في رسائل متواصلة من قادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل رئيس حماس بالخارج ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، مساء الخميس واليوم الجمعة، بعد يومين من اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي للحركة الشيخ صالح العاروري أكدت مسؤولية مشتركة بين واشنطن وتل أبيب فقال هنية مساء 5 يناير الجاري: "نأمل أن يكون بلينكن قد استخلص العبر من الأشهر الثلاثة الماضية، وأدرك الأخطاء التي وقعت فيها واشنطن بدعمها الأعمى للاحتلال وتصديق أكاذيبه، ما تسبب بمجازر وجرائم حرب غير مسبوقة ضد أهلنا في غزة".

كما أكد خالد مشعل أن المقاومة الفلسطينية معنية بأمن ومصلحة كل بلد عربي، ومعركتها فقط مع الاحتلال، مضيفاً أن الاحتلال يريد أن يصدر أزمته إلى الخارج في ظل فشله في غزة، واستكمل قائلاً: "سيدرك العدو أنه ارتكب حماقة حينما وسّع عدوانه".


إنهاء العدوان

وطالب إسماعيل هنية، الجمعة، وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للتركيز خلال زيارته المرتقبة للمنطقة، على إنهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.


وأضاف في كلمة نقلتها الفضائيات: "نأمل من بلينكن أن يركز في زيارته للمنطقة على إنهاء العدوان على طريق إنهاء الاحتلال عن كل الأرض الفلسطينية".


وأعرب إسماعيل هنية عن أمله أن يؤكد المسؤولون في الدول العربية والإسلامية الذين سيلتقون بلينكن للإدارة الامريكية أن مستقبل واستقرار منطقتنا يرتبط بشكل وثيق بالقضية الفلسطينية، وأن هذه القضية لا يمكن تجاوزها"، مبينا أن "شعبنا الفلسطيني ومقاومته البطلة لن يقبلوا بأن يظل هذا الاحتلال البغيض جاثما على صدورنا".


وعبر عن تمنيه من مسؤولي الدول العربية والإسلامية الذين سيلتقون بلينكن "التأكيد أن مستقبل المنطقة يرتبط بالقضية الفلسطينية". مشددا على أن “الدماء التي سالت في آلاف المجازر وهذا الدمار الرهيب لا يمكن أن يحقق أمنا ولا استقرارا طالما لم يحصل شعبنا على حريته ودولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس".


وأعلن هنية في تصريحات سابقة الخميس أن فلسطين والأمة تودعان رجالا أشداء خاضوا غمار المعارك في ساحات الوطن، وأن الاحتلال يهرب من فشله عبر عملية اغتيال جبانة" في العاصمة بيروت، معتبرا أن "استهداف العاروري في بيروت دليل على عقلية العدو الدموية"


تصدير أزمة صهيونية للخارج

ومن سياق مواز، قال رئيس حركة "حماس" في الخارج خالد مشعل، في كلمته حول اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي في الحركة صالح العاروري والقائدين في "القسام" الخميس 4 يناير 2023، إن الاحتلال واهم إذا ظن أن اغتيال القادة سيكسر المقاومة، مؤكداً أن "الشهيد العاروري شارك في تأسيس كتائب القسام وبذل روحه وجهده في مسيرة المقاومة ضد الاحتلال".

وأضاف مشعل في كلمته: "استشهاد القادة يثبت أن طريق الشهادة هو خيار القادة كما هو خيار الجند، على حد سواء، وهو مطلبنا وغايتنا"، مضيفاً: "دماء العاروري ورفاقه الشهداء اختلطت بدماء غزة التي تصنع ملحمة تاريخية في معركة طوفان الأقصى".


وأشار المسؤول الفلسطيني إلى أن استمرار "العدوان على غزة، والاغتيالات (للقادة) خارج القطاع، من شأنه أن يعجّل من هزيمة إسرائيل ويؤجج روح المقاومة".


وفي وقت سابق، شيعت "حماس" بمشاركة الآلاف، جثمان العاروري بالعاصمة اللبنانية، في موكب حاشد انطلق من مسجد الإمام عليّ في منطقة الطريق الجديدة، إلى "مقبرة الشهداء" المجاورة لمخيّم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين، بعد اغتيال العاروري و6 آخرين، بينهم 2 من قادة القسام و4 من كوادر الحركة، في بيروت بعد استهداف مقر الحركة في الضاحية الجنوبية بثلاثة صواريخ من مسيرة للاحتلال.

ويعتبر العاروري من مؤسسي كتائب "عز الدين القسام"، وبدأ في الفترة بين عامي 1991 ـ 1992 بتأسيس النواة الأولى للجهاز العسكري للحركة بالضفة الغربية.


وتزامن اغتيال العاروري مع استمرار الحرب المدمرة التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، والتي خلّفت حتى الخميس، "22 ألفاً و438 شهيداً و57 ألفاً و614 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، وفقاً لسلطات القطاع والأمم المتحدة.