قال حسام شاكر الخبير في الشون الدولية من جنيف إنه عندما نتحدث عن صعود أقطاب وسقوط أخرى فإن قطبا عالميا سقط أخلاقيا، وهو يستخدم الشعارات والمبادئ والإعلانات الدولية ليسجل السقوط الاخلاقي ويعترف بهذا السقوط.


وعبر قناة (وطن) أشار إلى أنه مع استعراض القرارات في مجلس الأمن منذ اندلاع المذابح تجد مشروعات قرارات وقوانين مصرين على وضع قرارات يرفضها الطرف الآخر وهم يعلمون ليكون مصير القرار الرفض في النهاية.


وأفصح "شاكر" أن الغرب اشترك في الوجهة والتعبيرات التي تنطلق وتكالب بتجنيب إلحاق أضرار بمدنيين سواء من البيت الأبيض أو الدول الغربية وفي الوقت نفسه، تشاهد الإدارة الأمريكية تتحدث عن ثقة بأن مستشفى الشفاء قاعدة لحركة حماس تدير منها شؤون غزة العسكرية المقاومة.


وأشار إلى أن حديث البيت الأبيض يمثل السردية الدعائية للاحتلال عن المستشفى، مستدلا بموقف المتحدثة باسم البنتاجون عندما بدت في حالة تلكؤ وتعثر وارتباك عند سؤالها عن طبيعة المصادر التي تستند إليها وهم يعلنون ادعاءاتهم بشأن مستشفى الشفاء!


وخلص إلى أنه توجد حملة إبادة وتطهير عرقي صهيوني بإنزال دعائي وعسكري ومالي من واشنطن مثل ضوء أخضر لممارسات للصهاينة، وأنه ما كان رئيس الحكومة الصهيونية ليقدم على هذه المذبحة إلا بإذن من الولايات المتحدة.


وأوضح أننا اليوم نتحدث عن جبهة حربية غربية حريصة على استكمال سحق قطع غزة وتطهير عرقي بأعمال إبادة بحق غزة وتوفر له بالوقت نفسه الذرائع، وتقدم له المراوغة في تغطية الموقف غير الاخلاقي.

 

تجارب سابقة

ولفت إلى أنه من داخل هذه الدول المتحيزة بمواقفها للصهاينة، يوجد قلق وانزعاج داخلي وخوف من تكرار أخطاء وجرائم حدثت في العراق وفي الصومال وفي افغانستان ولم تعيها واشنطن.

وقال: اتصور ما يجري في قطاع غزة ينبه كل الشعوب التي لديها ذاكرة من الغزاة والاستعمار وتنبه الجميع إلى أن العالم لم يتطور أخلاقيا والسياسية الدولية بل وأمن مشروعات الابادة التي ما زالت ممكنة وما زال مرحب بها ومرحب أيضا بالتطهير العرقي رغم أننا في القرن العشرين.


واضاف أن هذه الذرائع تقدم لتتستر بها الدول الغربية وتمنح الغطاء الانساني والتعبئة الإعلامية مستخدمة القيم الانسانية لدعم الابادة والسحق، مشددا أن الغرب هم أكثر من يتحدث اليوم عن الانسانية وعن إدخال المساعدات الانسانية وهذا إنما يشير إلى التغطية البشعة التي تستخدكم لإزهاق الانسانية وسحق الاطفال في غزة والقضاء على الرضع والخدج بهذا الشكل البشع.


وأشار في ذلك إلى قتل الأطفال الخدج ومرضى العناية في مستشفى الشفاء بغزة الذي تابعه العالم في بث حي مباشر وعبر الكاميرات على عكس الحروب السابقة في فيتنام وأفغانسان وغيرها.


أزمة اخلاقية

واعتبر حسام شاكر أن ما نراه من أشلاء المسحوقين تحت الاتقاض يشير إلى أزمة اخلاقية بسقوط مواثيق وسقوط قيم متعارف عليها واتفاقيات، فما يجري في غزة يعني أن الانسانية تذبح وشرائعها تذبح ومواثيقها تذبح وإن السقوط الأخلاقي يعني أنه طالما سمح بهذا في غزة فإنه سيسمح بذلك مجددا في مكان آخر.

وشدد أن أدوات ذلك التكرار أن أي حملة إبادة أخرى تتضمن أوارم (اقتل) و(اذبح) ثم (قدم مسوغات لهذا وتبنى دعاية الكذب وهدد بالسلاح النووي).

واستدل على ذلك أنه بوسط السقوط الاخلاقي يزف الغرب أن الكيان ديمقراطي والحرية على أعلى مستوى، لتصبغ على هذا الاحتلال قناعا ليس له.

وختم قائلا: هذه مرحلة جديدة وهذا ليس فقط في تاريخ فلسطين بل وبوعي الأمة بل وعلى مستوى الشعوب والدول الداعمة لحرب الابادة ولا يسمح لكل هذه الفظائع بقفازات القيم وسنكون بعد أن ينجلي الغبار سيظهر أعواد مشانق معنوية لدول ضالعة ولسيسات ومبادئ تستخدم للقتل.