جاءت قرارات وقف التمويل في وقت حرج للغاية تعانيه "أونروا" من نقص حاد في التمويل، وكانت الولايات المتحدة أكبر مانح ثنائي للوكالة في عام 2022، إذ أسهمت بأكثر من 340 مليون دولار قبل عامين و223 مليون دولار خلال العام الجاري حتى أكتوبر، وألمانيا ب127 مليون دولار وكندا ب77 مليون دولار واستراليا ب20 مليون دولار، وهولندا ب19 مليون دولار، وبريطانيا ب12 مليون دولار، وايطاليا ب3 مليون دولار، وفنلندا ب5 مليون دولار، وسويسرا ب3 مليون وجميعها اوقف التمويل ومن ثم تجويع ما لايقل عن 1.5 فلسطيني في غزة يستفيد من مساعدات "الأونروا".

دافعت حماس عن الأونروا، وقالت إن الاحتلال يشن حملة تحريض ضد الوكالة الأممية التي تساعد الفلسطينيين في حرب الإبادة الجماعية، في الوقت ذاته استنكرت إعلان الوكالة بيانها بإنهاء عقود موظفيها دون تحقيق.


واعتبرت خارجية السلطة الفلسطينية أن ما يجري بأنه "مخطط مُبيّت"، وأدانت تعليق دول مساعداتها قبل انتهاء التحقيق في القضية.


ومن جانبها، خالفت النرويج، منطق ادول التي علقت مساعدتها وهي إحدى الدول المانحة الرئيسية لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"،  وأكدت أنها ستواصل تمويل الوكالة رغم الشكوك بشأن تورط بعض موظفيها في هجوم "حماس" على إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي. 

وزعمت أصوات رسمية في حكومة الكيان الصهيوني، أن وزير الخارجية الصهيوني "إسرائيل كاتس" قال إن وزارته تهدف إلى ضمان  "ألا تكون الأونروا جزءًا من اليوم التالي"، مدعيا أن "الأونروا تعمل على إدامة قضية اللاجئين، وتعيق السلام، وتعمل كذراع مدني لحركة حماس في غزة".


رفض اقليمي وعربي

وقال المتحدث  باسم الخارجية الايرانية: "على الدول التي منعت  المساعدات عن الاونروا وقف دعمها لاسرائيل على كافة الصعد ويجب التصدي لهذا  الظلم الواقع على اهالي غزة الهادف لتهجيرهم وهزيمة ارادتههم".


وحذر أيمن الصفدي وزير الخارجية الأردني من توقف مساعدات الأنروا واتهامات "اسرائيل" لموظفي وكالة  الاونروا المسؤولة عن اغاثة وتشغيل الفلسطينيين.


وقال "الصفدي":  "لا ينبغي معاقبة "الأونروا" بناء على اتهامات ضد 12 شخصا من أصل 13 ألف موظف".


وحذر الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط من تبعات التحريض على الأونروا ونرفض العقاب الجماعي للفلسطينيين من خلال قطع التمويل عن الوكالة، ونستغرب تعليق دول غربية تمويلها للأونروا في هذه المرحلة الخطيرة على أساس اتهامات مرسلة ضد عدد من موظفيها.


وليس الاتهام الأونروا يجري للمرة الأولى التي يسعى فيها الاحتلال لتوقيف أعمالها، حيث جرت محاولات حثيثة بالتعاون مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب سابقًا، والذي رأى أنها "فاسدة، وتعمل على إدامة أمد الصراع، وتمنح صفة لاجئ ليس فقط للجيل الأول من الفلسطينيين، ولكن لأحفادهم أيضًا.

 

تقرير الأمم المتحدة

وفي 7 أكتوبر الماضي، تلقت الأمم المتحدة تقارير عن اتهام 12 من موظفي الوكالة بالتورط في هجمات في الأراضي الواقعة تحت سيطرة سلطة الاحتلال الإسرائيلي من قبل حركة حماس، إضافة إلى استخدام مركبات الوكالة في الهجوم.


يشار إلى أن التقرير الذي وصل الأمم المتحدة مصدره سلطات الاحتلال التي قالت إنها عثرت على وثيقة طالبت فيها "القسّام" الجناح العسكري لحماس، من وكالة الأونروا في غزة بمنح 12 موظفًا لديها إجازة، لأنهم أعضاء فيها، وسيقومون بتدريبات خاصة. متهمة "الأونروا" بأنها الذراع المدني لحماس.

في 17 يناير الجاري، سارع مفوض الوكالة العام، فيليب لازاريني، لإنهاء عقود عدد من الموظفين وبدء مكتب خدمات الرقابة الداخلية للأمم المتحدة؛ بالنظر في كل هذه الادعاءات كجزء من التحقيق الذي طلب منهم المفوض العام للأونروا إجراءه استنادا للتقارير الصهيونية.

وفي أعقاب الاتهامات، قررت الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وإيطاليا وبريطانيا وفنلندا وهولندا تعليق التمويل للوكالة، في حين لم تحسم سويسرا موقفها بعد، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة. ورحّبت سلطة الاحتلال بوقف تمويل الوكالة، وأعلنت أنها تعمل على ألا تكون هذه الوكالة الأممية جزءا من اليوم التالي لما بعد الحرب في قطاع غزة.


وتأسست الأنروا في عام 1949، وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (UNRWA) لتقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين الذين نزحوا بسبب النزاع مع الاحتلال الإسرائيلي، وبدأت عملها عام 1950 في خمس مناطق: الأردن ولبنان وسوريا وقطاع غزة والضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية.

وفي عام 2023، كان هناك أكثر من 5.9 مليون لاجئ فلسطيني مسجل مع الوكالة في 58 مخيمًا، وتقدم الوكالة خدمات التعليم والرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية والبنية التحتية والمساعدة في حالات الطوارئ.


أ.د. عجيل النشمي عميد كلية الشريعة في الكويت سابقا وعضو مجمع الفقه الإسلامي الدولي والمجمع الفقهي الإسلامي  وعبر @AjeelAlnashmi قال: "تقوم أمريكا وحلفاؤها بحرب جديدة قذرة لتجويع 2 مليون فلسطيني بدعوى أن بعض موظفي الأونروا-12شخصا- ساعدوا حماس بينما موظفو الاونروا 30ألف موظف وفي غزة13ألف موظف".


وحث النشمي الدول الخليجية لإنقاذ الفلسطينيين وأوضح "وهنا واجب الدول الإسلامية والخليجية بخاصة أن تقوم بواجبها فإن لم تساعدوا بالسلاح فعليكم الجهاد بالمال والشعوب من ورائكم".