خرج الإعلام الرسمي السوداني لأول مرة عن صمته وسلط الضوء على تورط الإمارات في دعم ميليشيات التمرد السريع واتهمت أبوظبقي بزعزعة أمن واستقرار السودان.

هذا في الوقن الذي أعلنت وزارة الخارجية السودانية مؤخرا استدعاء القائم بالأعمال بالإنابة لسفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في السودان د. بدرية الشحي وأبلغتها قرار حكومة السودان بإعلان عدد (15) شخصا من الدبلوماسيين العاملين في السفارة أشخاصا غير مرغوب فيهم وطالبت بمغادرتهم السودان خلال 48 ساعة.  

ومن ناحية أخرى، تجددت المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أحياء محيط سلاح المدرعات والمدينة الرياضية وأرض المعسكرات جنوب الخرطوم، ومقر قيادة الجيش شرق العاصمة.

وقال مراقبون إن الخرطوم بهذا الإجراء فإن السودان أول دولة عربية تطرد السفيرة الإماراتية الصهيونية، والسبب هو تدخل سافر في شوون السودان واذكاء الحرب الأهلية ودعم ميليشيات غير شرعية تماما كما فعلوا في ليبيا واليمن ودعموا كل الثورات المضادة في مصر وغيرها.

 

ردة فعل مباشرة

والسبت 9 ديسمبر طردت الإمارات ثلاثة دبلوماسيين سودانيين، بعدما استدعت وزارة الخارجية الاماراتية سفير السودان في ابوظبي، السفير عبد الرحمن شرفي، وأبلغته قرار الطرد، واعتبار الملحق العسكري ونائبه والملحق الثقافي بسفارة السودان أشخاصا غير مرغوب فيهم.

وربط متابعون بين الخطوة وتصريحات الفريق ياسر العطا، مساعد القائد العام للقوات المسلحة، التي اتهم فيها دولة الإمارات بدعم قوات الدعم السريع الإمارات وإرسال إمدادات إلى "الدعم السريعط عبر مطار أم جرس التشادي
ووصف دولة الإمارات بأنها دولة مافيا.

واعتبر المراقبون ان قرار دولة الإمارات بطرد الدبلوماسيين بمثابة قرار استباقي بعد أن هددت وزارة الخارجية السودانية قبل ايام باتخاذ إجراءات عقابية ضد دولة الإمارات.


صحيفة أمريكية

صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية كانت نقلت عن مسؤولين أوغنديين قولهم "إنهم عثروا في 2 يونيو الماضي على شحنات أسلحة في طائرة كان من المفترض أن تحمل مساعدات إنسانية من الإمارات إلى اللاجئين السودانيين في تشاد؟..

وقالت الصحيفة إن قائد قوات الدعم السريع الشهير حميدتي له حظوة لدى دولة الإمارات وقد ذكرت تقارير عديدة بأن ثروة حميدتي تبلغ مليار دولار؟

المفكر السوداني القومي د.تاج السر عثمان وتحت هاشتاج #الامارات_تقتل_السودانيين، قال إن السودان رسميا يتجه نحو "الملاحقة القانونية لجرائم الإمارات والثمن الباهظ الذي ستدفعه جراء تدخلاتها السافرة".


https://twitter.com/tajalsserosman/status/1733933342993572213


وأضاف إن "ما تفعله الإمارات في السودان لا يختلف كثيراً عما تفعله في بلدان عربية أخرى، تدخل بيدها اليمنى علبة زيت تحت مظلة الهلال الأحمر، وتدخل بيدها اليسرى وأرجلها متفجرات وأسلحة لقتل أبناء السودان وإذكاء الصراع، ذلك عمل الشيطان لا عمل كرام العرب.

وأضاف عبر @tajalsserosman، أن قرار طرد بدرية الشحي والدبلوماسيين الإماراتيين "قرار طال انتظاره .. و ذلك بعد تورط دويلة الإمارات في إثارة الفتنة ودعم ميليشيات التمرد".

واستعرض "عثمان" رأيا محددا لجرائم الإمارات من خلال نساؤلات يجيب عنها الواقع، وأبرزها ".. البعد الاقتصادي لدعم الإمارات لميليشيات التمرد في السودان ؟ هل هي مجرد أداة لتنفيذ أجندة أم أن لها مصالح تتقاطع مع الأجندة المشبوهة ؟ لماذا تلهث للبحث عن موطئ قدم في شرق أفريقيا والقرن الإفريقي ؟ وما علاقته بالتنافس الاقتصادي حولها ؟".


قتال محتدم

وتواصلت المواجهات والاشتباكات بين الجيش ومليشيا الدعم السريع في مناطق عدة من العاصمة السودانية الخرطوم، وتبادل الجانبان القصف المدفعي حول المقار العسكرية للجيش في القيادة العامة وسط الخرطوم، وسلاح الذخيرة والمدرعات بمنطقة الشجرة العسكرية جنوباً، وأفاد السكان، جنوب الخرطوم، بسقوط عدد من قذائف المدفعية في عدد من الأحياء من دون الإفادة عن خسائر بشرية.

وفي أم درمان (الجانب الغربي من الخرطوم) جددت مدفعية الجيش قصفها باتجاه مواقع "الدعم السريع" في تجمعاته شرق النيل جنوب شرقي الخرطوم بحري، كما واصل الجيش هجومه المدفعي من قواعده العسكرية في كرري ووادي سيدنا مستهدفاً مواقع ونقاط ارتكاز "الدعم السريع" في وسط أم درمان ومحيط الإذاعة والتلفزيون.

وشهدت جبهة أم درمان تصعيداً في المعارك والمواجهات البرية ولا سيما في محيط القاعدة الجوية بوادي سيدنا والمنطقة الصناعية والسوق الشعبية بأم درمان، وأفاد مواطنون بتواصل الاشتباكات في وسط وجنوب غربي أم درمان، بخاصة في أحيائها القديمة ومحليتي أم بدة وأبو سعد وأحياء الفتيحاب المجاورة لسلاح المهندسين.

وشنّ الجيش ضربات بالمدفعية الثقيلة على مواقع وتمركزات قوات الدعم السريع في وسط أم درمان والأحياء الجنوبية بالمدينة، وواصل الطيران الحربي هجماته على تجمعات وانتشار هذه القوات في مناطق أركويت شرق الخرطوم وشرق النيل والحاج يوسف بالخرطوم بحري.

بالمقابل، قصفت "الدعم السريع" بالصاوريخ والمدافع، من نقاط تمركزها في جنوب شرقي الخرطوم بمحيط المدينة الرياضية وأرض المعسكرات، مواقع الجيش في القيادة العامة بالخرطوم وسلاح الإشارة في مدينة بحري.

 

خارج العاصمة
وعن المعارك خارج العاصمة، قصف الطيران الحربي (الجيش) رتلاً لـ "الدعم السريع" في منطقة جبرة الشيخ بشمال كردفان وأهدافاً أخرى في أبو زعيمة والحمرة في الولاية ذاتها.

وفي شمال دارفور، قالت "الدعم السريع" إنها بسطت سيطرتها على منطقة ودعة بمحلية كلمندو، وبثت مقطعاً مصوراً يتفقد فيه قادة ميدانيون أوضاع المواطنين بالمنطقة.

وفي أعقاب تسلل قوات الدعم السريع شمالاً وشرقاً داخل سهل البطانة، قرر ولاة ولايات كسلا والقضارف والجزيرة والخرطوم ونهر النيل عقد اجتماع مشترك خلال الأيام المقبلة وضع ترتيبات أمنية مشتركة لحماية البوابة الشرقية وتأمين سهل البطانة بواسطة القوات المشتركة والطائرات المسيرة نسبة لوعورة المنطقة واتساع رقعتها الجغرافية.

وكشفت منظمة شباب من أجل دارفور "مشاد" عن معاناة أكثر من مليون لاجئ في مخيمات شرق تشاد من أزمة حادة في مياه الشرب، إلى جانب تفاقم الوضع الغذائي والدوائي.

وحضت السلطات السودانية والمنظمات الإنسانية الدولية والإقليمية والمحلية على الإسراع وإنقاذ حياة اللاجئين الفارين من الحرب.
ورداً على اتهامات وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، نهاية الأسبوع الماضي، أكد العميد نبيل عبدالله الناطق الرسمي للقوات المسلحة أن الجيش السوداني جيش وطني عريق ذو عقيدة عسكرية راسخة يحترم القانون الدولي الإنساني.

الحرب السودانية تسببت إلى الآن في مقتل أكثر من 9 آلاف شخص بجانب تشريد أكثر من 7 ملايين نازح داخلياً بينما يحتاج أكثر من نصف سكان البلاد إلى مساعدة إنسانية للبقاء على قيد الحياة حسب منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة يونيسيف.