الشيخ الدكتور: عبدالحكيم عبدالرحمن السعدي

 

سألني بعضهم:

هل يمكن للملائكة أن تنزل لتقاتل اليهود الآن مع الفلسطينيين أم أن ذلك خاص بزمن النبي محمد صلى الله عليه وسلم؟

ولجواب:

الملائكة خلق من خلق الله لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.

وقد أثبتت النصوص أنهم قاتلوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في معاركه مع الكفار.

 وكل هذه النصوص في إمكان نزول الملائكة لتقاتل مع المسلمين جاءت عامة في الأزمنة والأمكنة.

والأصل أن العام يبقى على عمومه حتى يأتي ما يخصصه. ولم تأتنا أدلة تخصص عموم هذه النصوص فتبقى إذا على عمومها في الأزمنة والأمكنة وبالتالي فإنه ليس هناك ما يمنع شرعا أن تنزل الملائكة لتقاتل مع أهل غزة خصوصا وأن مقتضيات النزول متوفرة وهي الإخلاص والثبات والاتكال على الله تعالى.

فما دام المسلم يقاتل الكفر في سبيله دفاعا عن الدين أو النفس أو العرض أو المال أو البلد أو لدفع الظلم فإن هذه من مقتضيات النصرة ومن أهم أسباب النصرة أن تقاتل الملائكة في صفوف المسلمين من حيث لا يراهم أحد.

وقد أثبتت الروايات الصحيحة أن المسلمين شاهدوا في معاركهم مع الكفار من الكرامات ما شاهدوا من سقوط رأس الكافر قبل أن يصل إليه سيف المسلم وغير ذلك من الكرامات وما ذاك إلا لأن الملائكة كانت تسبق المسلم إلى رأس الكافر فتقطعه فيسقط قبل أن يصل إليه سيف المسلم.

وكم من روايات صحيحة يتحدث فيها الكفار على أنهم رأوا من يجاهد مع المسلمين من غير البشر وما ذاك إلا ملائكة الرحمن يريها الله للكافر جزءا من أسباب النصر وأداته.

والله ناصر المؤمنين. فاهنأوا يا أهل غزة فالله معكم. وهو ناصركم إن شاء الله.