بينما يتعرض قطاع غزة لعشرات الغارات الجوية كل يوم، والتي تنسف كل شيء في القطاع بدءًا من البيوت والمساجد والمستشفيات ومرورًا بالأطفال والنساء والرجال.

يواصل مستوطنون إسرائيليون متطرفون، محاولات عرقلة وصول مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة.

وتجمّع عشرات المستوطنين المتشددين عند مخرج ميناء أسدود، شمال قطاع غزة، وأوقفوا الشاحنات المغادرة وطلبوا وثائقها وتحققوا من حمولتها ووجهتها، أمام أعين الشرطة الإسرائيلية.

وكان من اللافت عدم تدخل الشرطة الموجودة في المكان لمنع عمليات التدقيق التي قام بها المستوطنون المتطرفون دون أي صفة رسمية، وفقًا لـ"الأناضول".

 

كراهية إسرائيلية ضد حماس وغزة

وقال شارون، وهو مستوطن يهودي من سكان القدس فضل عدم الكشف عن لقبه: "جئت لإيقاف الشاحنات التي تحمل الأوكسجين إلى حماس في قطاع غزة". وأضاف شارون: "بالنسبة لنا كل سكان غزة إرهابيون".

وزعم أن الغذاء والوقود والمساعدات الأخرى المرسلة تذهب إلى "حماس". ووصف غزة بأنها "مكان سيء للغاية".

وقال شارون، إن "بريطانيا والولايات المتحدة تصرّفتا دون رحمة، عندما قصفتا العراق وأفغانستان، رغم إطلاق منظمات حقوقية وإغاثية تحذيرات من كارثة إنسانية".

وأردف "جئنا إلى إسرائيل، إلى الأرض التي وعدتنا بها التوراة، لنعيش في عدل، وهؤلاء الناس يطلقون النار علينا، عندما وقعت أحداث 7 أكتوبر في غزة، احتفل الناس، ولم يحزنوا على الإطلاق. الإسلام يكرهنا، والآن وقت دفع الثمن"، وفق ادعاءاته.

وحول رأيه بشأن العيش في قطاع غزة إذا أقامت إسرائيل مستوطنات يهودية غير قانونية هناك، أكد شارون، أنه سيكون "سعيدًا بذلك".

وقال: "سنكون سعداء للغاية إذا أقيمت مستوطنات في غزة، إنها ليست مستوطنات. غزة كانت مدينة يهودية قبل 2000 سنة وقبل 500 سنة، غزة كانت لنا قبل 18 عامًا (قبل انسحاب إسرائيل منها عام 2005)".

 

87 شاحنة فقط يُسمح لها بدخول غزة

وقال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن إسرائيل لا تزال تتعمد عرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة بشكل عام، ووضع قيود أكثر تشددًا على دخولها إلى شمال وادي غزة خاصة، حيث تتفاقم حالة المجاعة منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر الماضي.

وذكر المرصد أن المستوطنين عرقلوا خلال الأيام الماضية إدخال المساعدات الإنسانية عبر معبر كرم أبو سالم شرقي رفح بموافقة من الشرطة الإسرائيلية وبناء على تعليمات من وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير.

وأكد أن عدد شاحنات المساعدات تراجع إلى 87 شاحنة فقط خلال اليومين الماضيين مقارنة بالأيام السابقة التي كانت تشهد ما معدله 100 شاحنة يوميًا، وهو الأمر الذي كانت توجه إليه انتقادات لأنه لا يلبي سوى أقل من 10% من احتياجات سكان القطاع.

كما قال المرصد إن الجيش الإسرائيلي أصدر أوامر إخلاء جديدة في عدد جديد من مناطق خان يونس، بمساحة إجمالية تزيد على 4 كيلومترات مربعة، ونشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي رغم الانقطاع المستمر للكهرباء والاتصالات وخدمات الإنترنت في القطاع.

وأكد أن جيش الاحتلال واصل تدمير مربعات سكنية كاملة مع تعذر حصر دقيق لهذا التدمير، إلى جانب تدمير جميع المباني بعمق يتراوح بين ألف و1500 متر من السياج الحدودي شرقي غزة، بهدف إقامة منطقة عازلة تقتطع أكثر من 15% من مساحة القطاع.

كما أشار المرصد إلى استمرار التصريحات الإسرائيلية التي تعكس النوايا لاستمرار ارتكاب جريمة الإبادة، فقد قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن "محكمة العدل الدولية لم تتخذ قرارًا بوقف الحرب، ونحن نواصل العمل بحسب مصالحنا".

كما صرح وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش بأن "حكومة عسكرية ستشكل في غزة، وستكون مسؤولة عن القضايا المدنية".

وتتفاقم الكارثة الإنسانية يوما بعد يوم في غزة، حيث يعاني غالبية الفلسطينيين البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة من الجوع، ويكافحون من أجل البقاء دون مياه نظيفة ومأوى.

وبشكل متكرر، ينظم مستوطنون يهود متعصبون احتجاجات لمنع إرسال مساعدات إنسانية إلى الفلسطينيين في قطاع غزة.

وبحسب استطلاع أجرته "القناة 12" العبرية، فإن 72 بالمئة من الإسرائيليين يعارضون "إرسال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة دون إعادة الأسرى الإسرائيليين (في القطاع)".

ويتظاهر الإسرائيليون بوتيرة شبه يومية للمطالبة بإجراء انتخابات مبكرة وإطلاق سراح الأسرى في غزة، لكن التظاهرات المركزية تنظم السبت.

ويقدر مسؤولون إسرائيليون وجود نحو "136 رهينة ما زالوا محتجزين في قطاع غزة"، منذ شن "حماس" في 7 أكتوبر 2023، هجومًا على نقاط عسكرية ومستوطنات إسرائيلية في غلاف القطاع.

وأسرت فصائل المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها "حماس"، في السابع من أكتوبر الماضي، نحو 239 شخصًا على الأقل في بلدات ومدن محيط غزة، بادلت عشرات منهم مع إسرائيل خلال هدنة إنسانية مؤقتة استمرت 7 أيام وانتهت مطلع ديسمبر الماضي.

في المقابل، ذكرت مؤسسات الأسرى الفلسطينيين أن إسرائيل أطلقت بموجب الهدنة سراح 240 أسيرًا فلسطينيًا من سجونها، بينهم 71 أسيرة و169 طفلًا.

وخلفت الحرب على غزة، حتى اليوم الأحد، "27 ألفًا و365 شهيدًا و66 ألفًا و630 مصابًا، معظمهم أطفال ونساء"، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة.