تناولت وسائل إعلام إسرائيلية ما وصفته بـ"التصدع" داخل الحكومة الإسرائيلية بسبب الصفقة الجاري تداولها بين إسرائيل وحركة حماس، معتبرة أن زعيم حماس يحيى السنوار، يتلاعب بأعصاب إسرائيل من مخبئه.

قناة "أخبار 13" العبرية رصدت رفض عدد من الوزراء للصفقة، وقالت إنه في تزايد، ونقلت عن وزيرة الاستيطان أوريت ستروك من كتلة "الصهيونية الدينية" أن "الولايات المتحدة حدَّدت هدفًا، هو وقف القتال، وهذا هدف غير شرعي، إننا نُبعِد بأيدينا فرص إعادة المخطوفين". كما نقلت عن وزير الزراعة آفي ديختر (الليكود) أن زعيم حماس يحيى السنوار "يعلم تمام العلم ما الذي يدور في هذه الحكومة".

في السياق، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أمس الاثنين، أن ما يحدث حاليًا بشأن مفاوضات الصفقة يتجاوز كل منطق، وأن انتظار رد حماس يخضع للنقاش والتحليل لساعات طويلة داخل استوديوهات محطات التلفزة الإسرائيلية.

ورأت أن السنوار "يتلاعب بأعصاب المجتمع الإسرائيلي من مخبئه تحت الأرض، على الرغم من أنه في وضع أسوأ مما يبديه"، على حد زعمها.

 

تفكيك قدرة حماس الصاروخية يستغرق عامين

ومن جهتها، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن القوات الإسرائيلية ما زالت بعيدة عن تحقيق هدفها، بالقضاء على القدرة الصاروخية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مؤكدة أن هذه المهمة تتطلب وفق التقديرات، ما بين عام وعامين.

وذكرت الإذاعة أن كثيًرا من منصات إطلاق الصواريخ في قطاع غزة مدفونة تحت الأرض، وهو ما يصعب على القوات الإسرائيلية العثور عليها.

وأضافت أن التقديرات تشير إلى أنه ما زال بحوزة حماس نحو 1000 صاروخ حتى الآن، معظمها في منصات مدفونة تحت الأرض.

وقالت إذاعة الجيش إن الدفعة الصاروخية التي استهدفت مدينة تل أبيب الأسبوع الماضي، أطلقت من منصات في خان يونس كانت على بعد 20-30 مترًا فقط من قوات الجيش الإسرائيلي.

وذكرت الإذاعة أن خلية تابعة لحركة الجهاد الإسلامي ما زالت تعمل في حي الزيتون بمدينة غزة، وتمتلك مخزنًا من الصواريخ هناك، وكانت مسؤولة عن جزء كبير من عمليات إطلاق النار في المنطقة، خلال الأسابيع الماضية.

 

نجاح إسرائيل في تحقيق أهدافها بغزة "محدود للغاية"

وأكد القائد السابق للقيادة المركزية الأمريكية الجنرال فرانك ماكنزي، إن نجاح إسرائيل في تحقيق أهدافها في غزة حتى الآن "محدود للغاية".

وأضاف ماكنزي لشبكة "سي بي إس" الأمريكية، "لقد وضعوا لأنفسهم هدفًا يتمثل في إزالة المستوى السياسي ومستوى القيادة العسكرية لحماس عندما دخلوا، ولم ينجحوا حتى الآن في القيام بأي منهما"، مبينًا "أنه يجب أن تكون لديك نظرية لما ستبدو عليه عندما تنتهي".

وأضاف: "إسرائيل بحاجة إلى رؤية للوضع النهائي عندما تبدأ حملة عسكرية لأن كل شيء يتم بعد ذلك بالخصم أو الإضافة إلى قدرتك على الوصول إلى تلك النقطة".

واعتبر الجنرال الأمريكي أن "احتلال غزة هو الخيار الأقل تفضيلًا بين جميع الخيارات"، قائلًا إن الدول العربية ستحتاج إلى دعم الجهود في غزة ما بعد الحرب.

 

إسرائيل ستحتاج 5 سنوات لاستعادة عافيتها

وعن الإنهاك العسكري والاقتصادي الذي منيت به إسرائيل، قال الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (الموساد) يوسي كوهين، إن إسرائيل ستحتاج 5 سنوات بعد الحرب لاستعادة عافيتها.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن كوهين قوله إنه "سيتعين على إسرائيل دفع ثمن باهظ لاستعادة الرهائن".

وفي نهاية ديسمبر الماضي، قال كوهين إن قطاع غزة أعد نفسه بطريقة غير عادية في العقود الأخيرة لهذه الحرب خصوصًا.

واعترف بأن المقاومة الفلسطينية تفوقت على جيش الاحتلال الإسرائيلي في القطاع من خلال الأنفاق التي تعد مدينة تحت الأرض بها مخابئ عميقة وطويلة، مع إعداد لوجستي يسمح بحياة أكبر تحت الأرض أكثر بكثير مما كنا نعتقد.

وفيما يتعلق بشمال إسرائيل، قال إنه يجب الاستمرار في إعطاء فرصة للتسوية السياسية وتجنب فتح جبهة ثانية عندما يكون حزب الله مستعدًا وجاهزًا للحرب، ولا يعتقد كوهين أن الجيش الإسرائيلي مستعد للتعامل مع ساحتي حرب في الوقت نفسه.