجارية في الدوحة أعربوا عن اعتقادهم بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يمنح فريق التفاوض الإسرائيلي تفويضًا يخولهم إبرام الصفقة، وهو ما قد يقوض المحادثات.

ونقل التقرير عن مسؤول إسرائيلي رفيع قوله إن مدير الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (الموساد) ديفيد برنيع، الذي يترأس فريق التفاوض، التقى وفريقه المجلس الوزاري المصغر قبل مغادرته إلى الدوحة، ولم يحصل على كل ما طلبه من صلاحيات التفاوض.

لكن المسؤول أضاف أن الفريق أخذ تفويضًا واضحًا يسمح لهم بإدارة فعالة للمفاوضات، على حد تعبيره.

وقال المسؤول نفسه إن رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار سيكون له دور مباشر في المفاوضات، وتوقع أن تستغرق المحادثات أسبوعين على الأقل من أجل التوصل إلى صفقة.

من ناحية أخرى، نقلت الصحيفة عن المفاوض الإسرائيلي السابق غرشون باسكين -الذي شارك في محادثات سابقة لتبادل الأسرى- قوله إن "إسرائيل تعلم وهي تدخل هذه المفاوضات أنها قد خسرت. أي اتفاق تتمخض عنه هو انتصار لحماس، والهدف هو تقليص هذا الانتصار قدر الإمكان".

 

نتنياهو يشكك

في تلك الأثناء، نقلت مراسلة القناة الـ13 الإسرائيلية عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قوله خلال جلسة للجنة الشؤون الخارجية والأمن في الكنيست إن خيار "الجميع مقابل الجميع" لم يكن مطروحًا على الإطلاق، وذلك في إشارة إلى مطالبات عائلات الأسرى الإسرائيليين بإبرام صفقة تشمل الإفراج عن أبنائهم جميعًا مقابل تحرير جميع الأسرى الفلسطينيين.

وأضاف نتنياهو أن إسرائيل تتفاوض حاليًا من أجل إطلاق سراح نحو 40 من المحتجزين الإسرائيليين، و"ليس من المؤكد أننا سننجح".

وتابع قائلا "في المفاوضات علينا أن نكون حازمين، وليس من المؤكد أننا الأفضل في ذلك".

وقال نتنياهو إنه لا يعتقد أن أي حكومة واجهت مثل هذه "المعضلات" من قبل، مشيرًا إلى أن قرار إبرام الصفقة السابقة لإعادة المحتجزين كان أيضًا معضلة كبيرة.

وقد أعلن المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري -خلال مؤتمر صحفي اليوم الثلاثاء- أنه تم استئناف المفاوضات غير المباشرة بين وفدي حماس وإسرائيل في الدوحة، وأعرب عن تفاؤل حذر.

وأوضح الأنصاري أن المفاوضات استؤنفت بكل مساراتها، وأن اجتماعًا عقد أمس الاثنين لنقل الردود بين الطرفين. وأضاف أن محادثات الدوحة تركز على ضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وتحقيق وقف مؤقت لإطلاق النار.

وشدد الأنصاري على أن أي هجوم على رفح (جنوبي قطاع غزة) سيؤدي إلى كارثة إنسانية، وسيؤثر سلبًا على التوصل إلى اتفاق في المفاوضات الجارية.

وتُجرى المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل بوساطة قطرية ومصرية وبمشاركة الولايات المتحدة، في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة منذ أكتوبر الماضي.

وأمس الاثنين، وصل إلى الدوحة الوفد الإسرائيلي المكون من مسؤولين في الموساد والاستخبارات العسكرية وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) بعد الحصول على تفويض من مجلس الحرب الإسرائيلي لبحث تفاصيل القضايا المطروحة على طاولة المفاوضات.

وسبق أن عُقدت هدنة بين حركة حماس وإسرائيل بوساطة قطرية مصرية أمريكية استمرت لمدة أسبوع من 24 نوفمبر حتى الأول من ديسمبر 2023، وجرى خلالها وقف إطلاق النار وتبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية محدودة إلى غزة.