اقترحت الحكومة الإسرائيلية إجلاء سكان مدينة رفح إلى مدن خيام واسعة، قبل العدوان العسكري الإسرائيلي المزمع على المدينة الواقعة في جنوب قطاع غزة، وفقًا لتقرير إعلامي.

وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بالسيطرة على رفح التي وصفها بـ"المعقل الأخير لكتائب حماس" في إشارة إلى كتائب عز الدين القسام الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وردّ نتنياهو على الانتقادات والتحذيرات القلقة بشأن مصير مئات الآلاف من النازحين المدنيين إذا شنّ الاحتلال هجوما بريا على رفح، قائلا "أولئك الذين يقولون إنّنا يجب ألّا ندخل رفح مُطلقا، يقولون لنا في الواقع إننا يجب أن نخسر الحرب، ونترك حماس هناك".

ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال”، أمس الاثنين، عن مسؤولين مصريين وصفهم لاقتراح إسرائيل للإخلاء الذي ينصّ على إقامة 15 مخيمًا.

وسيحتوي كل مخيم على حوالي 25 ألف خيمة، في الجزء الجنوبي الغربي من المنطقة الساحلية المغلقة.
وأضافت الصحيفة أن مصر المتاخمة لمعبر رفح ستكون مسؤولة عن إقامة المخيمات والمستشفيات الميدانية.

والمدينة مكتظة بمئات الآلاف من الفلسطينيين المشردين داخليًا، الذين يلتمسون المأوى هناك في مكان ضيق للغاية.

 

حماس تحذر

وتأتي تصريحات نتنياهو، في حين تتصاعد التحذيرات من التداعيات الإنسانية الخطيرة لأي هجوم على رفح المكتظة بمئات الآلاف من النازحين الذين لجؤوا إليها من شمال غزة وجنوبها بسبب القصف المستمر وأوامر الإخلاء الإسرائيلية.

وحذّرت حركة حماس السبت من وقوع "مجزرة" في رفح التي تؤوي أكثر من مليون نازح فلسطيني في جنوب قطاع غزة، وقالت في بيان "نحذّر من كارثة ومجزرة عالمية قد تُخلِّف عشرات آلاف الشهداء والجرحى إذا تم اجتياح محافظة رفح".

وقالت حماس إنها تحمل الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي والاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن سلامة سكان المدينة.

من جهته، حذّر مسؤول السياسة الخارجيّة بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أمس السبت من الهجوم الإسرائيلي المرتقب على رفح، وقال إنّه سيخلف "كارثة إنسانيّة لا توصف".

وفي الحرب ضد حركة “حماس”، تستعد إسرائيل حاليًا لشنّ هجوم عسكري على المدينة التي تعتبرها آخر معقل لـ “حماس” في غزة.

وذكرت الصحيفة أن اقتراح إجلاء السكان قُدّم إلى مصر في الأيام الأخيرة. وقوبل الهجوم العسكري الإسرائيلي المزمع على رفح بانتقادات دولية قوية.

ودعت الحكومة الإسرائيلية منظمات الأمم المتحدة العاملة في المنطقة إلى المساعدة في إجلاء المدنيين من رفح.

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، في نيويورك، أمس الاثنين، إن كل ما يحدث في الجزء الجنوبي من المنطقة على الحدود مع مصر يجب أن يحدث مع الاحترام الكامل لحماية السكان المدنيين.

وقال دوجاريك: “لن نكون طرفًا في التهجير القسري للسكان. وفي الوقت الراهن، لا يوجد مكان آمن في غزة”.

 

هآرتس لقادة إسرائيل: لا تغتروا

ومن جهتها، رأت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن حكومة إسرائيل ملزمة بالدفع لتحقيق صفقة لتحرير المخطوفين، لأن الزمن ليس من مصلحتهم. فالمفاوضات على الصفقة يفترض أن تستأنف في القاهرة اليوم، بمشاركة مندوبين من الولايات المتحدة ومصر وقطر، فيما سيتصدر الوفد الأمريكي رئيس السي.اي.ايه وليم برانس. غير أنه منذ رفعت حماس ردها للوسطاء على المقترح الذي تبلور في قمة باريس لتحرير مخطوفين وإعادة جثث في ثلاث مراحل (مقابل تحرير سجناء فلسطينيين كثيرين ووقف نار طويل)، قرر نتنياهو، بإسناد من كابينت الحرب، ألا يبعث بوفد إسرائيلي للمحادثات في القاهرة.

وتؤكد الصحيفة أن اليمين المتطرف يريد مواصلة الحرب بأي ثمن، بما في ذلك التضحية بالمخطوفين، لأن الحرب بالنسبة له فرصة لتحقيق رؤية احتلال غزة واستيطانيها باليهود وتنفيذ ترحيل للفلسطينيين. نتنياهو يؤيد استمرار الحرب لاعتبارات سياسية داخلية، لأن استمرار حكمه متعلق بتأييد اليمين المتطرف، واستمرار حكمه يقف على رأس اهتمامه. هذا التداخل في المصالح يعدّ أنباء سيئة للمخطوفين ولعائلاتهم، ولعموم الجمهور الذي يريد رؤيتهم في الديار.

الإنقاذ الناجح (لاثنين من الأسرى) يثبت ضرورة الصفقة؛ فأربعة أشهر من القتال لم تنجح قوات الأمن إلا بإنقاذ ثلاثة مخطوفين على قيد الحياة. وحسب التقدير الذي نشرته “وول ستريت جورنال” فإن نحو 85 مخطوفًا فقط لا يزالون على قيد الحياة (83 بعد إنقاذ هار ونيرمان). لقد أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بتقديرات أكثر تشاؤمًا. كلما تأخرت صفقة لتحريرهم تعاظم الخطر على حياتهم، فما بالك في ضوء الهجوم في رفح؟