كشف تحقيق أولي للجيش الإسرائيلي، السبت، عن تصرف جنوده بشكل "مخالف" لتعليمات إطلاق النار، وقتلهم 3 محتجزين إسرائيليين كانوا يحملون "راية بيضاء" في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.

جاء ذلك في تحقيق للجيش الإسرائيلي نشرت تفاصيله وسائل إعلام عبرية، بينها "هيئة البث" الرسمية وإذاعة الجيش الإسرائيلي. وبعد صدور التقرير بساعات أعلن الاحتلال مقتل إحدى المختطفات في قطاع غزة بالخطأ، خلال مواجهات مع المقاومة الفلسطينية، لتكون رابع محتجز يقتله الاحتلال بالخطأ خلال 24 ساعة تقريبا، وفقا لما أفادت به وسائل إعلام عبرية.

وأوضح جيش الاحتلال، أن المحتجزة التي قتلت بالخطأ اليوم السبت، هي عنبر هيمان، البالغة من العمر 27 عاما.

 

إعدام الأسرى الثلاثة

والجمعة، أعلن الجيش الإسرائيلي أن جنوده قتلوا "بالخطأ" 3 محتجزين إسرائيليين بحي الشجاعية.

وأوضح التحقيق أن الجنود الإسرائيليين تصرفوا بشكل "مخالف" لتعليمات إطلاق النار، وقتلوا 3 محتجزين إسرائيليين في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.

وأضاف التحقيق أن "المحتجزين الثلاثة خرجوا من مبنى على بعد عشرات الأمتار من القوات الإسرائيلية الموجودة في المكان، بينما كان أحدهم يحمل راية بيضاء".

وتقدم المحتجزون تجاه القوات الإسرائيلية وهم يصرخون باللغة العبرية "النجدة"، بحسب المصدر ذاته.

وعندها، قام قناص إسرائيلي بقتل اثنين من المحتجزين، فيما فر الثالث إلى مبنى قريب، فصرخ القناص "إرهابي".

وأوضح التحقيق أن "قوة إسرائيلية بدأت في التقدم تجاه المبنى، وهي تسمع صرخات المحتجز بداخله بالعبرية (أنقذوني)، ووقتها طالبه قائد القوة بالخروج، لكنه ما إن فعل ذلك حتى فتح جندي إسرائيلي النار تجاهه من مسافة قريبة وأرداه قتيلًا"، وفق المصادر الإسرائيلية.

وقالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، إنه حسب التحقيق الأولي، "فقد أدرك قائد الكتيبة أن مظهر الرجل الثالث كان غير معتاد، فتبين أنه رهينة إسرائيلية".

و"بعد ذلك، جمع الجنود الجثث الثلاث ونقلوها إلى إسرائيل للتعرف على هوياتها".

واعترف الضابط أن "الجندي الذي أطلق النار فور التعرف على الرجال الثلاثة فعل ذلك بشكل مخالف للبروتوكولات، وكذلك فعل الجندي الثاني الذي قتل الرجل الثالث، بحسب الضابط".

ومع ذلك، قال الجيش الإسرائيلي إنه "يفهم السبب الذي دفع الجنود إلى القيام بذلك".

وأضاف الضابط: "على بعد عدة مئات من الأمتار، عثرت القوات على مبنى به طلاء على الحائط كتب عليه إشارة طلب النجدة SOS، ولافتة مكتوب عليها: النجدة.. 3 رهائن".

وقال إن "الجنود اعتقدوا في ذلك الوقت أن المبنى كان مفخخًا، والآن يحقق الجيش في احتمال علاقة هذه اللافتة بالحادث".

وأوضحت "تايمز أوف إسرائيل" أن التحقيق الأولي تم الانتهاء منه السبت، وقدمت نتائجه لعائلات القتلى الثلاثة.

 

حماس: الوقت ينفد

ومن جهتها، اعتبرت "كتائب القسام" الجناح المسلح لحركة "حماس"، السبت، أن إسرائيل "تقامر بحياة جنودها الأسرى الذين تعمدت إعدام ثلاثة منهم الجمعة"، قائلة إن هذا يأتي ضمن "محاولة يائسة للتخلص من عبء الملف".

وقال أبو عبيدة متحدث "القسام"، في بيان: "ما زال العدو يقامر بحياة جنوده الأسرى لدى المقاومة غير آبه بمشاعر عائلاتهم".

وأضاف أن إسرائيل "تعمدت بالأمس إعدام ثلاثة من جنودها الأسرى وآثرت قتلهم على تحريرهم، وهو ذات السلوك الإجرامي المفضوح الذي مارسته ولا تزال بحق أسراها في غزة".

واعتبر أن ذلك يأتي في "محاولة يائسة منها للتخلص من عبء هذا الملف واستحقاقاته التي تعرفها جيدًا".

وعنونت "القسام" مقطعها المصور بـ"الوقت ينفد"، وذلك باللغات العربية والإنجليزية والعبرية.

وعرض المقطع المصور في نحو دقيقة ونصف، مشاهد القصف الإسرائيلي العشوائي على مناطق بقطاع غزة، بالتزامن مع عرض مقاطع مصورة لمحتجزين إسرائيليين قتلوا جراء القصف.

وأوردت "القسام" إفادة إسرائيلية كانت محتجزة سابقًا بغزة قبل مقتلها، قولها: "نخشى أن نموت من الصواريخ، من فضلكم توقفوا".

كما أشار المقطع إلى وصول حصيلة قتلى المحتجزين الإسرائيليين في القطاع إلى 9، آخرهم الثلاثة الذين قُتلوا "خطأ" بحي الشجاعية.

وفي صورة أخرى نشرتها "القسام" على "تليجرام"، السبت، بعنوان: "الخيار لكم في توابيت أم أحياء!!"، يظهر في جزئها العلوي صورة إحدى المحتجزات الإسرائيليات المحررات، بينما يبدو في الجزء الأسفل رمزًا لتابوت الموتى.

 

مظاهرات في تل أبيب

ومساء الجمعة، تظاهر في تل أبيب المئات من عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة، مطالبين حكومة بلادهم بإبرام صفقة جديدة مع الفصائل الفلسطينية لإعادة أسراهم.

وتظاهر أهالي الأسرى أمام مبنى هيئة الأركان، على خلفية إعلان الجيش الإسرائيلي قتله 3 محتجزين إسرائيليين في غزة بالخطأ، صباح الجمعة.

وبحسب تقديرات سابقة لقناة "12" الإسرائيلية (خاصة)، فإن "الثلاثة استطاعوا الفرار من خاطفيهم، أو تم التخلي عنهم خلال الأيام الأخيرة من أسرهم، والذي كان على ما يبدو في مكان قريب من مكان الحادث".