طالب الاحتلال الإسرائيلي سكان البلدات والقرى الواقعة في شرقي محافظة خانيونس بمغادرتها، عبر إلقاء طائراته آلاف المنشورات على المنطقة التي بات يصنّفها باعتبارها "منطقة قتال خطيرة"، كما استخدم الاحتلال قنابل الفسفور المحرمة دولياً في قصفه لبلدة عبسان الكبيرة. 


ومنذ نهار السبت الماضي، بدأت حركة نزوح كبيرة لآلاف السكان من المناطق الغربية والشرقية لمدينة خانيونس، والذين قرر بعضهم البقاء فيها رغم التهديدات السابقة التي وصلت إليهم، ويتجه غالبية النازحين إلى وسط المدينة، أو إلى مخيم خانيونس، وهي المناطق التي تشهد اكتظاظاً كبيراً وتضم عشرات آلاف النازحين من مدينة غزة ومناطق شمالي القطاع.


وحسب تقسيم محافظات قطاع غزة الخمس، فإن محافظة خانيونس هي الأكبر من حيث المساحة، إذ تبلغ 108 كيلومترات مربعة، وتنقسم إلى عدد من البلديات، أكبرها مدينة خانيونس، والتي تضم منازل قديمة وأسواقا، ومخيم خانيونس.


وتضم المحافظة العديد من البلدات والقرى الزراعية التي يعيش فيها فلاحون يعملون بالزراعة في أراض ورثوها عن أجدادهم، وتضم المنطقة الشرقية بلدة القرارة، وبلدة بني سهيلا التي تفصل حدود المنطقة الغربية لخانيونس عن الشرقية، وبلدة عبسان الكبيرة، ثم عبسان الصغيرة بمحاذاة السلك الفاصل مع مناطق سيطرة الاحتلال الإسرائيلي، وبلدة خزاعة، وقرية الفخاري، وجميعها مناطق زراعية، وغالبيتها تعرضت لأضرار بالغة بسبب تعرّضها للقصف.


وتبلغ مساحة مخيم خانيونس نحو 1.27 كيلومتر مربع، ويقدّر أنه يضم حالياً مئات آلاف الغزيين، علماً أنه كان قبل بدء العدوان يستوعب أكثر من 88 ألف لاجئ من مناطق فلسطين التاريخية المختلفة المسجلين ضمن أرقام وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".


ونزحت أعداد كبيرة من الأشخاص إلى المخيم رغم عدم وجود أي مكان فارغ داخله، أو في أي من مدارس وكالة "أونروا" التي تقع في داخل المخيم، ويقبع كثيرون بالقرب من مجمع ناصر الطبي، والذي لجأ إليه الآلاف من المناطق التي تعرضت لقصف الاحتلال.


يشار إلى أن تصريحات كبار مسؤولي دولة الاحتلال الصهيوني تؤكد على إخلاء غزة من سكانها وتهجيرهم قسريا عبر القصف العنيف المتواصل على القرى والبلدات في قطاع غزة.