ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الاثنين، أنّ الصليات الصاروخية، التي أطلقت على "تل أبيب" مع الدقائق الأولى من بدء العام الجديد، تحمل دلالات مهمة، تثبت بأن "حماس لم تفقد منظومة القيادة والسيطرة".

وقال محلل الشؤون العسكرية في موقع "واللا" الإسرائيلي، أمير بوحبوط: إنّ "حماس لا تزال لديها قدرات إطلاق إلى مديات بعيدة"، مشيرًا إلى أنّه من "الصعب جدًا تعريف مناطق واضحة على أنها أصبحت تحت سيطرة القوات الإسرائيلية".

وأضاف أنّ "التحديات في قطاع غزة بقيت كما هي: الأسرى، مسؤولو المنظمة والبنى التحتية". وتابع أنّ "الصليات هي إشارة تحذير لمن يُكثرون الحديث عن اليوم التالي ويسارعون للاعتقاد بأنه يمكن الخروج".

وأكدت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، أنها أطلقت رشقة صاروخية من قطاع غزة نحو "تل أبيب"، عند تمام منتصف الليل مع بداية العام 2024.

وأعلنت القسام، في بيان استهداف "تل أبيب" وضواحيها بوابل من الصواريخ من طراز (M90)، ردًا على المجازر الصهيونية بحق المدنيين.

من جهتها، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن "إسرائيل" استقبلت السنة الجديدة بوابل من الصواريخ من قطاع غزة.

ووفق إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، فقد "دوت صافرات الإنذار في مدينة "تل أبيب"، وريشون لتسيون واللد والرملة وبني براك ومستوطنة موديعين، وسط الضفة الغربية".

 

رسالة عسكرية لم يستوعبها الاحتلال

ويرى محللون أن إطلاق المقاومة الفلسطينية الصواريخ على "تل أبيب" بعد بداية العام الجديد بلحظات وفي اليوم الـ 87 من العدوان دلالات عديدة ومدروسة:

فبعد 87 يومًا من عدوان لم يستثن الاحتلال أي من أسلحته إلا واستخدمه، وبعد 66 يومًا من الحرب البرية، وبعد ساعة واحدة من بداية عام 2024 في قطاع غزة؛ تمطر المقاومة "تل أبيب" برشقة صاروخية لكل هذه المعطيات دلالة رمزيّة مهمة، أبرزها أنها جاءت:

- بعد ساعات قليلة من تفاخر المتحدث باسم جيش الاحتلال من أن قدرة القسام على إطلاق الصواريخ انخفضت 80% بفعل العملية البرية في القطاع.

- بعد ساعات من إعلان جيش الاحتلال تسريح 5 ألوية زاعمًا أن أحد الأسباب الانخفاض الكبير في إطلاق الصواريخ.

- بعد عشرة أيام من آخر قصف لـ"تل أبيب".

- بعد ساعات قليلة عن فيديو نشرته "القسام" عن صواريخها بكل أنواعها.. كان رسالة عسكرية لم يستوعبها الاحتلال.

- بعد 28 دقيقة فقط من قصف كتائب القسام "تل أبيب"؛ نشرت فيديو يوثق العملية؛ تم خلال هذه الدقائق: "تصوير العملية، العودة لغرفة المونتاج، تحميل المواد الفلمية، مونتاج المادة الفلمية، رفعها على الحساب الرسمي".

 

دلالات عسكرية للمقاومة

وللرشقات الصاروخية دلالات عسكرية بالنسبة للمقاومة منها توجيه رسالة قوية إلى الاحتلال مثل:

- أن القوة الصاروخية للمقاومة مازالت موجودة وبمديات بعيدة، والقدرة على التحكم بوقت إطلاقها لتحقيق "أهداف الزمن" والهدف المعنوي المراد تحقيقه.

- بالإضافة إلى إحراج الاحتلال بشكل واضح وهز صورته أمام جمهوره وتأكيد على فشل العدوان الجوي والبري غير المسبوق لوقف هذه الصواريخ أو القضاء على المقاومة وقدراتها.

 

صفعة للجبهة الداخلية والمعنوية للاحتلال

ومن دلالات الرشاقة الصاروخية أنها تقدم صفعة للجبهة الداخلية والمعنوية للاحتلال؛ منها:

- تعزيز الشعور بعدم وجود من يحميهم ولا أبنائهم (لا في جبهات القتال ولا حتى في مدنهم).

- نجاح القصف يعبّر عن عجز جيش الاحتلال على مدى 3 شهور وإخفاقه.

-تعميق الخلافات بين معسكري إكمال الحرب ووقفها.

- يؤدي إلى مزيد من ضغط أهالي الأسرى لإتمام صفقة كاملة للتبادل في ظل امتلاك المقاومة للقوة.

 

حماس انتصرت علينا

وأشار موقع أخبار “إسرائيل اليوم” إلى أن “الجيش قال إنه دمر قدرات حماس الصاروخية بنسبة 80%‎ واليوم حماس تعايدنا بالعام الجديد بالضرب في مركز البلاد.. حماس انتصرت علينا”.

وقال “هيلل روزين” المراسل العسكري للقناة 14: “صواريخ بداية عام 2024 أثبتت غياب الاستخبارات وانعدام الاستهداف المسبق بعد 3 أشهر من بدء الحرب وعلى الرغم من تواجد قواتنا في كل مكان في القطاع”.

من جهته، قال موقع “كود كود” العبري بعد رشقة القسام على "تل أبيب": “لقد انتصرت حماس”.

وقال مسؤول موقع "0404" الإسرائيلي، بوعاز غولان: "جاء إطلاق الصواريخ هذه الليلة بعد التصريحات التي أدلى بها الناطق بلسان الجيش الليلة الماضية وادعى فيها انخفاض قدرة إطلاق الصواريخ من القطاع إلى متوسط (14) صاروخ يوميًا إلاّ أن حماس أطلقت العشرات منها منتصف الليل، لقد حان الوقت لنتوقف عن تلقي الإهانات".

واندلع حريق ضخم في أحد المباني في "تل أبيب" جراء صواريخ المقاومة التي أطلقت مع دخول العام الجديد.

وابتهاجًا بصواريخ القسام، عمت أصوات التكبيرات في مدينة قلقيلية وأطلقت المفرقعات النارية، وشهد قطاع غزة تكبيرات وتهليلات لحظة إطلاق كتائب القسام رشقة من صواريخها صوب "تل أبيب" ومحيطها.