‏بعد مرور 80 يومًا على هجوم الجيش الإسرائيلي برًا وبحرًا وجوًا على قطاع غزة، أظهرت استطلاعات رأي وإحصائيات من مراكز وهيئات موثوقة حجم الخسائر التي تكبدتها إسرائيل من جراء الحرب الذي بدأت منذ السابع من أكتوبر الماضي.

وأظهر استطلاع للرأي أن 55% من الإسرائيليين يعتقدون أن من غير المرجح عودة جميع المحتجزين.

وأظهر استطلاع آخر أجراه المعهد الإسرائيلي للديمقراطية في 19 ديسمبر أن أكثر من ثلث الإسرائيليين لا يعتقدون أن بمقدرة إسرائيل القضاء على حركة حماس.

وأظهرت الحرب في غزة عدم دقة المعلومات الاستخباراتية الإسرائيلية، والتي كان آخرها ما كشفت عنه صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية من أن عدد الأنفاق في غزة يفوق تقديرات إسرائيل بنسبة 500%، وفقًا لـ"قناة الغد".

 

هروب جماعي

ووفق تقارير لقناة الغد، فإن مؤسسة تاجليت الإسرائيلية أنفقت 3 مليارات دولار بدل نفقات سفر وإقامات سياحية لجلب 800 ألف يهودي من حول العالم لإقناعهم بالاستيطان في إسرائيل.

وأكد أنه خلال العام الماضي وفد 74 ألف يهودي من 60 دولة للاستيطان، لكن الحرب غيرت كل شيء.

واستدل التقرير بما أورده موقع «شنغن» للفيزا الأوروبية بتقدم نحو 68% من الإسرائيليين بطلب الجنسية البرتغالية، بحجة أن أجدادهم كانوا برتغاليين، فضلًا عن تقدم 13% لاكتساب الجنسية الفرنسية، و10% للألمانية.

وتؤثر الهجرة العكسية في قطاعين، أولهما اقتصادي بهروب رجال الأعمال، أما الثاني فهو تناقص قوة الجيش بتآكل عدد جنود الاحتياط.

وبحسب «السكان والهجرة الإسرائيلية» غادر نحو 370 ألف إسرائيلي، إضافة إلى نحو 600 ألف يهودي كانوا في الخارج في الأصل، مما يعني أن 1 من كل 7 يهود غادر إسرائيل.

 

نزوح داخلي

ووفق تقرير بعنوان «المجتمع الإسرائيلي مهدد بالانهيار»، فقد أسهمت إسرائيل بحربها على قطاع غزة في انهيار مؤشرات رأس المال الاجتماعي بفقدان الشعور بالأمان والثقة، مسلطة الضوء أنها جاءت في إطار الغليان الإسرائيلي الداخلي، وما أحدثته من انقسام حاد بسبب الإصلاحات القضائية التي تبنتها حكومة نتنياهو، إذ كانت تقضي بتقليص صلاحيات المحكمة العليا لصالح الحكومة، ما أشعر اليهود الليبراليين بأن إسرائيل التي يصفونها بالواحة الديمقراطية في الشرق الأوسط، باتت قيد التحول إلى دولة ديكتاتورية أو سلطوية.

وأشار التقرير إلى أن الحرب على غزة كشفت النقاب عن ظاهرة النزوح الداخلي للمستوطنين الهاربين من مناطق غلاف غزة، وما نجم عنها من آثار اقتصادية واجتماعية ونفسية في شريحة واسعة من المستوطنين.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن:

  • 500 ألف نزحوا من مستوطنات الغلاف إلى داخل إسرائيل، وهم مستوطنون مهاجرون في الأصل.
  • أخليت مدينة سديروت بالكامل، وهي تضم نحو 20 ألف مستوطن.
  • 250 ألف مستوطن فرّوا خارج إسرائيل.
  • 60 ألف مستوطن نزحوا من مستوطنات الغلاف.
  • 65 ألف مستوطن تم إخلاؤهم من عسقلان.
  • 60 ألف مستوطن يجري العمل على إخلائهم من المستوطنات القريبة من حدود لبنان.
  • 72 مبنى متضررًا بشكل كامل في إسديروت.
  • 180 مبنى في عسقلان.
  • 1200 إخطار بالأضرار تلقتها سلطة الضرائب.

 

إسرائيل تخسر الحرب ضد ‎حماس

ونشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن "230 طائرة شحن و30 سفينة نقل أمريكية وصلت إلى إسرائيل حاملة أسلحة وذخائر مُنذ بداية الحرب".

هذه المساعدات المهولة تصل إلى إسرائيل في الوقت الذي يفرض فيه حُكام العرب حصارًا خانقًا على أهل غزة!

وأشارت خلاصات 3 تقارير، نشرت أمس من داخل إسرائيل وخارجها، عن معركة المقاومة في غزة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي.

حيث أكدت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، "أن عملية السابع من أكتوبر أدت إلى إحداث تحول جذري في المشهد السياسي في إسرائيل بشكل مؤكد". وأضافت الصحيفة، "أن هناك شيئا دراماتيكيًا قد تغير في المجتمع الإسرائيلي، فإسرائيل 20 ديسمبر ليست إسرائيل 6 أكتوبر، والجميع يدرك ذلك، فقد تضررت ثقتها بنفسها، واهتز إحساسها بالأمان، وتحطمت ثقتها في قادتها السياسيين والعسكريين".

وكتب بول روجرز، الأستاذ الجامعي في دراسات السلام، في الجارديان البريطانية، أن إسرائيل تخسر الحرب ضد ‎حماس، "لكن نتنياهو وحكومته لن يعترفا بذلك أبدًا". وأضاف روجرز "أن السردية الإسرائيلية كانت تتحدث عن أن حماس تضعف، لكن الواقع هو أن عقيدة القوة الهائلة التي يتبناها الجيش الإسرائيلي هي التي تفشل".

وأشار مقال بصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إلى أن "شدة تحصين حماس يصعّب هزيمتها، حتى مع شن إسرائيل واحدة من أكثر الحملات العسكرية عنفًا في التاريخ، حيث لم تتمكن من التأثير إلا في جزء بسيط من قدرة الحركة العسكرية، لكنها في المقابل دمرت قطاع ‎غزة وشردت نحو 90% من سكانه".

وكان المحلل الإسرائيلي في صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية "ناحوم برنيع"، قد أكد الخميس 21 من ديسمبر الجاري، أن الأهداف التي وضعتها حكومة الاحتلال الاسرائيلي للحرب على قطاع غزة بدت غير قابلة للتحقيق مع اقتراب الحرب من شهرها الثالث.

وأضاف المحلل في مقالة له بالصحيفة، وفق ترجمة وكالة "صفا"، أن الأهداف التي وضعها المستوى السياسي أمام الجيش ليحققها في غزة لا يمكن تحقيقها، لافتًا إلى أن ذلك واضح للجميع من اليوم الأول.

وأشار الى أن "مصطلحات تصفية وتدمير والقضاء على حماس عبارة عن آمال وطموحات قيلت تحت تأثير هجمات السابع من أكتوبر، ولكنها ليست خططًا عسكرية أو إستراتيجية".