بدأ الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، بالتحقيق في الانفجار الذي وقع بشاحنة محملة بالمتفجرات وسط قطاع غزة، وأسفر عن مقتل 6 جنود، بحسب إعلام صهيوني.

 

القصة الكاملة لانفجار شاحنة المتفجرات بغزة

قالت هيئة البث العبرية، الثلاثاء، إن 6 من الجنود الذين أعلن الجيش الإسرائيلي مقتلهم في قطاع غزة اليوم، قتلوا بانفجار شاحنة محملة متفجرات تابعة لهم في مخيم البريج.

وذكرت الهيئة في تقريرها، أن الشاحنة انفجرت بينما كان الجنود "يستعدون لتفجير نفق بمخيم البريج للاجئين وسط قطاع غزة، أمس الاثنين".

ووصفت الواقعة بأنها "حدث خطير"، تسبب بمقتل 6 جنود وإصابة 3 بجروح خطيرة، بينهم المغني والممثل الإسرائيلي الشهير عيدان أمادي.

من جهته، قال موقع "واللا" الإخباري العبري، إن "30 جنديًا إسرائيليًا أصيبوا في الحادث نفسه"، بينما أعلنت هيئة البث العبرية "إصابة 3 جنود فقط"، ولم يتضح أسباب هذا التفاوت الكبير بأرقام الجرحى.

وأضافت الهيئة في تقريرها: "انفجرت الشاحنة المحملة بالمتفجرات ظهر أمس الاثنين، خلال نشاط لجنود الهندسة في مخيم البريج وسط قطاع غزة، تمهيدًا لتدمير نفق تحت الأرض".

وزعمت أن الجنود عثروا في النفق المكتشف على "مصنع ضخم لإنتاج المتفجرات، والصواريخ بعيدة المدى".

وأوضحت أن الجنود القتلى هم "المساعد أول احتياط عميت موشى شاحار (25 عامًا) والنقيب احتياط دينيس فاكسلر (32 عامًا)، والنقيب احتياط رون إفريمي (26 عامًا) والمساعد اول احتياط روعي ميمون (24 عامًا) والمساعد أول احتياط عكيفا ياسينيسكي (35 عامًا) والرائد احتياط غابرييل بلوم (27 عامًا)".

وجاء تقرير هيئة البث عقب إعلان الجيش في بيانين منفصلين، مقتل 9 من الجنود والضباط بمعارك غزة، قال في أحد البيانين إن 5 منهم قتلوا بمعركة وسط غزة، لم يحدد تفاصيلها. وأشار الجيش إلى أن قتلاه الخمسة وسط غزة "تابعين لسلاح الهندسة القتالية".

ويحمل القتلى الخمسة الأسماء ذاتها التي كشفت عنها الهيئة العبرية في تقريرها، باستثناء غابرييل بلوم.

وكان الجيش الإسرائيلي كشف عن مقتل "بلوم" ضمن إعلان سابق أصدره في وقت مبكر صباح الثلاثاء، قال فيه إن 4 جنود من سلاح الهندسة، قتلوا في معارك بقطاع غزة، أمس الاثنين، دون تحديد مكان المعارك داخل القطاع.

وفي السياق، لفتت الهيئة العبرية في تقريرها إلى أن "الجيش الإسرائيلي يحقق في الحادث ولا يزال غير قادر على تحديد ما إذا كان الانفجار الذي وقع في الشاحنة وطريق الأنفاق الذي أرادوا تدميره، ناجمًا عن انفجار بشكل خارج عن السيطرة، أو اشتعلت الشاحنة بواسطة شرارة أو شحنة ناسفة كانت هناك".

 

حماس تعلن مسئوليتها

وكانت "كتائب القسام" الذراع المسلح لحركة "حماس" كشفت الاثنين عن تنفيذ مقاتليها عدد من العمليات القتالية وسط قطاع غزة، وتحديدًا في محيط مخيم البريج، قالت إنها أسفرت عن مقتل وإصابة جنود وضباط إسرائيليين.

ولفتت "القسام" في بيان أمس، إلى أن عناصرها تمكنت من "إفشال محاولة صهيونية لتحرير أحد أسرى العدو في مخيم البريج، بعد تسلل قوة خاصة، والتصدي لها وإفشال مهمتها والاشتباك معها، وإيقاعها بين قتيل وجريح وتم التحفظ على بعض مقتنيات القوة الخاصة".

وأشارت أيضًا إلى تمكن عناصرها من "قنص جندي صهيوني وقتله ببندقية الغول القسامية شرق مخيم البريج، وسط قطاع غزة".

 

تحقيقات إسرائيلية

وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، مساء الثلاثاء: "فيما يتعلق بكارثة تفجير المواد الناسفة في البريج، يحقق الجيش فيما إن كانت نيران دبابة إسرائيلية هي التي تسببت في حدوث الانفجار الهائل".

من جانبها، قالت هيئة البث الرسمية، إن "تقديرات الجيش تشير إلى أن الحادث يتعلق بقواعد السلامة الخاصة بالقوات الإسرائيلية". وأضافت أنه "لم تكن عبوة ناسفة أو إطلاق نار من قبل مسلحين فلسطينيين، هو ما أدى إلى تفعيل المواد الناسفة داخل النفق".

وتابعت: "من الاحتمالات التي تم التحقيق فيها أيضًا، إطلاق دبابة النار على مبنى مجاور مما أدى إلى اشتعال المتفجرات".

وفي وقت سابق الثلاثاء، قالت هيئة البث إن الجيش "لا يزال غير قادر على تحديد ما إذا كان الانفجار الذي وقع في الشاحنة والنفق الذي أراد الجنود تدميره، ناجمًا عن انفجار المواد المتفجرة بشكل خارج عن السيطرة، أو لأن المتفجرات التي تم وضعها في النفق اشتعلت بطريقة خارجة عن السيطرة بواسطة شرارة أو شحنة ما كانت هناك".

وفيما أكدت وسائل الإعلام العبرية مقتل 6 جنود نتيجة للانفجار، تباينت الإحصاءات بشأن عدد الجرحى. وقالت هيئة البث إن الانفجار خلف 3 مصابين، بينما ذكر موقع "والا" العبري، أن عدد الجرحى جراء الانفجار ذاته 30 جنديًا.

كما أعلن الجيش الإسرائيلي في بيانين منفصلين، الثلاثاء، مقتل 9 جنود، من بينهم الستة الذين سقطوا في الانفجار.

وبذلك، يرتفع عدد الضباط والجنود القتلى منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر الماضي إلى 519، بينهم 185 قتلوا بالمعارك البرية التي بدأت في 27 من الشهر ذاته.

وأعلنت وزارة الصحة بقطاع غزة، الثلاثاء "ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 23 ألفًا و210 والمصابين إلى 59 ألفًا و167" في اليوم الـ95 للحرب الإسرائيلية.

ومنذ 7 أكتوبر الماضي 2023، يشن الجيش الإسرائيلي حربًا مدمرة على غزة خلّفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى معظمهم أطفال ونساء، ودمارًا هائلاً في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقًا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.

ومنذ 7 أكتوبر يشن الجيش الإسرائيلي حربًا مدمرة على قطاع غزة خلّفت حتى اليوم الثلاثاء 23 ألفًا و210 شهداء، والمصابين إلى 59 ألفًا و167 إصابة معظمهم أطفال ونساء في اليوم الـ95 للحرب الإسرائيلية.

وأفادت الوزارة في بيان نشرته عبر منصة "تليجرام" بأن "الاحتلال الاسرائيلي ارتكب 12 مجزرة ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 126 شهيدًا و241 إصابة، وهذا ما وصل للمستشفيات فقط خلال الـ24 ساعة الماضية".

وأكدت أن الجيش الإسرائيلي أحدث دمارًا هائلًا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، فضلًا عن نزوح نحو 1.9 ملايين شخص (نحو85 بالمئة من سكان القطاع)، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.