قال المتحدث منظمة الصحة العالمية، كريستيان ليندماير، إن الوضع في قطاع غزة “كارثي”، وإن الجوع يفتك بالسكان جراء الحرب الإسرائيلية المدمرة المتواصلة لليوم الـ112 من العدوان على غزة.

وأوضح ليندماير، في حديثه مع وكالة الأناضول، أن غالبية السكان في غزة يواجهون الجوع وسوء التغذية، وبالتالي فهم معرضون بسهولة لجميع الأمراض.

وأضاف أن المرضى في المستشفيات وغرف العمليات يستجدون الماء والطعام، وأن هناك أشخاصا في مراكز الإيواء لا يعرفون كيف يمضون يومهم بسبب غياب الغذاء، مشددًا على أن البيئة في غزة “غير صحية”.

وأشار ليندماير إلى أن مياه الصرف الصحي يتم تصريفها في الشوارع، مما يعرض الناس المحصورين في مساحات ضيقة لخطر الإصابة بالعديد من الأمراض.

 

حكم بالإعدام

وأكد المسؤول بالمنظمة أن الناس في غزة يعيشون “كارثة”، وأنهم معرضون للموت من الجوع وسوء التغذية والعطش، أو من الرصاص والإصابات وانهيار المباني فوق رؤوسهم.

وذكر أن أكثر من 25 ألف شخص استشهدوا في غزة ونصفهم تقريبًا من الأطفال، مشيرًا إلى أن الأطفال عرضة أكثر للخطر في مثل هذه الحالات، وعندما يتضورون جوعا ويعانون من سوء التغذية فإنهم يصابون بسهولة بجميع الأمراض، وخاصة الإسهال.

وأضاف “يمكن أن يسبب الإسهال لدى الأطفال الضعيفي البنية والذين يعانون من سوء التغذية الوفاة خلال يوم واحد. يكاد يكون هذا بمثابة حكم بالإعدام بالنسبة للعديد من الأطفال”.

 

تبعات نفسية وجيل مصدوم

وذكر أن احتياجات السكان بلغت أعلى مستوياتها، ومع وجود المجاعة والمرض والحرب فإن المنطقة تكون في وضع كارثي.

وأوضح أن مستشفيات غزة امتلأت بنسبة تزيد على 300% من طاقتها، وأن الناس ملقون على الأرض يتألمون وينزفون، والعمليات الجراحية تُجرى في الممرات.

وأكد المتحدث باسم المنظمة الأممية أنه حتى لو توقفت الحرب اليوم، فإن آثارها ستستمر لفترة طويلة، وسيكون لها تأثير نفسي كبير، وأن هذا الوضع ترك وراءه جيلًا مصدومًا.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشنّ الجيش الإسرائيلي حربا مدمّرة على القطاع، خلّفت حتى الخميس “25 ألفا و900 شهيد، و64 ألفا و110 مصابين، معظمهم أطفال ونساء”، كما تسببت في دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة ونقص حاد في إمدادات الغذاء والماء والدواء، مع نزوح نحو 1.9 مليون شخص، بحسب الأمم المتحدة.