هو الخبر ذاته الذي يتكرر خلال الأيام العشر الأخيرة من العدوان على غزة "..الاجتماعات التي يجريها الوسيط المصري مع ممثلي حماس، ستكون حاسمة في مسار المفاوضات، وذلك استعدادًا لاجتماع باريس" ولكن ما يدرو في خلفية هذا المعتاد أشياء غير معتادة يسعى الإحتلال إلى تكريسها وهو ما أعلن عنه من خلال موقعه "اكسيوس" الامريكي الصهيوني من أن خطة صهيونية لفصل قطاع غزة إلى أجزاء وتمكين إدارة لقطاع في غلاف غزة وإنهاء السلطة في الضفة وتولي الأمور هناك أما الهدنة فهي في أفضل الأحوال مؤقتة.

خطة نتنياهو وحكومته في نقاط كما استعرضها ناشطون تتضمن:
*لن نخضع لأية ضغوطات وسنواصل الحرب
*الولايات المتحدة تقف معنا لكنها لا تستطيع أن تملي علينا كيف ندير الحرب
*لا دولة فلسطينية
*الدولة الفلسطينية خطر وجودي على "اسرائيل"
*سنلغي أوسلو ونحل السلطة حال الاعتراف بدولة فلسطينية
*منظمة الصحة العالمية والاونروا أذرع لحماس وتغطي عليها
*العفو الدولية وهيومان رايتس ووتش معادون للسامية
*محكمة العدل الدولية توفر الغطاء لحماس
*جلسات محكمة العدل التي تشارك فيها 52 دولة هي "سيرك بغيض"


وبحسب القناة 12العبرية فإن حكومة الاحتلال الصهيوني ستسلّم إدارة حي الزيتون إلى جهة محلية في قطاع غزة لإدارته كتجربة لباقي المناطق بعد انتهاء العملية العسكرية.

 

اجتياج رفح

الكاتبة الأردنية إحسان الفقيه قالت إن السيناريو الوحيد الذي يمكن وضعه في الاعتبار هو قيام عشرات الآلاف من الفلسطينيين في رفح باجتياح الحدود، لكن ربما التعزيزات الأمنية والعسكرية الضخمة لمصر على الحدود مع غزة تضعف من هذا الاحتمال، إضافة إلى أن أهل غزة أنفسهم يتخوفون من مخاطر عزلهم في معسكر مغلق، كما أن شريحة كبيرة منهم ترفض رفضا باتا ترك الأراضي الفلسطينية ولو كلفهم الأمر حياتهم.


وأضافت أنه يُفهم الترويج لعملية التهجير على أنه ضغط يمارسه الكيان الصهيوني لدفع حركة حماس للتنازل عن مطالبها، وتقديم صيغة مقبولة لدى الكيان الإسرائيلي فيما يتعلق بالهدنة وخاصة قضية الرهائن.


وأشارت إلى أن رفح تمثل آخر أوراق الضغط الإسرائيلي على المقاومة لإجبارها على تسليم الأسرى لتحقيق مجد لحكومة اليمين المتطرف، تستطيع أن تواجه به الجماهير الإسرائيلية الغاضبة، ويكون بمثابة خروج يحفظ الهيبة العسكرية للجيش الإسرائيلي.


وتوقعت في مقال نشرته على حسابها على (اكس) أن "تنفذ حكومة الاحتلال تهديداتها بعملية اجتياح لرفح الفلسطينية قبل حلول شهر رمضان، لمواجهة مخاوف الانتفاضة، مع دفع المحاصرين في رفح باتجاه الشمال، مع الاعتقاد باستمرار الصمت العربي، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون".

 

مواقف متباينة

الموقف الامريكي متباين إزاء الهدنة ومبادرات وقف العدوان، فأخيرا رفضت واشنطن بالفيتو طلب جزائر بوقف العدوان على غزة مما منح الموقف الامريكي مزيد من التعرية.

ورغم ذلك، دعا ١١ نائب أميركي يهودي الرئيس الامريكي جو بايدن في رسالة مشتركة إلى بذل كافة الجهود من أجل مضاعفة المساعدات الإنسانية الداخلة إلى غزة "نشجعكم على مضاعفة جهودكم في هذا المنعطف الحرج لتسهيل التوصل إلى اتفاق متبادل ومؤقت لوقف إطلاق النار والذي من شأنه: إعادة جميع الرهائن إلى أسرهم؛ وقف العنف في غزة وإطلاق الصواريخ على إسرائيل من غزة؛ وإنهاء المعاناة الهائلة للمدنيين في غزة من خلال تمكين زيادة هائلة في المساعدات الإنسانية".

وفق "رويترز"، فإن واشنطن ستطرح مسودة قرار في مجلس الأمن الدولي يدعم "وقفا مؤقتا لإطلاق النار في غزة في أقرب وقت ممكن". ومما ورد فيه: "لا ينبغي المضي قدما وشنّ هجوم برّي كبير على رفح في ظل الظروف الراهنة".


المحلل الفلسطيني ياسر الزعاترة @YZaatreh قال "إذا صحّ الأمر، فإن ذلك يمثل ردا من إدارة بايدن على استخفاف نتنياهو بمطالبها؛ إن كان في الجزء المتعلّق بمشروع الاستدراج الجديد؛ عبر اعترافه بدولة فلسطينية مقابل تطبيع سعودي وعربي وقبول فكرة عودة عباس إلى قطاع غزة، أم بهدنة مؤقتة وصفقة تبادل توقف الحرب خلال شهر رمضان.".


وأضاف أن "هذا كله لا يغيّر في حقيقة الإجرام الأمريكي بحق شعبنا، لا سيما أن جسر الدعم العسكري والمالي لم يتأثر بمواقف نتنياهو، لكن سؤال خضوع الأخير يبقى معلّقا، وإن بدا احتماله أكبر فيما يتعلق بالصفقة تحديدا.".

وعن هذه الهدنة قال أدهم أبو سلمية @adham922: "تتأكد جدية الاحتلال في إنجاح أي جهود للتهدئة عند لحظة سريانها، ما قبل ذلك لا يمكن الحديث عما يدور في المفاوضات الجارية..".

وأضاف "هناك جدية واهتمام ومرونة تُبديها المقاومة منذ اليوم الأول، وهو ما تفعله الآن انطلاقاً من حرصها على إنهاء معاناة شعبنا في #غزة، وتحقيق آماله وتطلعاته".

وتابع "لكن في المقابل هناك احتلال مجرم و مراوغ، يمارس بمساعدة دول مجاورة عملية ضغط قصوى على المدنيين في محاولة لإخضاع المقاومة، كما أن هذا الاحتلال يتحكم في قراره اليمين المتطرف الذي لا يرغب في وقف العدوان على شعبنا.".