قال المدير السابق لمؤسسة الغذاء والدواء الأردنية د. هايل عبيدات إن الحديث عن رصيف قبرص البحري الذي سيعمل بعد شهرين، هو خطوة ضمن مسلسل التهويد للأراضي الفلسطينية، حيث لا ضمانات تخص طبيعة استعمال هذا الرصيف، أو اقتصار استعماله على مواد غذائية، خصوصا وأن المتحكم به أمنيا ولوجستيا هو الاحتلال الإسرائيلي كما صرح الرئيس الأمريكي: بحسب حوار له مع "القدس العربي".


وأضاف أن ذلم ياتي بتقسيم غزة طوليا وأفقيا إلى عدة مناطق، ومُسحت تماما من الأماكن القابلة للعيش مناطق الشمال، وهي مسألة تنطوي على مؤشر يفيد بأن الاحتلال يخطط لبناء مستوطنات، ويجهز لمرحلة إدارة مدنية كما يعلن ويقول.


وأوضح عبيدات أنه في قطاع غزة، تواجد قبل العدوان مصنعان لإنتاج الدواء. وبصرف النظر عن المواصفة والمقياس، كانا يوفران وفقا لعبيدات 35% من احتياجات الأدوية، ولكن تم تدميرهما، كما قُصفت ودُمرت المستودعات الرئيسية للأدوية واللقاحات.


وأبان عبيدات أن الاحتلال تعمد ضرب احتياطات الغذاء والصحة، كإجراء محوري للتحريك الديموغرافي، وجعل غزة مكانا غير صالح للعيش في وضعه الحالي، وبالتالي تنفيذ التهجير الذي يحذر منه الجميع.


واعتبر أن كل ما يجري يؤذي دول الجوار، وأن الأردن لأسباب كثيرة، هو الأكثر تعرضا للأذى، خصوصا إذا ما انتقلت الخطة الإسرائيلية أو عندما تنتقل إلى مستوى السيطرة الأمنية على الأغوار، فيما المراوحة عربيا في "محور المراوغة" كما يصفه عبيدات، لن تكون مفيدة؛ لأن الخطة "الإسرائيلية" قد تنتهي خصوصا إذا ما طبق العدوان خطته المعلنة عسكريا في رفح، بحصر أهالي قطاع غزة في الجيوب باتجاه الجنوب.


وأشار إلى أن الوصول إلى حالة رقمية نموذجية في الديموغرافيا، قد يساهم فيها رصيف قبرص الذي لا يوجد ضمانة بأن يستعمل فقط للغذاء وليس للسلاح أيضا مع تقدير من باب التحليل، يشير إلى أن إسرائيل تسعى لتقليص سكان غزة بسقف لا يزيد عن 500 ألف نسمة، مستدركا أن أفضل وصفة لتحقيق ذلك هي ضرب الغذاء والدواء.


خدعة انسانية

حساب المرابطون @morabetoooon على تويتر وتحت عنوان "الرصيف العائم" الأمريكي على شاطئ غزة.. خدعة "إنسانية" خطيرة"، قال: "إننا أمام مشروع مخادع خطير، هو مجرد واجهة فقط، ومن ينظر خلف البرواز سيدرك أن الهالة "الإنسانية" الكبيرة التي يتم التسويق لها حول المشروع، عبر آلة "البروباجندا" الأمريكية الضخمة، تأتي في إطار التغطية أو التعمية على ترتيبات سياسية وأمنية وعسكرية من وراء المشروع؛ تهدف إلى إعادة ترتيب أوراق غزة كلها، وتحوّل خطط أمريكا والكيان الصهيوني لليوم التالي للحرب إلى واقع على الأرض.. ومن هذه الترتيبات التي يمكن قراءتها من بين السطور: 

1 - وجود قدم ثابتة للقوات الأمريكية على شاطئ غزة، وإدارة الاستخبارات الأمريكية- بمعاونة المخابرات الصهيونية- لكل التحركات المتعلقة بتوزيع المساعدات. 

2 - تكوين مجموعات داخلية في غزة، تابعة أو غير تابعة للسلطة، خارج نطاق إدارة "حماس" وبعيدا عن "الأونروا"؛ للقيام بمهمة توزيع المساعدات، والقيام بالتغذية الراجعة للمعلومات من  شعب غزة وتهيئة الناس لواقع جديد تحت ضغط الحاجة للغذاء والدواء.   

3 - مشاركة المفوضية الأوروبية والإمارات وقبرص والمملكة المتحدة في مشروع الرصيف، تؤكد أن ثمة دور لكل هؤلاء في الاختراق المستهدف لكل مناطق القطاع، كونهم شركاء أصليين في العدوان على غزة، وقفوا مع العدو الصهيوني- وما زالوا- بكل قوة من اليوم الأول للحرب. 

4 - ومنظمة "فوجبو"، التي تتألف من موظفين سابقين في الجيش الأمريكي والأمم المتحدة والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ووكالة الاستخبارات المركزية، ويديرها "مسؤولون عسكريون واستخباريون أمريكيون كبار سابقون" لن تكون بريئة بأي حال، فواضح من تكوين قياداتها المهني أنها ستقوم بمهمة تنفيذية نهايتها قلب الأوضاع في القطاع رأسا على عقب؛ لتمكين إدارة جديدة عوضا عن "حماس"، ثم بدء عملية "لعسكرة" مجموعات، ربما بإشراف غير مباشر من محمد دحلان المقيم في الإمارات، وصولا إلى فرض السيطرة على القطاع والدخول في مواجهات مع القوى المسلحة الإسلامية (المقاومة) لتصفيتها. 
 

الانقلاب على حماس

وأوضح الحساب أن "المراد من كل هذا هو قلب الطاولة شعبيا وعسكريا على "حماس" وخلق إدارة جديدة متعاونة مع "الكيان" أمنيا".

وأضاف الحساب أن حجة منع "إسرائيل" للمساعدات البرية فهي لا تنطلي على عاقل، إذ بإمكان أمريكا إرغام حكومة الاحتلال وجيشه على ذلك لو أرادت، كما أن من يرفض دخول المساعدات برا يمكنه أيضا رفض دخولها جوا وبحرا، فلماذا يرفضها برا فقط؟! يرفضها لأن حكومة حماس ما زالت متحمة في المعابر البرية.
 
وقال إنه من الواضح أن مشروع الرصيف البحري، ذي الوجه الإنساني، لم يأخذ حيز التنفيذ إلا بعلم واتفاق بين كل من أمريكا والكيان الصهيوني ومصر والإمارات والسعودية، ودول أوروبا وكندا بالطبع، بعد تسليم الجميع بأن خطة التهجير باءت بالفشل. يؤكد هذا تصريحات لـ "سيسي مصر" اليوم"، قال فيها: "لن نوافق على تهجير الفلسطينيين من أرضهم وسنبذل كل ما في وسعنا لمساعدتهم". 

وقال إن هذا المشروع، في بعديه الأمني والعسكري، من الممكن أن يتحطم على صخرة المقاومة وعلى وعي الشعب الغزاوي، ومن الوارد أن يبوء بالفشل، مثله مثل خطة التهجير تماما، مع عدم اعتراضنا على توصيل مساعدات إنسانية لأهلنا في غزة بالطبع. 


الرصيف العائم

وتحدثت واشنطن عن إقامة "رصيف عائم مؤقت" على شاطئ غزة، بمشاركة المفوضية الأوروبية والإمارات وقبرص والمملكة المتحدة؛ لإمداد سكان القطاع بنحو مليوني وجبة غذائية يوميا.
 

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية، قبل يومين إن تجهيز هذا الرصيف يأتي بسبب رفض "إسرائيل" إدخال المساعدات بريا، موضحة أن تشييده سيستغرق 60 يوما، بإشراف الجيش الأمريكي، كما سيتم بناء جسر من الرصيف إلى غزة، ولكن أفراد الجيش الأمريكي لن ينقلوا المساعدات عبر الجسر، حيث يؤدي هذه المهمة "شركاء إقليميين على الأرض في غزة". 


وبحسب مسئولين في وزارة الدفاع، تم تطوير مفهوم الرصيف المؤقت جزئيًا من قبل منظمة تسمى "فوجبو"، وهي مجموعة استشارية تتألف من موظفين سابقين في الجيش الأمريكي والأمم المتحدة والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ووكالة الاستخبارات المركزية. ويدير "فوجبو" مسؤولون عسكريون واستخبارات أمريكيون كبار سابقون. 


وقال مسؤول قطري لشبكة CNN إنهم يستثمرون 60 مليون دولار في مبادرة الممر البحري التي من المتوقع أن تتولى فوجبو زمام المبادرة التشغيلية فيها، بما في ذلك عن طريق نقل المساعدات من الرصيف إلى الشاطئ وتسليمها للتوزيع.