كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، اليوم السبت، عن "أساليب خداع مميتة" تعتمدها المقاومة الفلسطينية لتوقع قوات الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة في قطاع غزّة في كمائنها.

ونقلت الصحيفة عن جنود إسرائيليين اعترافهم بالوقوع في "فخ مميت" بالقرب من مخيم جباليا شمالي قطاع غزة.

وأوضح "جيش" الاحتلال، في بيانٍ له الأسبوع الماضي، أن الكمين استخدم "الدمى وحقائب الظهر مع مكبرات الصوت التي تبث أصوات البكاء، وتم وضعها عمدًا بالقرب من عمود نفق متصل بشبكة أنفاق كبيرة".

وفي الأيام الأخيرة، أفاد جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن "جنوده سمعوا تسجيلات لأشخاص يبكون ويتحدثون العبرية"، مشيرًا إلى أنها "محاولات لخداع الجنود الإسرائيليين للبحث عن أسرى في مكان قريب"، وفق ما نقلت الصحيفة.

وأشارت الصحيفة إلى أنه في ظل احتدام المعارك البرية بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال، فإن غزة تتحوّل إلى ساحة حرب معقدة، تنشر فيها "إسرائيل" طائرات من دون طيار وروبوتات من القرن الحادي والعشرين، بينما تعتمد المقاومة على "بعض من أقدم التكتيكات: الخداع، والمفاجأة، والكمائن".

وأقرّت أن المقاومة الفلسطينية "تقاتل فوق وتحت الأرض، وينتقل المقاتلون من مبنى إلى آخر، ويحاولون إيقاع الجنود الإسرائيليين بالكمائن".

وتنقل الصحيفة عن ضابط برتبة مقدم في وحدة استطلاع تابعة للجيش الإسرائيلي القول إن تكتيكات حماس تضمنت "أفخاخ متفجرة ودمى وبكاء وأشخاص يتحدثون العبرية".

وأضاف الضابط، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته بموجب القواعد التي وضعها الجيش الإسرائيلي، أن وحدته أُرسلت مؤخًرا لفحص مبنى في وسط غزة حيث سمع بعض الجنود "تسجيلات بكاء" لكنهم لم تمكنوا من العثور على مصدرها".

وقال باحث في معهد دراسات في جامعة "تل أبيب"، إنّ عمليات الخداع التي تعتمدها المقاومة الفلسطينية "مصمّمة لاستدراج الجنود الإسرائيليين وإدخالهم إلى مناطق مجهزّة مسبقًا كمناطق قتل"، مشيرًا إلى أنّ هذا الأسلوب "يخلق الارتباك والفوضى والغضب والإحباط في صفوف القوات الإسرائيلية"، وفق الصحيفة الأمريكية.

ورجّح الباحث أن "أسلوب المقاومة في إطار نصب الكمائن سيظل يشكّل تحديًا واستفزازًا كبيرين".

وأضاف أن الجنود الإسرائيليين الذين يواجهون قتالًا شديدًا من مسافة قريبة ربما يكونون "مرهقين وخائفين بالفعل"، مؤكدًا أنّ عمليات الخداع التي تنفذها المقاومة" تجعل الجنود الإسرائيليين أكثر عرضة للوقوع في أخطاء.

وكشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في حينه تفاصيل المعارك التي أدت لسقوط الجنود الإسرائيليين التسع وذلك بعد اشتباكات مع المقاومة من حركة حماس.

وقالت الصحيفة إن الجنود الذين قُتلوا في الشجاعية وقعوا ضحية لكمين منسق بدأ عندما أطلق مقاومون من حماس النار على قوة تابعة للجيش الإسرائيلي كانت تعمل في المنطقة.

وأضافت أنه بمجرد تزايد المخاوف من احتمال اختطافهم إلى أنفاق قريبة، وصلت قوة أخرى لإخراج الجنود المحاصرين لكنها واجهت كمينًا مماثلًا.

كما واجهت قوة ثالثة، حاولت تحديد مكان الجنود الذين تقطعت بهم السبل، اشتباكات عنيفة.

ووفقا للجيش الإسرائيلي ووسائل إعلام إسرائيلية فقد قتل في المعارك الكولونيل (العقيد)، اسحق بن بسات (44 عامًا)، وهو رئيس فريق قادة لواء غولاني، والمقدم، تومر غرينبرغ (35 عامًا)، قائد "الكتيبة 13" في لواء غولاني.

كما قتل ضابطان آخران برتبة رائد، هما الرائد روعي ملداسي (23 عامًا) قائد سرية في الكتيبة 13 ضمن لواء غولاني، بالإضافة إلى الرائد موشيه أفرام بار أون (23 عامًا)، قائد سرية في الكتيبة 51 ضمن اللواء ذاته.

وصباح اليوم السبت، أعلنت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس" أن أحد جنودها تمكن من الإجهاز على أربعة جنود من جيش الاحتلال شمالي قطاع غزة.

كما أعلنت الكتائب: "فجرنا عين نفق مفخخة في (جحر الديك) بقوة صهيونية خاصة ثم استهدفنا قوات النجدة التابعة لها بقذائف الهاون وأوقعنا أفرادها بين قتيل وجريح".

وأضافت بأن مجاهديها "دمروا خمس دبابات صهيونية وقتلوا وأصابوا جميع أفرادها في جباليا شمالي قطاع غزة".

وارتفعت حصيلة قتلى جنود الاحتلال إلى 472 منذ 7 أكتوبر الماضي، فيما بلغ عدد قتلاه منذ بدء عدوانه البري في غزة (27 أكتوبر الماضي) نحو 140 قتيلًا.