زعم الرئيس الأمريكي جو بايدن أن مقاتلي حماس تسببوا بما وصفه "أكبر قدر من الألم والمعاناة للنساء والفتيات"، مؤكدا وجوب إدانة العنف الجنسي الذي يرتكبونه، وفق تعبيره.


ومن جانبها، اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) -في بيان لها- أن تبني جو بايدن مزاعم صهيونية تحاول اتهام المقاومة زورا بارتكاب عنف جنسي واغتصاب، هو "محاولة لتضليل الرأي العام الذي شاهد حسن معاملة المقاومة للمحتجزين".


وأشارت إلى أن تكرار بايدن "للكذب المفضوح سلوك صهيوني يهدف للتغطية على جريمة الإبادة والتطهير العرقي بالسلاح الأميركي"، حسب بيانها.

 

سقوط إخلاقي

"حماس" أكدت أن تبني بايدن لهذه الاتهامات "سقوطا أخلاقيا جديدا لرئيس يفترض أن يتمتع بحد أدنى من الموضوعية، التي لا تجعله يردد تفاهات واتهامات جوفاء لا أساس لها من الصحة سوى اتباع البروباغندا الصهيونية الرخيصة".


ودعت الحركة وسائل الإعلام العالمية إلى تحري الدقة، لكشف زيف المزاعم الصهيونية الجديدة، كما حدث مع أكاذيب ومزاعم قطع رؤوس الأطفال أو استخدام مستشفى الشفاء في غزة مركز قيادة وسيطرة للمقاومة، وغيرها من الأكاذيب التي ثبت بطلانها.


وتساوت إدعاءات جو بايدن مع ترهات ودعاية بنيامين نتنياهو الذي ما زال يردد المزاعم بشأن اعتداء مقاتلي المقاومة على المحتجزات المدنيات، وزعم أن بعضهن تعرضن للاغتصاب وسوء المعاملة على يد حركة المقاومة الإسلامية (حماس).


وتتويجا لمزاعمه، انتقد "صمت المنظمات الدولية ونساء الأمم المتحدة على هذه الجرائم لمجرد أنها وقعت ليهوديات"، حسب تعبيره. 


وعن مجريات الحرب، قال نتنياهو إنه وجّه بمواصلة القتال في جنوب القطاع، وإن الأرض اهتزت في خان يونس وجباليا، وإن نصف قادة حماس قتلوا في هذه الحرب، وفق قوله.

 

السردية الصهيونية

وتناول الإعلام العالمي هذه المزاعم تحت عنوان السردية الصهيونية مقابل السردية الفلسطينية منذ ما حدث في 7 أكتوبر، وأهمية ذلك أن الجيش الإسرائيلي ضخم أعداد القتلى ولفق تهم لحماس ثبت كذبها مثل حرق الأطفال وقطع رؤوسهم واغتصاب النساء، وانطلاقا من هذه السردية برر قتل آلاف الأطفال الفلسطينيين.


الرئيس الأمريكي جو بايدن، ردد رواية "قطع مقاتلي حماس رؤوس الأطفال"، قبل أن يتراجع البيت الأبيض عن هذه التصريحات، ويبررها بأنها كانت مبنية على "مزاعم" مسؤولين إسرائيليين وتقارير إعلامية محلية، دون أن يعتذر عنها.


لكن هذه الأكاذيب أصبحت قناعة لدى قطاع واسع من الرأي العام الغربي خاصة الداعمين لإسرائيل، ولم يكن الاعتذار أو التراجع عنها كافيا لمحوها من الأذهان.


ضحية كذبات الصهاينة

الإعلامية الأمريكية سارة سيدنر، زعمت على الهواء مباشرة، أن مقاتلي حماس قتلوا أطفالا إسرائيليين، في 7 أكتوبر، وانتشر مقطعها المصور كالنار في الهشيم على شبكات التواصل الاجتماعي، حتى بعد اعتذار سيدنر، عن هذه المعلومة الكاذبة، التي روجته تل أبيب، قبل أن تتراجع عنها وتضع الإعلامية في موقف مهني محرج.

وبررت سيدنر، هذه السقطة الإعلامية، بأن "مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال إنه تأكد من قيام حماس بقطع رؤوس الأطفال والرضع بينما كنا على الهواء مباشرة"، حيث تستدرك "وتقول الحكومة الإسرائيلية اليوم إنها لا تستطيع تأكيد قطع رؤوس الأطفال. كان يجب أن أكون أكثر حذرا في كلامي. أعتذر".


مقر قيادة حماس

وزعم الصهاينة وجود مقر القيادة الرئيسي لحركة حماس أسفل مجمع الشفاء غربي مدينة غزة، وتم ترويجها بشكل واسع، لتبرير مهاجمة المستشفيات وإخلائها من المرضى والجرحى بشكل غير إنساني، انكشف هذه المرة زيفها بمجرد اقتحام جيش الاحتلال المستشفى، وادعائه اكتشاف مقر لحماس وأنفاق أسفل المجمع الطبي، لكن الإعلام الغربي كان هذه المرة أكثر حذرا في تصديق الرواية الإسرائيلية، وشكك فيها خاصة وأن الأسلحة خفيفة يسهل نقلها من مكان لآخر، وأن الفيديوهات متناقضة من حيث عدد الأسلحة..

لكن الضربة الموجعة لهذه الدعاية، جاءت من رئيس الوزراء السابق للكيان الصهيوني إيهود باراك، الذي اعترف بأن "إسرائيل بنت الملاجئ وحفرت الأنفاق الموجودة تحت مجمع الشفاء، في لقاء صحفي مع قناة "سي إن إن" الأمريكية.

بفضل الدعاية المضللة، لم يحصل الجيش الإسرائيلي فقط على تعاطف الرأي العام والإعلام الغربي بل أيضا على دعم عسكري مباشر من الولايات المتحدة وبريطانيا، ناهيك عن الدعم المالي والدبلوماسي.

 

إصرار على العدوان

انكسار الدعاية الإسرائيلية المضللة مع استمرار انكشاف الأكاذيب والمجازر، من شأنه بحسب المراقبين أن يضعف المحور الداعم للكيان الصهيوني، ويتسبب في تصدعات في التحالف المؤيد لاستمرار الحرب والحصار المطبق على قطاع غزة.


الدكتور يحيى غنيم وعبر @YahyaGhoniem تساءل: هل يحق لبايدن الكذاب أن يتكلم  عن اغتصاب النساء؟
واستعرض عبر موقع (اكس) مجموعة من خزايا بادين التي يستوجب معها أن يراجع أكاذيبه ومنها كما ذكر "بايدن يؤمن بالمثلية الجنسية، بايدن أعلن أن أمريكا دولة مثلية، بايدن لايؤمن برب ولادين ولاعفاف ولاخلق، بايدن ولده (هانتر) متهم بالعنف الجنسى واللصوصية، بايدن يتهم الأطهار الأبرار بالخنا، لو حقا اغتصب رجال حماااس النساء فى الكيبوتسات لكان أسهل عليهم أن يغتصبوهن فى الأسر!".

وأضاف "بايدن،أيها الوقح: إسأل الأسيرات المفرج عنهم عن أخلاق القساميين يأتوك بالخبر!!!".


https://twitter.com/YahyaGhoniem/status/1732421066390171764

ويدفع موقف بايدن وخدمته الدعاية الصهيونية بشكل مباشر على إزكاء المظاهرات والاحتجاجات المتصاعدة والداعية لعدم التصويت له مجددا تضامنا مع قطاع غزة ورفضا للسردية الصهيونية في العديد من العواصم العالمية والغربية.