رأى محلل سياسي إسرائيلي، أنه عندما تتوقف الحرب على قطاع غزة ستبدأ "معركة سياسية" في إسرائيل.

وكتب يعقوب كاتس، الباحث في معهد سياسة الشعب اليهودي (غير حكومي) بمقال في صحيفة "جروزاليم بوست" الإسرائيلية: "رغم التصريحات السابقة التي بموجبها سوف يدمر الجيش الإسرائيلي حماس ويقضي عليها، فإن إسرائيل تدرك اليوم أن هذا غير ممكن".

وأضاف كاتس، رئيس التحرير السابق لـ"جروزاليم بوست": "بل إنها تركز بدلًا من ذلك على ما تبدو وكأنها أهداف أكثر تواضعًا تتمثل في تحرير الرهائن، والإطاحة بقيادة حماس، وإيجاد واقع أمني جديد جنوب إسرائيل".

وتابع أن "النصر بالطريقة التي نميل إلى التفكير فيها غير ممكن في هذا الصراع، ورغم أن إسقاط حماس وإعادة الرهائن أمر ممكن، فإن النصر الحاسم لن يتحقق رغم ذلك".

ورجح كاتس أنه "حال التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة فإن حزب 'الوحدة الوطنية' برئاسة بيني غانتس (الوزير بمجلس الحرب) سينسحب من الحكومة".

 

معركة جديدة داخل الكيان الصهيوني

وقال: "ستكون هذه بداية معركة جديدة ستندلع في إسرائيل، معركة تدور حول بقاء (رئيس الوزراء بنيامين) نتنياهو السياسي وما إذا كان سينجح في البقاء في منصبه".

وأضاف كاتس: "سيكون وقف إطلاق النار، سواء كان مؤقتا أو لأجل غير مسمى، هو أيضا النقطة التي ستنفجر فيها الاحتجاجات بطريقة لم تشهدها إسرائيل من قبل".

وتابع: "ستكون (الاحتجاجات) على نطاق جديد، فيمكن أن تؤدي إلى اضطرابات عامة واسعة مثل المسيرات حول تشريع مشروع قانون المعقولية العام الماضي والتي شهدت إغلاق مدن بأسرها لعدة أيام، ويعد قادة الاحتجاج بأن تلك الاحتجاجات لن تكون شيئًا مقارنة بما هو قادم".

وأشار كاتس إلى أن "الناس سينفسون عن غضبهم على الحكومة ونتنياهو جراء سنوات الإهمال، وعلى الجيش الإسرائيلي".

ورأى أن "ما سيفعله نتنياهو سيحدد ما سيحدث بعد ذلك، لكن الاعتقاد بأن الاحتجاجات، التي سيصورها فورًا على أن اليسار يقودها هي التي ستدفعه إلى التنحي، فكرة خاطئة".

وقال: "ستكون خيارات نتنياهو محدودة.. ستكون غريزته هي تصوير المتظاهرين على أنهم يساريون ومحاولة توجيه الحديث بعيدا عن إخفاقات 7 أكتوبر الماضي ونقلها بدلًا من ذلك إلى مسألة اليمين مقابل اليسار.. لكن هذا وحده من غير المرجح أن يكون كافيًا لوقف الاحتجاجات".

وذكر كاتس أن "نتنياهو قد يلجأ إلى تشكيل لجنة تحقيق في إخفاقات 7 أكتوبر حينما فاجأت حماس بهجوم على 22 بلدة و11 قاعدة عسكرية في غلاف قطاع غزة".

وقال: "من الصعب أن نرى كيف ستكون لجنة التحقيق كافية لوقف الاحتجاجات".

وبيّن كاتس: "لذلك، قد يضطر نتنياهو إلى بذل المزيد من الجهد مثل إعلان انتخابات جديدة".

واستدرك: "السبب هو إيجاد مسافة بين 7 أكتوبر والانتخابات، فهو (نتنياهو) يريد من الناس أن يبتعدوا عن الكوارث والإخفاقات، بقيادة سياساته، وأن يركزوا على قضايا أخرى بمجرد حلول الصيف واضطرارهم إلى التصويت، ما هي القضايا الأخرى؟ الدولة الفلسطينية هي أحد الأمثلة ومعارضته لها، وكذلك التطبيع مع السعوديين، والذي سيحاول إعادته إلى المسار الصحيح".

وعلى ذلك فقد رأى كاتس أن "إسرائيل تتجه نحو مرحلة معقدة ستختبر هذا البلد بطرق جديدة، فقد يؤدي وقف إطلاق النار إلى إنهاء الهجوم المكثف على غزة، لكن بالنسبة للبعض فإن المعركة الحقيقية قد بدأت للتو".

 

حرب غزة انتهت

ومن جهته، قال الرئيس الأسبق لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) كرمي غيلون، إن الحرب في غزة انتهت، حسبما نقلت عنه القناة 12 الإسرائيلية، الخميس.

وإذ توقع وقفًا لإطلاق النار لمدة تصل إلى 5 أو 6 سنوات، أضاف: ربما يتجدد حينها إطلاق الصواريخ من غزة.

ورأى غيلون أن ما حصل في السابع من أكتوبر لن يتكرر، لأن حركة حماس تلقت ضربة قوية في هذه الحرب.

واتهم أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية بـ"الإخفاق الهائل في التصدي لهذا الهجوم"، مؤكدًا أن "أحدًا لم يكن يتخيل حدوث ذلك".

واعتبر غيلون الذي ترأس الشاباك بين عامي 1994 و1996، أن "الحرب انتهت"، مبررًا بقاء الجيش الإسرائيلي في الميدان بهدف إعادة الرهائن، لأن "الضغط العسكري هو الشيء الوحيد الذي يمكن أن يعيدهم".