قال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، إن إسرائيل "فشلت في تحقيق أي من أهدافها" في الحرب على قطاع غزة، رغم "التدمير وحرب الإبادة".

وأضاف هنية - في كلمة ألقاها، اليوم الثلاثاء، في أعمال الدورة السادسة لاجتماع الجمعية العمومية للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في العاصمة القطرية الدوحة التي انطلقت السبت: "يجب أن يكون دور الأمة وعلمائها كبير على محور دعم المقاومة، في حين نرى أن دول العالم تصب السلاح إلى الاحتلال عبر جسور جوية وحاملات طائرات، وآن الأوان لدعم المقاومة بالسلاح، لأن هذه معركة الأقصى، وليست معركة الشعب الفلسطيني وحده".

وشدد على أن حماس موجودة في غزة والضفة والقدس وفي الشتات، وفي ضمائر الأمة وأحرار العالم، ولا يمكن القضاء عليها.

وشدد على أن الاحتلال فشل في كل أهدافه العسكرية، ونجح في شيء واحد، وهو كشف وجهه الدموي القاتل أمام كل العالم بعد ارتكابه كل هذه المجازر.

 

سياق طوفان الأقصى

وأشار قائد حماس إلى أن هناك 3 تطورات سبقت طوفان الأقصى، وهي:

التطور الأول: تهميش قضية فلسطيني محليًا ودوليًا.

والتطور الثاني: مجيء حكومة صهيونية متطرفة وضعت على رأس أولوياتها تهجير شعبنا وفرض السيادة على المسجد الأقصى.

والتطور الثالث: عمليات التطبيع ودمج الاحتلال في المنطقة والتعامل معه على حساب شعبنا وقضيتنا.

وأكد هنية أنه أمام التطورات السابقة، شعبنا الفلسطيني ومقاومتنا قرر أن واقعًا بهذا الشكل لا يمكن مجابهته بوسائل تقليدية، فكان طوفان الأقصى.

وفي مستهل حديثه، نوّه بالمؤتمر، قائلًا: ليس غريبًا أن تكون باكورة أعمال الاتحاد العالمي للمسلمين في دورته الجديدة هي متعلقة بفلسطين وغزة والقدس وبيت المقدس.

وأشار إلى أن الاحتلال الصهيوني المجرم أعلن تطبيق الأحكام العسكرية العرفية أيضًا على أبناء شعبنا في الـ48.

 

خسائر الاحتلال

وأكد أن خسائر الاحتلال الصهيوني في فلسطين يوميًا على يد أبطال المقاومة هي أكبر بكثير مما يعلن عنه الاحتلال.

وبيّن أن الفيديوهات التي تصدرها كتائب القسام وفصائل المقاومة عن عمليات الالتحام هي أيضا قليلة مقارنة بما يجري في الميدان، لأن ليس كل العمليات يتم تصويرها.

وقال: يوم أمس تحدث الإعلام الصهيوني عما سماه أصعب يوم علينا في غزة، انظروا إخواني بعد قرابة 100 يوم يتحدثون عن أيام صعبة لأن هناك رجالًا صدقوا ما عاهدوا الله عليه.

وشدد هنية على أن جبهة المقاومة في غزة جبهة قوية متماسكة واعدة ولديها نفس إستراتيجي طويل، وقيادة وتحكم وسيطرة، وهذا مبعث فخر لكل أبناء الأمة وأحرار العالم.

وأكد هنية أن الوضع الإنساني في غزة كارثي بكل ما تحمله الكلمة من معنى ولا يمكن وصفه مطلقًا.

 

إعلان الدوحة

وشدد على أن دور الأمة وعلمائها دور كبير على محور دعم المقاومة، وقال: نرى أن دول العالم تصب السلاح إلى الاحتلال عبر جسور جوية وحاملات طائرات، وآن الأوان لدعم المقاومة بالسلاح، لأن هذه معركة الأقصى، وليست معركة الشعب الفلسطيني وحده.

وقال هنية: يا أحرار الأمة، قلما يجود الزمان بهذه اللحظات التاريخية، إياكم أن تفلت منكم، لأنها إذا فلتت لا ندري كم نحتاج من عقود، وإن شاء الله لن تفلت.

وشدد على أن المنطقة كلها على صفيح ساخن، وهناك جبهات عسكرية مساندة، وهناك حراك عالمي.

وقال: إعلان الدوحة الذي سيتم الإعلان عنه، للتحالف الإنساني هذا أمر لافت ومعبر، ويشكل بداية واعدة إن شاء الله.

 

العدو فشل في تحرير أسير واحد

وأفاد هنية بأن "الأهداف المعلنة للحرب على غزة هي القضاء على حركة حماس واسترداد الأسرى، وتنفيذ خطة التهجير، وإن العدو رغم التدمير والمجازر وحرب الإبادة، فشل في تحقيق أي هدف من أهدافه".

وأردف: "بعد 100 يوم فشلت الاستخبارات الصهيونية وحليفتها الغربية (في إشارة إلى الولايات المتحدة) وطائرات مسيرة تحلق فوق غزة، في تحرير أسير واحد على قيد الحياة من قطاع غزة".

وتقدر إسرائيل وجود حوالي "137 رهينة ما زالوا محتجزين في قطاع غزة"، وفق تقارير إعلامية متطابقة، وتصريحات مسؤولين إسرائيليين.

وزاد هنية: "الطريقة الوحيدة لخروج الأسرى الصهاينة أحياء من غزة، هي الإفراج عن كل أسرانا في سجون الاحتلال".

 

350 شهيدًا في الضفة منذ طوفان الأقصى

وبخصوص ما يحدث في الضفة الغربية قال إن "ما يجري فيها خطير وكبير، والعدو ينكل بأهلها وقد ارتقى قرابة 350 شهيدًا منذ بداية عملية طوفان الأقصى (7 أكتوبر الماضي)".

وبحسب معطيات فلسطينية رسمية، ارتفع عدد القتلى الفلسطينيين بالضفة الغربية إلى 340 منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة في 7 أكتوبر.

وعن هدف التهجير مضى هنية قائلا: "سقط الهدف بفعل صمود شعبنا وانغراسه في أرضنا (..) فقد دخل أهل غزة العالقين خارجها إليها، ولم يخرج سكانها خارجها (أثناء الحرب)".

أما عن خسائر إسرائيل في الحرب، قال هنية إنها "تحدث يوميًا على يد أبطال المقاومة، وهي أكبر بكثير مما يعلن عنه الاحتلال".

وتابع: "جبهة المقاومة في غزة قوية متماسكة واعدة ولديها نفس استراتيجي طويل، وقيادة وتحكم وسيطرة، وهذا مبعث فخر لكل أبناء الأمة وأحرار العالم".

 

العلماء ودعم صمود غزة

ووجه هنية كلامه للحاضرين من العلماء قائلًا: "السادة العلماء يمكن أن يشكلوا فرقًا ووفودًا ويزوروا المسؤولين في دولهم (..) وحتى يمكنهم تشكيل وفود لزيارة العديد من الدول، للحديث حول فلسطين والقدس وضرورة وقف العدوان على غزة".

ودعا هنية الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين لإصدار رسالة خاصة إلى أهل غزة، تضمد جراحهم، وتساند مُجاهديهم، وتؤكد لهم التزامات علماء الأمة تجاههم، مجددًا الدعوة لدعم صمود أهل غزة بكافة الوسائل الطرق".

ودعا للجهاد بالمال، والتبرع لدعم أهل غزة، وكذلك مقاومة غزة.

وجدد الدعوة، لدعم صمود أهلنا في غزة العزة، بكافة الوسائل الطرق، وكل أشكال الدعم.

ومنذ 7 أكتوبر يشن الجيش الإسرائيلي حربًا مدمرة على قطاع غزة خلّفت حتى اليوم الثلاثاء 23 ألفًا و210 شهداء، والمصابين إلى 59 ألفًا و167 إصابة معظمهم أطفال ونساء في اليوم الـ95 للحرب الإسرائيلية.

وأفادت الوزارة في بيان نشرته عبر منصة "تليجرام" بأن "الاحتلال الاسرائيلي ارتكب 12 مجزرة ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 126 شهيدًا و241 إصابة، وهذا ما وصل للمستشفيات فقط خلال الـ24 ساعة الماضية".

وأكدت أن الجيش الإسرائيلي أحدث دمارًا هائلًا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، فضلًا عن نزوح نحو 1.9 ملايين شخص (نحو85 بالمئة من سكان القطاع)، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.

تابع فيديو هنية كاملاً (من هنا)