تتبادل إسرائيل و"حماس" عبر الوسطاء، مساء اليوم الأربعاء، أسماء الأسرى من الجانبين الذين ستشملهم المرحلة الأولى من عملية التبادل التي ستتم على مدى 4 أيام.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية، "من المنتظر أن تسلم حماس، مساء اليوم الأربعاء، القائمة الأولى بأسماء الذين ستفرج عنهم غدًا الخميس، وتحتوي على أسماء نحو 10 مختطفين".

وأضافت "في المقابل ستنقل إسرائيل عبر الوسطاء إلى حماس هذا المساء، لائحة بأسماء النساء والقاصرين الفلسطينيين، الذين ستطلق سراحهم في الدفعة الأولى من صفقة التبادل".

وبحسب مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، فإن العملية ستشمل 50 أسيرًا إسرائيليًا في غزة، مقابل إطلاق 150 أسيرًا فلسطينيًا من السجون الإسرائيلية.

 

تفاصيل الأسرى

وستقتصر هذه المرحلة على الأسرى من الأطفال والنساء.

وقالت هيئة البث الإسرائيلي، "بحسب الاتفاق سيتم إطلاق سراح 30 طفلًا و8 أمهات و12 امرأة مسنة من المختطفين الإسرائيليين، ومع إطلاق سراح كل عشرة مختطفين إضافيين سيتم تمديد وقف إطلاق النار يومًا إضافيًا".

وأشارت الهيئة، إلى أنه سيتم تسليم الأسرى الإسرائيليين "إلى الصليب الأحمر ومن ثم تسليمهم إلى إسرائيل".

ولفتت إلى أنه "يتوقع الشروع في تنفيذ وقف إطلاق النار والشروع في تبادل الأسرى، صباح الخميس".

 

300 شاحنة مواد إنسانية

وأكدت القناة "12" الإسرائيلية إنه من المتوقع أن يبدأ إطلاق سراح الأسرى الخميس أو الجمعة المقبلين.

ويشمل الاتفاق، وفق القناة، إطلاق سراح 50 أسيرًا إسرائيليًا من قطاع غزة، مقابل الإفراج عن 150 أسيرًا فلسطينيًا من السجون الإسرائيلية، بالإضافة إلى وقف إطلاق نار في غزة لمدة 4 أيام، على أن تدخل إلى القطاع يوميًا 300 شاحنة مواد إنسانية، بينها وقود.

وأكدت أنه في مقابل كل أسير إسرائيلي يتم إطلاق سراحه من غزة، ستطلق إسرائيل سراح 3 أسرى فلسطينيين من سجونها. مضيفة أن " إسرائيل ستتسلم كل يوم قائمة بأسماء المختطفين الذين سيتم إطلاق سراحهم في اليوم التالي".

وأردفت: "خلال أيام وقف إطلاق النار، ستحاول حماس تحديد مكان الأمهات والأطفال الذين لا تعرف مكان وجودهم".

وأشارت القناة الإخبارية الإسرائيلية إلى أنه "في الجولة الأولى سيتم إطلاق سراح 10 مختطفين، وبعد استقبال المختطفين الأوائل سيتم إطلاق جولة أولى من الأسرى الفلسطينيين".

ونقلت القناة الإسرائيلية عن مسؤول أمني إسرائيلي، لم تسمه، إن "هذه أفضل صفقة يمكنك الحصول عليها في هذا الوقت".

وتُبقي الصفقة، التي تتم بوساطة قطرية، الباب مفتوحًا أمام المزيد من أيام وقف إطلاق النار، بالتزامن مع إطلاق المزيد من الأسرى الأطفال والنساء من الجانبين.

وفي 7 أكتوبر الماضي، أسرت "حماس" من مستوطنات محيط غزة نحو 239 إسرائيليًا، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 7 آلاف أسير فلسطيني في سجون إسرائيل.

 

80 أسيرًا "إسرائيليًا"

وقالت القناة "13" الإسرائيلية إن "التقديرات في إسرائيل تشير إلى أنه بالإضافة إلى المختطفين الخمسين، تستطيع حماس إطلاق سراح 30 إسرائيليًا آخرين ليصل العدد الإجمالي إلى 80 مختطفًا من فئة الأطفال وأمهاتهم ونساء أخريات".

و"سيواصل الجيش الإسرائيلي سيطرته على الجزء الشمالي من قطاع غزة، ويستمر هو و(جهاز الأمن العام) الشاباك في جمع المعلومات الاستخبارية، ولن يدخل وقود إلى القطاع إلا خلال أيام وقف إطلاق النار"، وفقًا للقناة.

وبالنسبة لجنسيات الأسرى المرتقب أن تطلق "حماس" سراحهم، قال مصدر سياسي إسرائيلي لهيئة البث الحكومية أن الأسرى الخمسين يحملون الجنسية الاسرائيلية.

وأوضح المصدر، الذي لم تسمه الهيئة، أنه "في حال إطلاق حماس سراح رعايا أجانب، فسيكون ذلك خارج الصفقة".

المصدر شدد على أنه بإمكان الأسرى الفلسطينيين الذين سيُفرج عنهم التوجه إلى منازلهم"، مضيفا أنه "أثناء وقف إطلاق النار، ستتوقف الطلعات الجوية العسكرية في أجواء غزة لست ساعات يوميا".

 

آليات التنفيذ

وحسب هيئة البث الإسرائيلية، فإن طواقم وزارة العدل الإسرائيلية شرعت بالفعل في إعداد قوائم بأسماء الأسرى الفلسطينيين الذين ستشملهم الصفقة، وهم من الأطفال والنساء.

ومسبقا، ستنشر الوزارة أسماء الأسرى لإفساح المجال أمام أي معترضين لتقديم التماسات أمام المحكمة العليا، وفي حال رفضها ستنشر مصلحة السجون الأسماء.

وقالت الهيئة إنه "عادة ما يتم الكشف عن أسماء السجناء قبل 48 ساعة من تنفيذ الصفقة، وهذه المرة من المحتمل أن يحدث ذلك قبل 24 ساعة".

وتابعت أنه "من غير المتوقع أن تُعقد جلسة استماع (في المحكمة العليا) بشأن أي التماسات، إن وجدت، قبل يوم الخميس، وعادة ما يتم اتخاذ القرار خلال ساعات".

الهيئة لفتت إلى أنه "في الماضي، وعلى الرغم من التماسات قُدمت، إلا أن المحكمة العليا لم تعترض، فالقرار في مثل هذه الأمور يتم اتخاذه من جانب المستويات السياسية، ولا تتدخل المحكمة".

وأفادت بأن "وزارة العدل ستراجع أسماء الأسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم؛ فمن الضروري الخضوع لعملية تخفيف الأحكام أو العفو".

وأوضحت أنه "إذا كان الأمر يتعلق بشخص حوكم أمام محاكم مدنية، فالرئيس الإسرائيلي (إسحق هرتسوغ) هو مَن سيوقع بشأن إطلاق سراحه، أما إذا كان قد حوكم أمام محاكم عسكرية، فسيوقع القائد العسكري تخفيف العقوبة أو العفو".

ومساء الثلاثاء، بحث المجلس الوزاري الحربي الإسرائيلي تفاصيل الصفقة المرتقبة، ثم بحثها المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت)، وبعدها بدأ اجتماع الحكومة الموسعة للتصويت على الاتفاق.

وأعلن كل من حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف، برئاسة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، وحزب "الصهيونية الدينية" اليميني المتطرف برئاسة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، أنهما سيصوتان ضد الاتفاق.

 

ماذا قال نتنياهو؟

وفي مستهل جلسة الحكومة، قال نتنياهو إن "هذا اللقاء يهدف إلى مناقشة عودة المختطفين، لكني أود أن أبدأ بشيء يجب أن يكون واضحًا، وهو أن هناك كلام فارغ، وكأننا بعد هدنة عودة المختطفين سنتوقف عن الحرب".

وتابع: "نحن في حالة حرب، وسنواصل الحرب. سنواصل الحرب حتى نحقق كل أهدافنا. القضاء على حماس وإعادة جميع المختطفين، وضمان عدم وجود أي عنصر في غزة يهدد إسرائيل".

وأضاف: "تحدثت في الأيام القليلة الماضية مع صديقنا الرئيس الأمريكي جو بايدن، وطلبت تدخله لتحسين الخطة (الاتفاق) التي ستعرض عليكم، وقد تم تحسينها بالفعل لتشمل المزيد من الرهائن بثمن أقل".

نتنياهو أردف: "أمامنا هذه الليلة قرار صعب، لكنه القرار الصحيح. وجميع المسؤولين الأمنيين يؤيدونه تمامًا".

وقال إنه توجد مراحل في الحرب، وأيضًا مراحل في عودة المختطفين، ولن نهدأ حتى نحقق النصر الكامل ونعيدهم جميعًا".

ومنذ 46 يومًا يشن الجيش الإسرائيلي حربًا مدمرة على غزة، خلّفت أكثر من 14 ألفًا و128 شهيدًا فلسطينيًا، بينهم أكثر من 5 آلاف و840 طفلًا و3 آلاف و920 امرأة، فضلًا عن أكثر من 33 ألف مصاب، 75% منهم أطفال ونساء، وفقًا للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.

فيما قتلت حركة "حماس" 1200 إسرائيلي وأصابت 5431، بحسب مصادر رسمية إسرائيلية.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، خلال جلسة الحكومة الموسعة: "علينا اتخاذ قرارات مهمة في الساعات والأيام المقبلة".

أما الوزير في المجلس الوزاري الحربي بيني غانتس فاعتبر أن "هذا المخطط (الاتفاق) صعب ومؤلم إنسانيًا، ولكنها صحيح لأنه يحقق أقصى ما يمكن تحقيقه، وأعتقد أنه سيشكل الأساس للتكملة".