ذكرت صحيفة إسرائيلية أن إسرائيل قاطعت محادثات في القاهرة يوم الأحد 3 مارس 2024 خاصة بوقف لإطلاق النار في غزة بعد أن رفضت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) طلبها بتقديم قائمة كاملة بأسماء الرهائن الذين لا يزالون على قيد الحياة.

 

إسرائيل قاطعت محادثات في القاهرة

 

كان وفد من حماس قد وصل إلى القاهرة الأحد لإجراء المحادثات التي وصفت بأنها تستهدف تجاوز عقبة أخيرة محتملة أمام التوصل إلى اتفاق لوقف القتال لستة أسابيع.

ونقلت واي نت، النسخة العربية الإلكترونية من صحيفة يديعوت أحرونوت، عن مسؤولين إسرائيليين لم تذكرهم بالاسم قولهم: "لا يوجد وفد إسرائيلي في القاهرة". وأضافوا: "ترفض حماس توفير إجابات واضحة، وبالتالي فإنه لا يوجد سبب لإرسال الوفد الإسرائيلي".

وتصر واشنطن على أن اتفاق وقف إطلاق النار بات قريبًا، وأنه سيكون ساريًا بحلول بداية شهر رمضان، أي بعد أسبوع تقريبًا. لكن طرفي الحرب لم يقدما معلومات تذكر عن مدى التقدم بشأن الاتفاق.

وبعد وصول وفد حماس، ذكر مسؤول فلسطيني مطلع لرويترز إنهم لم يقتربوا بعد من وضع اللمسات النهائية على الاتفاق. ولم يرد تعليق رسمي.

قال مصدر مطلع السبت إن إسرائيل يمكن ألا ترسل أي وفد إلى القاهرة ما لم تقدم حماس أولًا قائمة كاملة بأسماء الرهائن الذين ما زالوا على قيد الحياة، وهو مطلب قال مصدر فلسطيني إن حماس ترفضه حتى الآن.

وفي جولات سابقة من المفاوضات سعت حماس إلى تجنب مناقشة سلامة الرهائن الأفراد إلى ما بعد تحديد شروط إطلاق سراحهم.

 

اتفاق مطروح على الطاولة

 

مع ذلك، قال مسؤول أمريكي للصحفيين: "الطريق إلى وقف إطلاق النار الآن حرفيًا في هذه الساعة واضح ومباشر. وهناك اتفاق مطروح على الطاولة. هناك اتفاق إطاري".

وأضاف أن إسرائيل وافقت على هذا الإطار، وأن الأمر متوقف الآن على رد حماس.

ومن شأن إبرام اتفاق أن يؤدي إلى أول هدنة طويلة للحرب التي اندلعت منذ خمسة أشهر، ولم تتوقف حتى الآن سوى أسبوع واحد في نوفمبر 2023، وسيتم إطلاق سراح عشرات الرهائن الذين تحتجزهم حماس مقابل الإفراج عن مئات المعتقلين الفلسطينيين.

كما سيتم تكثيف المساعدات لقطاع غزة المحاصر لإنقاذ حياة الفلسطينيين الذين دُفعوا إلى شفا المجاعة. وسيتوقف القتال في الوقت المناسب لتفادي هجوم إسرائيلي واسع النطاق مخطط له على رفح، حيث يوجد أكثر من نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة محاصرين عند السياج الحدودي للقطاع. وستنسحب القوات الإسرائيلية من بعض المناطق وتسمح لسكان غزة بالعودة إلى الديار التي نزحوا منها في وقت سابق جراء الحرب.

لكن الاتفاق لن يصل على ما يبدو إلى حد تلبية مطلب حماس الرئيس بوقف الحرب نهائيًا، كما سيترك مصير أكثر من نصف الرهائن المتبقين وعددهم يزيد على 100 دون حل، بما في ذلك رجال إسرائيليون في سن القتال لا يشملهم الاتفاق الذي يقتصر على تحرير الرهائن من النساء والأطفال وكبار السن والجرحى.

ويقترح وسطاء مصريون تنحية هذه القضايا جانبًا في الوقت الحالي مع ضمانات لحلها في مراحل لاحقة. وقال مصدر من حماس لرويترز إن الحركة لا تزال متمسكة بالتوصل إلى "اتفاق شامل".

 

نتنياهو يعيق صفقة تبادل مع حماس

 

ويؤكد رئيس حكومة الاحتلال السابق إيهود باراك، مجددا أن رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو، يدفع في خطواته لاستبعاد صفقة تبادل جديدة مع حركة حماس بسبب حسابات فئوية ترتبط ببقائه في سدة الحكم.

وفي حديث للإذاعة العبرية الرسمية، قال باراك صباح اليوم الأحد، إن نتنياهو في الحالة الراهنة مشغول بنسج صورة بأنه قائد قوي مقابل حماس، بعكس المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، وبعكس غانتس وآيزنكوت أيضًا.

ويضيف باراك: “رسميًا، يريد نتنياهو صفقة تستعيد المحتجزين من غزة، لكن خطواته الفعلية تثير علامات استفهام حول نواياه، وأحد الأدلة العملية تصريحاته المتتالية بضرورة قتل قادة حماس في مرحلة حساسة من المداولات”. ويتساءل باراك “أي رسالة يرسلها نتنياهو للسنوار وقيادة حماس؟”. ويضيف: “عندما يتحدث نتنياهو عن رغبته بقتل قادة حماس تزامنا مع مداولات صفقة تبادل، فهدا يعني رسالة للسنوار المحاط بالمخطوفين تقول: لا تعدهم.. لا تتنازل عنهم، ويبدو أن الهدف هو خدمة الصورة لا الهدف والجوهر، ولذا فإن خطوات نتنياهو ترفع احتمالات بقاء المحتجزين في غزة لا استعادتهم. ينبغي قتل قيادة حماس ولكن ما مبرر الثرثرة الآن؟”.

باراك الذي يدعو الإسرائيليين في الأيام الأخيرة لمحاصرة الكنيست للضغط على حكومتهم، ومن أجل إيقاظ قوى المعارضة “النعسانة” بغية التقدم نحو الهدف وهو الانتخابات العامة، يرى أن الحل الأمثل لإسرائيل يكمن بصفقة سياسية كبرى بمشاركة دول عربية والولايات المتحدة، وهذا غير ممكن مع نتنياهو، فحساباته غير واضحة. ويضيف باراك: “أنا لست واثقا أنه لا يتحرك بدوافع سياسية ترتبط بالبقاء في الحكم”.

 

حماس: الاتفاق على هدنة ممكن.. بشرط

 

وأفاد مسؤول كبير في حماس، بأن وفدًا من الحركة وصل إلى القاهرة اليوم الأحد لإجراء محادثات وقف إطلاق النار في غزة.

وقال المسؤول إن الوفد يترأسه نائب رئيس حماس في غزة خليل الحية. وذكر أنهم لم يقتربوا بعد من وضع اللمسات النهائية على الاتفاق عندما سئل عما إذا كان إبرام الاتفاق وشيكًا.

ومن المتوقع أيضًا أن يصل وفد إسرائيلي إلى القاهرة للمشاركة في المحادثات.

كذلك، أفاد مصدر قيادي في حماس، بأن الاتفاق على هدنة في غزة ممكن خلال 24 إلى 48 ساعة في حال “تجاوبت” إسرائيل مع مطالب الحركة.

وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه: “اليوم تنطلق جولة مفاوضات في القاهرة.. وإذا تجاوبت إسرائيل يصبح الطريق ممهدًا لاتفاق خلال الأربع والعشرين أو الثماني والأربعين ساعة القادمة”.