ياسر الزعاترة
أعني تفاصيل خسائر الغزاة التي ستبقى برسم الجدل، وإن كان العدد الأكبر منها يكمن في الجرحى؛ وأكثرهم يحملون إعاقات، وهُم أكثر كلفة من القتلى بكل المقاييس.
دعك من ذلك، وراقب المشهد برمّته، وتذكر ميزان القوى المختل على نحو رهيب لصالح الغزاة.
هنا بطولات رائعة يسجّلها الرجال في مواجهة جيش مرعوب، بما في ذلك في المناطق التي أعلن سيطرته عليها.
وضع سيدفع الغزاة إلى تراجعات يصعب الجزم بنهاياتها؛ بخاصة في ملف الأسرى الذي سيضغط على أعصاب قيادتهم على نحو أكثر من السابق.
حادثة الأسرى الثلاثة ، مؤخرا، وفيديوهات "القسام" بإخراجها المبدع ستفرض إيقاعها على جدل الحرب برمّته، وليس على ملف الأسرى فقط.
من الصعب التعويل على وقف نهائي للحرب، في ظل الإصرار الجماعي في قيادة العدو على استمرارها، بخاصة في ظل العجز عن تحقيق صورة انتصار ترمّم هزيمة 7 أكتوبر، لكن ذلك يبقى واردا، بخاصة إذا توفّرت مواقف عربية وإسلامية رسمية قوية؛ لم تتوفّر حتى الآن، مع الأسف.
المهم أن ما يجري سيُكتب في صفحات التاريخ كأعظم معركة مع هذا الكيان، وأصعب هزيمة يتلقّاها، وهو ما يعترف به كبار كتابه ومحلّليه، ما يعني أنه سيكون (بصرف النظر عن تفاصيله القادمة) محطة محورية في اتجاه النصر الأكبر.