يبدو أن ما تعرض له الإحتلال مطلع الأسبوع السبت 23 ديسمبر أصاب الإعلام العبري ومن خلفه المجتمع الصهيوني بمزيد من النزف والحسرة والجرأة على الاعتراف بالهزيمة لدرجة تصف مساء الجمعة والسبت بالأسود، ينطلق الوصف ليس فقط من خلال التحليلات السياسية بل أيضا من خلال التصريحات العسكرية لقادة في الجيش أو متقاعدين من الرتب الأعلى.

 
محاور حديث الإعلام الصهيوني الرئيسية تدور حول:

- الجيش الإسرائيلي يتعرض لكارثة غير مسبوقة ويكاد يهترئ في مستنقع غزة.

- فشل أهداف جيش الاحتلال في غزة فلا نصر يلوح أو أهداف تنال.

- تشديد الرقابة العسكرية ومنع التحليلات العسكرية وضع جيش الاحتلال.


سقوط كبار الهرم

صحيفة "يديعوت احرنوت" تحدثت عن سقوط عدد كبير من القادة والضباط في الجيش في الحرب البريه وهم من كبار الهرم في الجيش، وأن السقوط ليس فقط في القتلى بل في أن "غزه تفرض ثمنا باهضا في الارواح والاصابات والاضطرابات النفسيه خاصة بين المعاقين من الجنود" حيث أنشأ الجيش "فرق نفسيه لمواجهة حالات الانتحار المتزايدة".


وحددت الصحيفة 3 عناصر لهذا الفشل وهو أن "الحديث عن انتصارات للجيش وسيطرته لاتعكس الواقع الحقيقي وان قدرات حماس تتحسن كل يوم" وأن "خلافات حاده داخل مجلس الحرب الموسع بسبب تغيب وزراء من حزب جانتس عن الجلسه وجانتس يفكر بالاستقاله" وأن "الجيش بطيء ويضطر لتمشيط المنطقه التي يدخلها عدة مرات بسبب ظهور المقاومين".

وعن تعامل المقاومة، أشارت الصحيفة إلى أن أساليب الجيش أصبحت مكشوفة لدى المقاومة مع مرور الوقت وأن مقاتلو حماس يبحثون عن نقاط الضعف" مبينة أن "مقاتلو القسام يتحلوا بالصبر حتى يشعر الجنود بالاطمئنان ويباغيتوهم بعمليات القنص او التفجير" وأن "خسائر الجيش أمام حماس فادحة وكبيرة".

وألمحت الصحيفة الصهيونية إلى أن جيش الاحتلال وطمس الإعلان عن الخسائر مثال له من منصة من منصات التواصل الاجتماعي وهي "تك توك" التي ترفض اعلانات تدعوا لاطلاق سراح المحتجزين بدعوى انه محتوى سياسي بشكل مفرط.


مشاهير المحللين

ورصد الصحفي إبراهيم المدهون كيف أن الاعلام العبري يتحدث عن فشل العدوان العسكري على قطاع غزة، والاصوات تجرأت،  حيث أنها مدعومة من قيادة الجيش للضغط على القيادة السياسية ونتنياهو بالتحديد لايقاف الحرب.

وأوضح "المدهون" أن الجيش الصهيوني يتعرض لكارثة وتم إلحاق الخسائر بقطاعاته وألويته بشكل لم يسبق له مثيل،  فقد تحدث عدد من صحف الاحتلال عن فشل أهداف جيش الاحتلال في غزة وأن لا نصر يتحقق ولا أهداف تتحقق.

وأضاف أنه ظهرت أصوات ناقدة بشكل واسع اليوم بخلاف الأيام والأسابيع الماضية، وذلك بعد يوم من تعليمات نتيناهو لتشديد الرقابة العسكرية على الإعلام الصهيوني ومنع حتى التحليل لعمليات جيش الاحتلال في غزة.


ونقل المدهون عن عاموس هاريل - صحيفة "هارتس" قوله: "الجنود الذين قتلوا في غزة ذهبوا إلى الحرب وهم يشعرون بأنه لا يوجد خيار آخر. لكن مع مرور الوقت، سيجد الجمهور صعوبة في تجاهل الثمن الباهظ، والشكوك المتزايدة في أن اهداف الحرب لا تزال بعيدة المنال".

ونقل أيضا عن موقع والا walla "الإسرائيلي"، عنوان، (مع إزدياد أعداد قتلى الجيش الإسرائيلي تزداد شعبية حماس في الوعي العربي)، مفصلا أنه "بعد شهرين ونصف من القتال  يبدو أنه لم يتبق الكثير من الوعود بتحقيق نصر عسكري ساحق".

وقال "والا" أنه "في الوقت الذي تطول فيه قائمة أسماء قتلى الجيش الإسرائيلي ،يبدو أن حماس تزداد قوة في الوعي العربي ليس فقط باعتبارها  أنها  تمكنت من مفاجأة إسرائيل بالهجوم  في السابع من أكتوبر  بل أيضًا باعتبارها  تدير بنجاح حرب الخنادق".


أمير مثير للإنتباه

المكاتب والمفكر التركي محمد جانبكلي @Mehmetcanbekli1 أعتبر أن الاعتراف جزء من "أمرين مثيرين للإنتباه حدثا في الأيام الماضيه"
وأوضح أن الاول منهما "بدء الجيش الإسرائيلي بإعلان عدد قتلى أكثر أحيانا يصل الرقم لعشره في يوم واحد"، ما يعني كما توقعنا سابقا قلة خبرة الجيش الإسرائيلي في حرب العصابات وسيزيد الرقم لاكثر من هذا كلما تعمق في خان يونس وجباليا.

وأضاف أن الثاني "هو بدء الحديث في اسرائيل عن خفض اهداف الجيش الإسرائيلي.. ففي البدايه كانت اهدافه تدمير كلي لحماس مع قتل كافة قياداتها.. الان بدأوا بالحديث عن أمكانية وضع شرط ترحيل قادة حماس من غزه كشرط لانهاء الحرب".

وخلص "جانبكلي" إلى أن "وهذا يعني أنه مع أستمرار خسائر الجيش الإسرائيلي الفادحه سيخفض من مطالبه أكثر وأكثر "


مقابلة جولان

يشار إلى أن مقابلة نائب رئيس الأركان السابق في جيش الاحتلال " يائير جولان" كانت الأكثر رواجا في انتقاد وضع الجيش في غزة وكان أبرز تصريحاته لصحيفة "معاريف" إن تصريحات وزير جيش الاحتلال جالانت حول السنوار "غبية وغير ضرورية".
وقال "جولان":
- شن إسرائيل حربا يضحي فيها خيرة أبنائها دون أهداف حربية أمر صادم.
- مشكلة العملية البرية هي أن المستوى السياسي لا يوضح أهداف الحرب.
- يستحيل علينا تجاهل أن الحرب بدأت بفشل ساحق لإسرائيل حتى لو نلنا من السنوار.
- على القيادة السياسية قول الحقيقة لشعبها وتأخير القضاء على حماس.
- لا مفر من التوصل لاتفاق مع حماس وليس مع أي فاعل آخر.
- حماس الوحيدة القادرة على إطلاق سراح المختطفين وليس نحن.
- نهج الكذب الحالي لدى الحكومة يعني أن مواطنينا لن يعودوا لبيوتهم على الحدود.
- علينا بناء مؤسسة صهيونية مزدهرة هنا فكيف سنفعل ذلك بعد كل ما يحدث.
- حماس دخلت الحرب مدركة أن سيناريو تدمير الضاحية الجنوبية محتمل.
- حماس حققت هدفا استراتيجيا حين قالت لإسرائيل: أنا من يدير الصراع.
- تصريحات جالانت بشأن السنوار دعاية حرب غبية لا معنى لها.
- جالانت يدعو السنوار للخروج إلى غزة لرؤية حجم الدمار: هذه تصريحات حمقاء، ألم يشاهد السنوار الدمار في حربي 2014 و2021؟ ألم يشاهد ما حصل للضاحية الجنوبية بلبنان؟ هذه حماقة!
- رغم الدمار الذي أحدثه الجيش في غزة ظهرنا كدولة ضعيفة لا تدافع عن نفسها إلا بمساعدة أمريكية.
- ينبغي إجراء الانتخابات الآن٬ من المستحيل مواصلة القتال مع هذه الحكومة غير القادرة على تحديد أهداف الحرب٬ من الضروري تغيير حكومة نتنياهو في أسرع وقت ممكن.

https://twitter.com/ibmadhun/status/1739015008221020489