كشفت القناة "12" العبرية، أن رئيس الموساد دافيد بارنياع، كشف أمام مجلس الحرب الإسرائيلي "وثيقة مبادئ" لصفقة محتملة لتبادل الأسرى مع حركة "حماس"، تشمل إطلاق سراح 35 محتجزًا إسرائيليًا في قطاع غزة في المرحلة الأولى، مقابل هدنة لـ35 يومًا.

وقالت القناة، إن الوثيقة التي قدمها بارنياع، لمجلس الحرب "تشمل إطلاق سراح 35 مختطفًا على قيد الحياة من النساء والجرحى وكبار السن، مقابل هدنة مدتها 35 يومًا، أي يوم واحد من الهدنة لكل مختطف (احتجزتهم حماس في هجوم 7 أكتوبر 2023).

وأضافت أنه "من الممكن بعد ذلك تمديد التهدئة لأسبوع إضافي، من أجل إجراء مفاوضات حول إمكانية استكمال المرحلة الثانية من الصفقة، والتي تتضمن إطلاق سراح الشباب، وكل من تصفهم حماس بالجنود".

واعتبرت القناة، أن "جوهر الخلاف من الجانب الإسرائيلي ليس بالضرورة في عدد السجناء الأمنيين (الأسرى الفلسطينيين) الذين ستضطر إسرائيل إلى إطلاق سراحهم من السجون، بل نوعيتهم".

ولفتت إلى أن صفقة " تشمل إطلاق سراح عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين، الذين أدانتهم تل أبيب بالضلوع في هجمات أسفرت عن قتل إسرائيليين".

وذكرت أن الإفراج عن هؤلاء الأسرى الفلسطينيين "سيكون من الصعب على الجمهور والسياسيين هضمها".

وتابعت: "النقاش في إسرائيل لم يكن معنيا فقط بمسألة عدد السجناء (الأسرى) الذين سيتم إطلاق سراحهم، بل أي سجناء سيتم إطلاق سراحهم. وهذا أمر مهم للغاية وسيؤثر على قبول الصفقة".

وأكدت القناة "12"، أنه حتى هذه اللحظة "لا يوجد اتفاق على عدد السجناء (الفلسطينيين) الذين سيتم إطلاق سراحهم (من جانب إسرائيل)

وبحسب القناة، فإن الكرة الآن في ملعب "حماس" التي نقل إليها الوسطاء الخطوط الرئيسة للصفقة، وفي انتظار ردها.

 

اعتراض على ثلاثة أسرى فلسطينيين

والثلاثاء، أعلن رئيس المكتب السياسي لـ "حماس" إسماعيل هنية، أن حركته تسلمت مقترح الصفقة الذي تم تداوله في إطار مساعي وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وإتمام اتفاق لتبادل الأسرى، وأنها بصدد دراسته.

ومن جانبها، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، مساء الأربعاء، إن حماس "تصر على أن تشمل الصفقة القادمة ثلاثة أسرى فلسطينيين معروفين، واحد منهم فقط عضو في الحركة".

ولفتت الصحيفة، أنه في القائمة التي من المتوقع أن تتقدم بها حماس "هناك أسماء كبيرة قادرة على تغيير وجه السلطة الفلسطينية، وعلى رأسها القيادي في فتح مروان البرغوثي، الذي يعتبر في آخر استطلاع للرأي أجري في الضفة الغربية المرشح المفضل لرئاسة السلطة بعد أبو مازن (الرئيس الفلسطيني محمود عباس)".

ويقضي البرغوثي (اعتقلته إسرائيل عام 2002) خمسة أحكام مؤبدة و40 عامًا في السجن بتهمة التخطيط لتنفيذ عمليات قُتل فيها خمسة إسرائيليين وأصيب آخرون، بحسب المصدر ذاته.

وتابعت الصحيفة: "أما الاسم الثاني الذي تصر عليه حماس هو أحمد سعدات، أمين عام الجبهة الشعبية، والذي خطط لاغتيال الوزير رحبعام زائيفي عام 2001".

وأشارت إلى أن إسرائيل "رفضت إطلاق سراح سعدات ضمن صفقة شاليط (لتبادل الأسرى عام 2011)".

وأضافت "سعدات، مثل البرغوثي، أيضًا يعتبر شخصية شعبية مهمة في المجتمع الفلسطيني".

أما السجين الثالث، فقالت "يديعوت أحرونوت" إنه "عبد الله البرغوثي، عضو حماس، وأحد قادة الجناح العسكري للمنظمة في الضفة الغربية".

ويقضي عبد الله البرغوثي، حاليًا حكما بالسجن المؤبد لـ 67 عامًا، وهو حكم "غير مسبوق في إسرائيل"، بحسب الصحيفة.

ورفضت إسرائيل إطلاق سراح البرغوثي أيضًا في صفقة شاليط، بحسب المصدر ذاته.

 

اجتماع باريس

والأحد الماضي، عُقد اجتماع في العاصمة الفرنسية باريس بمشاركة إسرائيل والولايات المتحدة ومصر وقطر، للتباحث بشأن صفقة تبادل أسرى ووقف الحرب في غزة، تتم عبر 3 مراحل، وفق مصادر فلسطينية وأمريكية.

وتجري الولايات المتحدة ومصر وقطر اتصالات مع إسرائيل فيما تجري مصر وقطر اتصالات مع "حماس" للتوصل إلى اتفاق ثاني لإطلاق أسرى إسرائيليين من غزة بمقابل إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين من السجون الإسرائيلية ووقف إطلاق نار في غزة.

والإثنين، أعلن متحدث مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، خلال مقابلة مع شبكة "إم إس إن بي سي" التلفزيونية، أن المفاوضات الرامية للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المحتجزين بقطاع غزة، أفضت إلى "إطار عمل يمكن أن يؤدي إلى اتفاق نهائي".

وتقدّر تل أبيب وجود نحو 136 أسيرًا إسرائيليًا في غزة، فيما تحتجز في سجونها ما لا يقل عن 8800 فلسطيني، بحسب مصادر رسمية من الطرفين.

 

تعليقات حماس على الصفقة

وقُدّم مقترح هدنة جديد إلى قيادة حماس، وكان من المتوقع وصول رئيس مكتبها السياسي المقيم في قطر اسماعيل هنية إلى القاهرة الخميس، عقب اجتماع عقد خلال الأيام الأخيرة في باريس بين مسؤولين من الولايات المتحدة ومصر وإسرائيل وقطر.

وقال المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس طاهر النونو، إن "الحركة تلقت اقتراح باريس لهدنة لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في غزة، لكنها لم تقدم ردا على أي من الأطراف"، وفقًا لـ"بي بي سي".

ووصف النونو المرحلة الحالية من التفاوض بأنها في درجة "الصفر"، مضيفًا: "في الوقت نفسه لا يمكن أن نقول إننا توصلنا إلى اتفاق"، في ظل مخاوف من عدم التزام إسرائيل بوقف كامل للحرب.

وأكّد النونو عدم وصول أي وفد من حماس إلى مصر حتى الآن، في تعقيب على تقارير إعلامية أفادت بوصول الوفد في وقت سابق.

وتطلب حماس وقفًا كاملًا لإطلاق النار في قطاع غزة وانسحاب الجيش منه، بالإضافة إلى تبييض السجون الإسرائيلية من المعتقلين الفلسطينيين.

وذكر المسؤول الفلسطيني أن نص الاتفاق المقترح يتضمن مرحلة أولى تستمر لمدة 40 يومًا يتوقف خلالها القتال، بينما تطلق حماس سراح المدنيين المتبقين من بين أكثر من 130 محتجزا لديها، وقد تشهد مراحل أخرى إطلاق سراح الجنود الإسرائيليين وتسليم جثث المحتجزين القتلى.

وتدرس الحركة مقترحًا من ثلاث مراحل، تبدأ بهدنة مدتها ستة أسابيع يتعين على إسرائيل خلالها إطلاق سراح 200 إلى 300 معتقل فلسطيني مقابل الإفراج عن 35 إلى 40 رهينة، فضلًا عن إدخال 200 إلى 300 شاحنة مساعدات إنسانية يوميًا إلى غزة.

وتنتظر إسرائيل موافقة حركة حماس على المبادئ العامة للاتفاق، حتى تخوض في أعداد المعتقلين الذين سيتم الإفراج عنهم.

 

تأكيد إيجابي

وأوضحت القناة 12 الإسرائيلية أن مجلس الحرب الإسرائيلي سيبحث عدد الأسرى الذين سيفرج عنهم إذا أقرت الصفقة، متوقعة أن يكون الخلاف في المفاوضات بشأن أسماء الأسرى لا عددهم.

وأكد المتحدث باسم الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، أن "الجانب الإسرائيلي وافق على هذا الاقتراح والآن لدينا تأكيد إيجابي أولي من جانب حماس".

وأضاف: "لا يزال أمامنا طريق شاق للغاية، نأمل أن نتمكن خلال الأسبوعين المقبلين من إعلان أخبار جيدة حول هذا الموضوع".

إلا أن مصدرًا مطلعًا على المحادثات في غزة أكد لوكالة فرانس برس، أنه "لا يوجد اتفاق على إطار الاتفاق بعد، والفصائل لديها ملاحظات مهمة والتصريح القطري فيه استعجال وليس صحيحًا".

وخرج عدد من أهالي قطاع غزة ليلة الخميس، فرحين بعد تداول أخبار غير مؤكدة عن اقتراب إعلان هدنة في القطاع وإطلاق سراح رهائن وأسرى.

ونجحت وساطة قطرية بدعم مصري أمريكي في التوصل لهدنة إنسانية مؤقتة في 24 نوفمبر الماضي، واستمرت أسبوعًا تم خلاله إطلاق سراح 240 محتجزًا فلسطينيًا من سجون إسرائيل، مقابل إطلاق أكثر من 100 رهينة لدى المقاومة في غزة، من بينهم نحو 80 إسرائيليًا.

وفي 7 أكتوبر الماضي، أطلقت حركة "حماس" وفصائل فلسطينية في غزة عملية عسكرية سمتها "طوفان الأقصى"، ردًا على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".

وتقدّر تل أبيب وجود نحو 136 أسيرًا إسرائيليا في غزة، فيما تحتجز في سجونها ما لا يقل عن 8800 فلسطيني، بحسب مصادر رسمية من الطرفين، لكن لا تأكيد بشأن العدد النهائي لدى الجانبين.

ومنذ 7 أكتوبر 2023، يشن الجيش الإسرائيلي حربًا مدمرة على قطاع غزة خلفت حتى اليوم السبت "27 ألفًا و238 شهيدًا و66 ألفًا و452 مصابًا"، معظمهم أطفال ونساء"، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة.