كشفت القناة الإسرائيلية 12، اليوم الثلاثاء، بعض التسريبات حول تفاصيل صفقة الأسرى المرتقبة بين حماس وإسرائيل، والتي من المتوقع أن يعلن عنها خلال الساعات القادمة.

 

تسريبات صفقة الأسرى

وقالت القناة إن الصفقة تتضمن الإفراج عن 53 أسيرًا من الأسرى الإسرائيليين بغزة بينهم 40 طفلًا و13 امرأة، مقابل 4 أيام هدنة يتخللها وقف إطلاق النار ووقف العمليات الجوية لمدة 6 ساعات يوميًا خلال الهدنة، والإفراج عن 150 أسيرًا فلسطينيًا من الأطفال والنساء بالإضافة إلى زيادة المساعدات وإدخال الوقود إلى قطاع غزة.

وأشارت إلى أنه من المتوقع أن تزيد أيام الهدنة إلى أن تصل إلى عدد أكثر من 6 أيام في حال الإفراج عن عدد أكبر من الأسرى الذي من المحتمل أن يصل إلى 70 من الأطفال والنساء.

وكشفت أن الاحتلال سيقوم مقابل ذلك أيضًا بالإفراج عن مزيد من الأسرى الفلسطينيين من سجونه قد يصل بالمجمل إلى 240 أسيرًا وأسيرة.

 

ستجلب لنا كارثة

ووجه وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، انتقادًا حادًا لصفقة تبادل الأسرى المزمع عقدها مع حركة "حماس" الفلسطينية، قائلًا إنها "ستجلب لنا كارثة".

وقال بن غفير، زعيم حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف، في حديث للوزير للقناة "14" الإسرائيلية الخاصة: "أنا منزعج جدًا لأنهم يتحدثون عن صفقة قد تجلب لنا كارثة".

وأضاف: "أنا منزعج لأننا انقسمنا مرة أخرى، ولم يتم إخبارنا بالحقيقة مرة أخرى. ومرة أخرى، يتم دفعنا إلى الجانب (بعيدًا)".

وتابع: "الشائعات تقول إن دولة إسرائيل سترتكب مرة أخرى خطأ كبيرًا جدًا في أسلوب صفقة شاليط"، في إشارة إلى صفقة التبادل مع "حماس" التي تمت عام 2011، وشملت أكثر من 1200 أسير فلسطيني مقابل الجندي جلعاد شاليط.

وأردف بن غفير: "تتذكرون أننا أطلقنا سراح جلعاد شاليط، وأطلقنا سراح يحيى السنوار، زعيم حركة حماس، وأصدقائه، وجلبنا هذه المشكلة على أنفسنا".

وقال بن غفير: "تحدثوا عن صفقة تشمل 80، (ثم) انخفضت إلى 70، وانخفضت إلى 50 الآن. قالوا إنهم لن يدخلوا الطعام، وبعد ذلك قالوا إنهم لا يدخلون الوقود، والآن يفعلون ذلك"، في إشارة إلى تغيّر موقف الحكومة الإسرائيلية. وأضاف: "أنا أسأل كيف يمكننا أن نفعل ذلك؟".

وتابع بن غفير: "إنه غباء! إنه هلوسة! لسوء الحظ، (الوزير في مجلس الحرب بيني) غانتس و(الوزير بلا حقيبة غادي) أيزنكوت يجران الحكومة إلى منطقة سيئة".

ويذكر أن بن غفير ليس عضوًا في المجلس الوزاري الحربي الإسرائيلي.

 

رد حماس

ومن جهته، أعلن إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، فجر الثلاثاء، تسليم رد الحركة حول اتفاق الهدنة للإخوة في قطر والوسطاء، مؤكدًا الاقتراف من التوصل لاتفاق حولها.

وقال هنية في تصريح مقتضب: سلمت الحركة ردها للإخوة في قطر والوسطاء ونحن نقترب من التوصل لاتفاق الهدنة.

وقال القيادي بحركة حماس عزت الرشق: هناك تقدم حقيقي في المفاوضات ونحن نقترب من التوصل إلى اتفاق هدنة.

وشدد على أن أي اتفاق قد نتوصل إليه سيكون بالضرورة وفق شروط المقاومة، وقال: لسنا معنيين بالتسريبات والأشقاء في قطر ومصر سيعلنون عن تفاصيل الاتفاق.

بدوره، قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية: لا زلنا ننتظر رد الاحتلال بخصوص اتفاق الهدنة الإنسانية، بعد أن سلمنا ردنا للإخوة المصريين والقطريين؛ والذين يبذلون جهودًا مُقَدَّرة للوصول إلى الاتفاق.

 

الصفقة قد تتم اليوم

ورجح مصدر إسرائيلي أن تعلن قطر، اليوم الثلاثاء، عن تفاصيل صفقة وقف إطلاق النار في قطاع غزة يجري بموجبها تبادل أسرى فلسطينيين وإسرائيليين.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية: "قال مصدر مطلع على تفاصيل صفقة الاختطاف بين إسرائيل وحماس، إن الصفقة على وشك الانتهاء وإنه من المتوقع أن تنشر الدوحة تفاصيل الصفقة اليوم الثلاثاء".

ولم تدل هيئة البث الإسرائيلية بمزيد من التفاصيل عن الصفقة.

لكن القناة 12 العبرية نقلت الثلاثاء، عن مسؤول إسرائيلي كبير، لم تسمه: "نحن نقترب جدا من التوصل إلى اتفاق".

وقال المسؤول: "رغم أنه لا يزال هناك عمل فني يتعين القيام به، إلا أنه يتم الاقتراب جدًا من التوصل إلى اتفاق لإعادة عشرات الرهائن المحتجزين في غزة". وتابع: "المختطفون الذين سيتم إطلاق سراحهم هم الأطفال وأمهاتهم ونساء أخريات".

وكشف موقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي إن زعيم حركة "حماس" في غزة يحيى السنوار "يطالب بوقف نشاط الطائرات في قطاع غزة طيلة فترة وقف إطلاق النار".

وقال: "علم أن أحد الشروط التي تضعها حماس لصفقة الرهائن هو مطلب يحيى السنوار القاطع بالمنع التام لنشاط الطائرات في الجو خلال الهدنة التي تقدر مدتها بين أربعة وخمسة أيام".

 

الإعلان عن الصفقة

ومن جهتها، أعلنت قطر، مساء الثلاثاء، أنها "حين تنتهي من الاتفاق" بين حماس وإسرائيل بشأن الأسرى في قطاع غزة، "ستعلن التطورات رسميًا".

جاء ذلك بحسب تصريحات ماجد الأنصاري، متحدث الخارجية القطرية، في إحاطة إعلامية، وفق ما نقلته الوزارة عبر حسابها الموثق بمنصة "إكس".

وقال الأنصاري تعليقًا على الاتفاق الذي تدير بلاده وساطة بشأنه بين حماس وإسرائيل: "لا يمكننا حاليًا التصريح حول أي تطورات لحين الانتهاء من هذا الاتفاق والوصول إلى إعلانه بشكل رسمي".

وأضاف: "في المرة السابقة عندما وصلنا لاتفاق إجلاء الأجانب عبر معبر رفح أعلنا ذلك وفي تقديري الأمر سيكون في هذا السياق".

وبشأن مستقبل الأزمة الحالية بالقطاع، تابع قائلًا: "ما يجب أن نركز عليه اليوم هو أن يدفع المجتمع الدولي ليس في التفكير بكيف تتم إدارة غزة لاحقًا، بل كيف نوقف هذا العدوان اليوم ونوقف نزيف الدم المستمر في قطاع غزة".

والأحد، قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، إن إتمام صفقة التبادل بين إسرائيل وحماس "بات قريبًا"، في مؤتمر صحفي نقلته وكالة الأنباء الرسمية للبلاد.

وأضاف أن "هناك تحديات بسيطة ضمن المفاوضات، وهي لوجستية وعملية وليست جوهرية، ويمكن تذليلها"، دون مزيد من التفاصيل.

ومنذ 46 يومًا يشن الجيش الإسرائيلي حربًا مدمرة على قطاع غزة، خلّفت أكثر من 14 ألفًا و128 شهيدًا، منذ 7 أكتوبر الماضي.

وقال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، في بيان: "بلغ عدد الشهداء أكثر من 14.128، بينهم أكثر من 5840 طفلاً، و3920 امرأة".