قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن ادعاءات الاحتلال الصهيوني بوجود أسلحة في مستشفى الشفاء ما هي إلا "رواية هزلية لجأ إليها الاحتلال وأعدّها للتغطية على سقوط روايته المزعومة".

وفي بداية المؤتمر الصحفي المنعقد في بيروت مواكبةً لتطورات العدوان الصهيوني الإرهابي المتواصل ضد قطاع غزة لليوم 41 على التوالي، تحدثت الحركة عن عدوان الاحتلال على مجمع الشفاء الطبي يوم الأربعاء. 

وصرح المتحدث باسم الحركة "أسامة حمدان" أن الاحتلال ارتكب "جريمة حرب وحشية باقتحامه واعتدائه بالدبابات على مجمع الشفاء الطبي، في انتهاك صريح لحرمة مؤسسة صحية محمية بحكم اتفاقية جنيف الرابعة".

قام جنود الاحتلال وضباطه بإرهاب المرضى واحتجازهم في الأقسام بطريقة همجية في ظل انقطاع تام للكهرباء والماء، وعبثوا بكافة الأقسام والصيدلية ودمّروا مستودع الأدوية، وعطّلوا جهاز الرنين المغناطيسي في المشفى.

وأضافت أنه "بعد عشرون ساعة من الاعتداء على كافة مرافق المستشفى والتفتيش والعبث بمحتوياته وأقسامه، خرج المتحدث باسم جيش الاحتلال كعادته برواية هزيلة سخيفة، ليقول وجدنا عدة قطع بنادق كلاشينكوف، وجهاز لابتوب، وبزّة عسكرية، وحذاء. وعرضهم على رفوف وكأنها في سوبرماركت، أو غرفة فندقية".

وتساءلت الحركة بتهكم: "فهل عِدّة بنادق، مع بِزة عسكرية، وحذاء، جاء بهم الاحتلال إلى غرفة الرنين المغناطيسي التي يعمل فيها أطباء ومتخصّصو الأشعة على مدار الساعة، تشكّل غرفة عمليات وقيادة وسيطرة وتحكّم لكتائب القسام التي تدكّ الاحتلال في كل دقيقة وساعة في طول وعرض قطاع غزة؟!".

وزعم الاحتلال أن الأسرى موجودون في مكان ما أسفل المستشفى، علاوة على تواجد مقر قيادة حماس العسكرية هناك. 

ولكن بعد تنفيذ عملية الاقتحام، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن لا مؤشرات على وجود محتجزين في المستشفى.

وجددت "حماس" مطالبتها للأمم المتحدة والمنظمات الدولية بتشكيل لجنة دولية للاطلاع على واقع المستشفيات، وللوقوف على كذب الاحتلال، "لأننا نُدرك بأن هذا الاحتلال سيلجأ إلى التضليل والكذب واختلاق الروايات".

بعد هذه الفضيحة المدوّية للاحتلال ولروايته الكاذبة؛ حملت "حماس" قادة الاحتلال والرئيس الأمريكي "جو بايدن" المسؤولية المباشرة عن هذه الجريمة، وعن كافة الجرائم بحق أطفالنا ونسائنا والمدنيين العزّل الذين يُقتلون بسلاح أمريكي، وغطاء من "بايدن" وإدارته، الشركاء في هذه الجريمة.

وأدانت الحركة تخاذل المؤسسات والمنظمات العالمية الحقوقية غير المفهوم قائلة: "نذكّر العالم والأمم المتحدة والصليب الأحمر وكافة المؤسسات الدولية، الذين يَعْلَمون ويصمتون عن تحميل الاحتلال مسؤولية جرائم التطهير العرقي والإبادة الجماعية في غزة، بأن الاحتلال أخرج 25 مشفى من أصل 35 عن الخدمة، ولا زال يقطع الكهرباء والوقود ويمنع وصول الأدوية عن كافة المستشفيات والمراكز الطبية المتبقية، ويعرّض كافة المرضى لخطر الموت كما فعل في مستشفى الرنتيسي عندما أخرج الطاقم الطبي بقوة السلاح وترك بعض الأطفال الخدّج ليموتوا بدم بارد".

يشار إلى أن مجمع الشفاء الطبي عبارة عن مجمع كبير من المباني والأفنية يقع على بعد بضع مئات من الأمتار من ميناء صيد صغير في مدينة غزة، وينحصر بين مخيم الشاطئ للاجئين وحي الرمال.

وبحسب تقارير، فإن السبب وراء التركيز الإسرائيلي على هذا المستشفى يكمن في اتهامها حماس بتحويل الطابق الأرضي فيه أو ما تحته إلى مركز للقيادة العسكرية ومخزناً للأسلحة، غير أن الحقيقة التي لا يتحدثون عنها في إسرائيل هي أولاً؛ أن إسرائيل نفسها هي التي استغلت مجمع الشفاء أولا عندما احتلت القطاع سنة 1967 واستخدمت مرافقه مقرًا لعمل الحاكم العسكري.

وفي سنة 1980، بنت الطابق الأرضي ليكون مثل خندق وملجأ للقيادة، وظلت تستخدمه حتى آخر يوم لاحتلالها سنة 1994، وفقًا لصحيفة "الشرق الأوسط".

وفي ختام المؤتمر، استنكرت الحركة تكاسل الدول العربية عن تطبيق قرار القمة العربية والإسلامية الطارئة الداعي لكسر الحصار وإدخال المواد الإغاثية، والوقود، والأدوية فوراً، وشددت على كلمة فوراً؛ حيث إن هذا القرار مضى عليه 6 أيام إلى الآن".

وتشنّ إسرائيل عدوانًا على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، عندما نفّذت فصائل المقاومة عملية "طوفان الأقصى" التي كبّدت الاحتلال أكثر من ألف قتيل، بيما اُستشهد جراء القصف الإسرائيلي المتواصل نحو 11 ألفًا و500 شهيد فلسطيني أغلبهم نساء وأطفال.