قال الوزير بمجلس الحرب الإسرائيلي، بيني غانتس، إن ثمة محاولات جارية للتوصل إلى صفقة جديدة لتبادل الأسرى مع الفصائل الفلسطينية، وإشارات أولية على إمكانية المضي قدمًا فيها.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده غانتس وهو رئيس حزب "الوحدة الوطنية" المعارض، مساء الأربعاء.

وقال: "ليس هناك حجر لم يُقلب من أجل تحقيق مهمة إعادة المختطفين التي تخص المجتمع الإسرائيلي بأكمله، والتي تتحمل القيادة مسؤوليتها".

 

صفقة مع حماس لإعادة الأسرى قبل رمضان

 

 

وأضاف: "هناك محاولات هذه الأيام للدفع نحو صفقة جديدة، وإشارات أولية تشير إلى إمكانية المضي قدمًا. لن نتوقف عن البحث عن السبيل (الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة)، ولن نضيع أي فرصة لإعادة الفتيات والفتيان إلى بيوتهم".

وتابع غانتس: "في ساحة المعركة، نحن بصدد عملية في رفح، والتي ستبدأ بعد إخلاء المنطقة من السكان (النازحين الفلسطينيين)".

ومضى بقوله: "أهمية تطهير رفح تكمن في القدرة على ضرب قوات حماس العاملة هناك، والحاجة إلى نزع سلاح قطاع غزة".

وتابع مهددًا: "أكرر، إذا لم يكن هناك صفقة لإعادة المختطفين، فسنعمل على مواصلة الحرب على قطاع غزة خلال شهر رمضان".

وقال غانتس: "اليوم الأربعاء صوتنا في الكنيست بأغلبية كبيرة على قرار يعارض إعلان دولة فلسطينية بشكل أحادي الجانب". واستدرك بقوله: "بعد 7 أكتوبر سيكون من الخطأ تقديم مثل هذا الدعم (دولة فلسطينية) للإرهاب. ويجب أن تتم التسويات السياسية بشكل مباشر، وإلا فلن تكون مستدامة".

وبحسب غانتس: "في أي وضع مستقبلي، ستحافظ إسرائيل على تفوقها وقدرتها على العمليات الأمنية في قطاع غزة بأكمله. مهمتنا هي السيطرة الأمنية بنسبة 100 بالمئة دون السيطرة المدنية".

وقال إنه يمكن "للعديد من الأطراف أن تعمل مدنيا في قطاع غزة ولكن ليس حماس". وتابع: "لن نسمح للقتلة بالعودة للسيطرة على الأماكن التي كان يعمل فيها الجيش الإسرائيلي، وندرس عددًا من الخيارات حتى يتم إيصال المساعدات إلى غزة من خلال إدارة دولية من الدول العربية المعتدلة بدعم من الولايات المتحدة".

وأردف غانتس: "نعمل على تعزيز المحور المعتدل في مواجهة إيران، وإقامة إدارة إقليمية تساعد الفلسطينيين على تشكيل نظام حكم آخر في غزة، وتضمن أن الاستثمارات موجهة أيضا إلى تغيير المناهج المدرسية كما فعل أصدقاؤنا في الإمارات العربية المتحدة".

وتطرق غانتس إلى ما أثير عن تبني الحكومة الإسرائيلية قرارات لتقييد دخول الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى بمدينة القدس الشرقية خلال شهر رمضان المرتقب.

وادعى أن "إسرائيل تحترم حرية العبادة، وستعمل على السماح لأكبر عدد ممكن من المؤمنين بالصعود إلى الحرم القدسي بسلامة وأمان خلال شهر رمضان. وحتى في ظل الوضع الأمني، سنحافظ على الحرية الدينية وقدسية الشهر ولن نتحرك إلا ضد من يعرضنا للخطر".

 

تفاؤل إسرائيلي حذر بالوصول لصفقة مع حماس

 

 

وقال محلل عسكري إسرائيلي بارز، الأربعاء، إنه للمرة الأولى منذ أسابيع فإن هناك درجة صغيرة من التفاؤل في إسرائيل بالتوصل إلى صفقة جديدة مع حركة "حماس" لتبادل أسرى إسرائيليين وفلسطينيين ووقف إطلاق نار مطول في غزة.

وأضاف عاموس هارئيل المحلل العسكري بصحيفة "هآرتس": "للمرة الأولى منذ أسابيع، ظهرت إشارات التفاؤل الحذر من جانب إسرائيل فيما يتعلق بإمكانية إحراز تقدم في المفاوضات بشأن صفقة الرهائن مع حماس، ويبدو أن هذا التحول جاء بسبب الجهود الأميركية المتجددة لتأمين تحقيق انفراجة في المفاوضات".

وقال: "يقود هذه الجهود مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز إلى جانب كبير مستشاري الرئيس الأمريكي جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكجورك".

ولفت إلى أنه "يوم الثلاثاء سافر وفد من حماس برئاسة رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية إلى القاهرة لإجراء محادثات مع كبار مسؤولي المخابرات المصرية، حيث تشارك كل من مصر وقطر في المبادرة الأمريكية المتجددة".

وأردف: "وأعلنت قطر، الثلاثاء، أن الأدوية التي سبق أن نقلتها إلى غزة بالتنسيق مع إسرائيل، بدأت في الوصول إلى الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس".

وأشار هارئيل إلى أن "المفاوضات تركز الآن على عدة نقاط رئيسة في الخطة، بما في ذلك السؤال الرئيس وهو النسبة بين عدد الرهائن الإسرائيليين المفرج عنهم وعدد السجناء الفلسطينيين الذين ستطلق إسرائيل سراحهم في المرحلة الأولى".

وقال: "سؤال آخر يتعلق بمدة وقف إطلاق النار المصاحب لعملية تبادل الرهائن، وأبعاد انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة خلالها".

وتابع هارئيل: "تركز إدارة بايدن جهودها على محاولة التوصل إلى اتفاق قبل بداية شهر رمضان، الذي يبدأ بعد أقل من ثلاثة أسابيع في 10 مارس القادم".

وبحسب تقارير متعددة فإن المرحلة الأولى من الصفقة ستمتد لمدة 6 أسابيع.

وطالبت "حماس" بإطلاق 1500 أسير فلسطيني، بينهم 500 من أصحاب الأحكام العالية، مقابل 35 أسيرًا إسرائيليًا وهو ما رفضته إسرائيل.

وتصر حماس على "الوقف الكامل للعدوان الإسرائيلي وانسحاب جيش الاحتلال خارج غزة والالتزام بإعادة الإعمار" من أجل التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى.

وسبق أن سادت هدنة بين حماس وإسرائيل لأسبوع من 24 نوفمبر وحتى 1 ديسمبر 2023، جرى خلالها وقف إطلاق النار وتبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية محدودة للغاية إلى غزة، بوساطة قطرية مصرية أمريكية.

وتقدر إسرائيل وجود نحو 136 أسيرًا في غزة، فيما تحتجز في سجونها ما لا يقل عن 8800 فلسطيني، بحسب مصادر رسمية من الطرفين.

ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حربًا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلًا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".