أكد الخبير الإستراتيجي اللواء محمود إدريسات أن أكبر مكسب خلال 40 يوما من انطلاق معركة طوفان الأقصى هو أن المقاومة صامدة أمام إمكانات الاحتلال وقدراته الهائلة حيث عشرات الآلاف من الجنود بفرقتين، كما أنه استدعى الاحتياط (360 ألف مجند) ولديه من الجنود ما يمكنه من إطالة هذه الحرب.


وأبان أن صمود المقاومة هو النصر الحقيقي في هذه المرحلة بظل هذه القوة الغاشمة التي تجتاح غزة وتحجب عنها الماء والوقود والكهرباء والاتصالات، وكل أسباب الحياة، ثم تجد أسباب القوة والمنعة ومقارعة العدو خلال الأيام الأربعين يوم معجزة حقيقة.

وفي حوار له مع قناة "السراج" قال: نعم هناك خسائر وهناك ثمن عسكري ومادي وسياسي لإطالة الحرب، ولكن العدو يستطيع الاستمرار مع دفع تكلفة ذلك وهو مستعد لذلك لأنه دفع تكلفة باهظة في 7 أكتوبر جعلته يفكر كما جعلته لا يلتفت كثيرا لأعداد جنوده في الأسر.
 

واستدرك "إدريسات" أنه كلما طال أمد الحرب تصاعدت خسائر إسرائيل الأكبر على المستوى العالمي، ومن ذلك تراجع في معسكر الغرب الذي اندفع بكل جرأة لتأييد المحتل واعتقد هذا الغرب أن الاحتلال يمكنه في أسبوع انجاز نصر في معركة سريعة.
 

واستشهد بما صرحت به صحف أمريكية من طلب إدارة بايدن من نتنياهو أن ينجز خلال أسبوعين ما يستطيع، مشيرا إلى أن الراعي الأصلي للكيان (واشنطن) فرض عليه توقيتات في حين أن الكيان لا يمكن أن ينجز الأهداف التي سوقها خلال الحرب ومنها ما حاول تسويقه بشأن مستشفى الشفاء.


وأشار إلى أن أبرز الدروس أن جيش الاحتلال المتسلح بامكانيات كبيرة وجسور جوية ممتدة وغير مشروطة أمده بها الغرب والأوربيون بشتى أنواع الأسلحة؛ قابل للهزيمة وأنه قابل للانتصارعليه إذا ما وجد المقاومة الحقيقية، بحسب إدريسات.


وعما تتسلح به المقاومة، قال إدريسات إن المقاومة تعتمد على حرب العصابات وتقوم بما عليها، وهي تقوم بذلك بكل جدارة أمام ترسانة العدو الضخمة التي يحاصر بها القطاع (360 كليو متر مربع)، مسنودا بمدفعية ودبابات.

خسائر لا تعوض

 

وأضاف أن ما يزيد استعداده للاستمرار في هذه الحرب لفترة رغم تأكد تكبده خسائر، هو اعتماده على إمداد الولايات المتحدة له بالعتاد والمعدات والجنود وبالمليارات للتعويض عن الخسائر الاقتصادية.
 

واستدرك الخبير العسكري أن الخسائر النفسية والاجتماعية لا يمكن تعويضها، حيث أثرت الحرب على نفسية المجتمع "الاسرائيلي" الذي اختل توزانه في 7 أكتوبر وسيختل توازنه مرة جديدة بعد هزيمة في غزة، مرجحا أن يؤدي فقدان التوازن إلى هجرة معاكسة أو وقف الهجرة القادمة من الخارج.


وأوضح أن الهجرة القادمة تحديدا من أوروبا مهددة،  فكانت دولة الكيان تقنع هذا المواطن بأمرين (الأمن) و(الاقتصاد) وبات القادم الاوروبي يراهما ضربا، يريدون بدخول مجمع الشفاء إعادة الثقة للمستوطن على الأقل في الامن والاقتصاد، ربما واشنطن تعوضهم من قروض ومساعدات أوروبية وهم الآن بحاجة إلى إعادة الثقة (العامل النفسي) والأمن.


وقال: "هذه خسائر لا تعوض، ربما تعوض الخسائر المادية ولكن خسائر الاستثمار والاجتماعية والنفسية لا تعوض".
 

وأضاف لحساب الخسائر في الاستثمار لاسيما في مجال التكنولوجيا وأن طلب الاحتياط، سحب الكثير من موظفي الشركات الأمنية التي تستثمر من الخارج، وستدفع الخسائر الهائلة للتأثير على دولة الرفاة التي يتباهي بها نتتنياهو حيث كشفت بلدية الاحتلال أن اسرائيل منيت بخسائر نحو 8 مليارات دولار كخسائر اقتصادية، فضلا عن تهديدات بعزل نتنياهو واستعادة جنرالات متقاعدين للجيش لإعادة ضمهم لمجلس الحرب واستبعاد آخرين.
 

وأبان أنه بعد 7 أكتوبر تفكر تل أبيب في الانتقام وإعادة الاعتبار لدولة كانت تدعى أنها آمنة وتعد نفسها إلى سحب أموال دول في المنطقة (المطبعين العرب)، وهذه الدولة أصبحت عاجزة عن حماية نفسها، وأنه في سبيل إنقاذ سمعة هذا الجيش وسمعتها (إعلاميا).