قالت الفلسطينية المحررة، حنان البرغوثي (59 عامًا)، إنه "لولا المقاومة ما رأينا الحرية"، مشيدة بالفصائل الفلسطينية، وذلك بعد الإفراج عنها من السجون الإسرائيلية، أمس الجمعة، في إطار اتفاق تبادل أسرى وهدنة إنسانية مؤقتة.

حنان اعتقلها الجيش الإسرائيلي في 4 سبتمبر الماضي، وأصدرت محكمة إسرائيلية بحقها أمر اعتقال إداريّ لمدة أربعة أشهر علمًا أنها تبلغ من العمر 59 عامًا.

وأكدت البرغوثي بعد الإفراج عنها، أنه "لولا المقاومة ما رأينا الحرية".

وأضافت: "حريتنا بوجودهم، وعزتنا بوجودهم ورفع رؤوسنا بوجود المقاومة، ولولا المقاومة ما أطلق سراح أسير"، وفقًا لـ"الأناضول".

ورددت البرغوثي وحولها جمع من الفلسطينيين المحتفلين بخروج الأسرى، شعارات تدعم فصائل المقاومة.

وقالت: "هيه هيه هيه.. كتائب قسامية (في إشارة إلى الذراع العسكري لحركة حماس)".

وعن وضع الأسيرات في السجون الإسرائيلية قالت البرغوثي: "إنهن ينتظرن الفرج، يعانين العذاب، ومتضايقات جدًا".

وزادت أنه رغم الممارسات الإسرائيلية "المذلة والموجعة للأسيرات في السجون، نظل رافعين رؤوسنا وصامدين ومتحملين رغم أنفهم (إسرائيل)".

وأعربت عن أملها "في تحرير فصائل المقاومة جميع الأسرى والأسيرات من السجون الإسرائيلية".

جدير بالذكر أن حنان من بلدة كوبر بمحافظة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، وهي شقيقة الأسير نائل البرغوثي الذي أمضى ما مجموعه 43 عامًا في السجون الإسرائيلية.

 

جوع وعطش وإهانة

وقالت ولاء طنجي، إحدى الأسيرات المفرج عنهن ضمن صفقة التبادل بين حركة "حماس" وإسرائيل، الجمعة، إن الأسيرات الفلسطينيات "عانين الجوع والعطش والضرب والإهانة في سجون إسرائيل خاصة بعد 7 أكتوبر الماضي".

وأضافت طنجي: "منذ بداية الحرب، تنتهج إدارة السجون سياسة التنكيل بالأسرى، الأوضاع صعبة للغاية، عشنا أيامًا من الجوع والعطش، وتم ضربنا ورشنا بالغاز، وتوجيه الإهانات إلينا".

وتابعت: "نقول إن الفرحة كبيرة بتحرير كافة الأسيرات على يد المقاومة الفلسطينية".

وظهرت طنجي وهي من مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين، متوشحة براية حركة "الجهاد الإسلامي"، حاملة بين ذراعيها طفلاً.

وأشارت إلى أن "إدارة السجون انتهجت تفتيش الأسيرات تفتيشًا عاريًا، وغالبية الأسيرات هُددن بالاغتصاب".

واعتقلت قوات الأمن الإسرائيلية طنجي في أغسطس 2022، ضمن ما سمتها قناة "كان" العبرية "خلية نسائية تابعة لحركة الجهاد الإسلامي في نابلس، خططت لرد انتقامي بعد اغتيال الناشط الفلسطيني إبراهيم النابلسي".

 

زيادة المضايقات الصهيونية

وقالت روان أبو زيادة إحدى الأسيرات المفرج عنهن، الجمعة، ضمن صفقة التبادل بين حركة "حماس" وإسرائيل، إن المضايقات الإسرائيلية زادت تجاه الأسرى منذ 7 أكتوبر الماضي.

وأضافت أبو زيادة: "منذ بداية الحرب (7 أكتوبر الماضي)، سلب الاحتلال الإسرائيلي كل الإنجازات التي حققتها الحركة الأسيرة داخل السجون الإسرائيلية، حيث كان وضعنا صعبًا".

وعن رسالة الأسرى، قالت أبو زيادة: "رسالتنا هي تبييض السجون والتخلص منها".

وأردفت: "تركنا خلفنا أسيرات لم يحررن، حيث سيتم الإفراج عن 10 منهن، فيما تظل الأسيرات الأخريات في قبضة السجّان"، وفق قولها.

وأشارت إلى أن عدد الأسيرات في السجون الإسرائيلية قبل الإفراج عن دفعة اليوم (24 أسيرة و15 قاصرًا) ضمن صفقة التبادل بين إسرائيل وحركة "حماس" كان "86 أسيرة (اعتقلن قبل 7 أكتوبر وبعده)".

وظهرت أبو زيادة وسط حشد من المواطنين الذين التفوا حولها، في أجواء فرح عارمة واحتفالات شعبية واسعة، وحالة ترقب لإطلاق سراح المزيد من الأسرى.

وأبو زيادة من بلدة بيتلو بمحافظة رام الله وسط الضفة الغربية، اعتقلت بعد إطلاق النار عليها بشكلٍ مباشر في 15 يوليو 2015 دون إصابتها، على مدخل بلدة بيتلو، ثم اعتقالها.

وصدر بحق أبو زيادة حكم بالسجن 9 سنوات، إضافة إلى فرض غرامة مالية بحقها بقيمة 4000 شيكل (1070 دولارًا).

ومن المنتظر أن تُفرج حركة حماس عن 14 أسيرًا ممن تحتجزهم منذ السابع من الشهر الماضي، كما أنه من المقرر أن يتم الإفراج عن 42 فلسطينيًا من السجون الإسرائيلية، في ثاني أيام الهدنة بين الطرفين في قطاع غزة.

وفي وقت سابق الجمعة، أفرجت حركة "حماس" عن 13 إسرائيليًا بعضهم يحملون جنسية مزدوجة، مقابل إفراج تل أبيب عن 39 فلسطينيًا من النساء والأطفال، في إطار أول دفعة تبادل أسرى ضمن اتفاق الهدنة الإنسانية المؤقتة التي بدأت صباح اليوم.

كما أفرجت "حماس" عن 10 تايلنديين وفلبيني واحد قالت وزارة الخارجية القطرية إنهم خارج إطار اتفاق الهدنة الإنسانية المؤقتة.

وصباح الجمعة، دخلت حيز التنفيذ أول هدنة إنسانية مؤقتة لمدة 4 أيام بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، منذ اندلاع الحرب المدمرة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي.

ويتضمن اتفاق الهدنة الإنسانية المؤقتة إطلاق 50 أسيرًا إسرائيليًا من غزة مقابل الإفراج عن 150 فلسطينيًا من السجون الإسرائيلية، وإدخال مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية والوقود إلى كل مناطق القطاع.

وخلفت الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة 14 ألفًا و854 شهيدًا فلسطينيًا، بينهم 6 آلاف و150 طفلاً، وما يزيد على 4 آلاف امرأة، فيما تجاوز عدد المصابين 36 ألفًا، بينهم أكثر من 75% أطفال ونساء، وفقًا للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.