يعيش الفلسطينيون في قطاع غزة مأساة صحية كبيرة من ارتفاع عدد الأمراض المعدية والجلدية إلى 700 ألف إصابة بين النازحين، إضافة إلى قرب نفاد اللقاحات الروتينية الخاصة بالأطفال، نهاية بمحاصرة المستشفيات وتدميرها، مما يهدد حياة عشرات الآلاف من أهل القطاع.

 

كارثة إنسانية في مستشفى الأمل

قال الهلال الأحمر الفلسطيني، اليوم الأحد، إن هناك مؤشرات تنذر بكارثة إنسانية في مستشفى الأمل المحاصر لليوم الـ14 على التوالي، في خان يونس جنوبي قطاع غزة.

وأضاف أن المستشفى لا يزال يتعرض لإطلاق نار كثيف، ومنع لحركة المسعفين والنازحين، مؤكدًا إصابة اثنين من النازحين في محيط المستشفى.

كما حذر من نفاد مخزون الطعام للنازحين، ولفت في الوقت نفسه إلى أنّ كمية الوقود المتوفرة تكفي لأسبوع واحد فقط لتشغيل المستشفى.

وأشار إلى أنّ بعض المستهلكات الطبية والأدوية وصلت إلى الرصيد الصفري، ومجموعة كبيرة شحت كأدوية الأمراض المزمنة.

كما أكد الهلال الأحمر على انعدام الاحتياجات الرئيسة لبعض الفئات الخاصة كحليب وحفاظات الأطفال وحفاظات كبار السن وذوي الإعاقة.

 

فقدان اللقاحات الروتينية لـ16 ألف طفل في غزة

ومن جهتها، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، أن أطفال قطاع غزة الذي يتعرض لقصف إسرائيلي متواصل منذ 7 أكتوبر الماضي، معرضون لخطر فقدان اللقاحات وتزايد الإصابة بالأمراض.

وأوضحت المنظمة في بيان، أن أكثر من 16 ألف طفل في قطاع غزة معرضون لفقدان لقاحاتهم الروتينية.

وحذرت المنظمة من أن هؤلاء الأطفال معرضون للإصابة بأمراض خطيرة مثل الالتهاب الرئوي وشلل الأطفال.

وذكر البيان أن يونيسف وشركاءها قاموا بتوفير 962 ألفًا و550 جرعة من اللقاحات في ديسمبر الفائت، ويُخشى نفاد اللقاحات القليلة المتاحة حاليًا لأطفال غزة.

 

700 ألف إصابة بأمراض معدية وجلدية

وقالت وزارة الصحة في غزة، الاثنين الماضي، إنها رصدت نحو 700 ألف إصابة بأمراض معدية وجلدية بين النازحين نتيجة الاكتظاظ و"هشاشة المأوى وعدم توفر الغذاء والماء والرعاية الطبية المطلوبة".

جاء ذلك في مؤتمر صحفي لمتحدث الوزارة أشرف القدرة، عقده أمام مستشفى "تل السلطان للولادة" بمدينة رفح جنوب القطاع، صدر إثره بيان نشرته وزارة الصحة عبر منصة تليجرام.

وأردف القدرة إن نحو مليوني نازح يعيشون في ظروف كارثية لا يمكن وصفها مع اشتداد ظروف الشتاء، وفق البيان.

ولفت إلى أن صحة غزة "رصدت نحو 700 ألف إصابة بالأمراض المعدية والجلدية ونزلات البرد والإسهال والتهاب الكبد الوبائي بين النازحين نتيجة الاكتظاظ وهشاشة المأوى وعدم توفر الأطعمة والمشروبات المناسبة والرعاية الطبية المطلوبة".

ونبه إلى أن "وزارة الصحة فتحت 47 نقطة طبية في أماكن النزوح برفح (جنوب) ونحن بحاجة ماسة لجهود المؤسسات الدولية لتوفير مزيد من النقاط الطبية المؤهلة وتوفير الأدوية اللازمة وخاصة للأمراض المزمنة والحوامل والأطفال".

وطالب البيان "بتوفير الفرق الطبية والمستشفيات الميدانية لإسناد المنظومة الصحية في إنقاذ حياة الجرحى والمرضى مع استمرار العدوان الإسرائيلي"، وفق ذات البيان.

ودعا "كافة الأطراف العمل على تدفق المساعدات الطبية التي تلامس احتياجاتنا الصحية في هذه الظروف الطارئة من العدوان المتواصل".

وحث "اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية لزيارة الطواقم الطبية المحتجزة لدى الاحتلال الإسرائيلي والضغط من أجل الإفراج عنهم".