لا يتوقف الجيش الإسرائيلي، منذ أيام، عن إصدار بيانات بشأن مداهمته مواقع لحركة "حماس" الفلسطينية شمالي قطاع غزة، ومع ذلك يرى المحلل العسكري الإسرائيلي عاموس هارئيل، أن "استسلام حماس ليس وشيكًا على الإطلاق".

وقال هارئيل في مقال نشر صحيفة "هآرتس"، اليوم الثلاثاء، إن "التغطية الجزئية من الجانب الإسرائيلي، إلى جانب ضباب الحرب الذي تطلب فصل غزة عن وسائل الإعلام، تجعل من الصعب الحصول على صورة كاملة للقتال في شمال غزة. لكن القوة التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي من خلال ثلاث فرق، والدمار الهائل الذي يحدثه هناك تؤتي ثمارها".

 

إسرائيل بعيدة عن هزيمة حماس

وأضاف: "صحيح أن إسرائيل لا تزال بعيدة عن هزيمة حماس. ومن المفترض أن زعيم المنظمة في غزة يحيى السنوار، موجود في مكان آمن تحت الأرض وليس لديه أي نية لإصدار أوامر لرجاله بوقف القتال".

وبالتوازي مع إصدار الجيش الإسرائيلي بيانات ونشر فيديوهات وصور عن اقتحام عناصره لمقار تابعة لحركة "حماس" في مدينة غزة ومحيطها، تتوالى إعلانات الجيش عن مقتل وإصابة جنوده في معارك برية مستمرة شمالي القطاع منذ أكثر من أسبوعين.

وتحدث هارئيل عن معارك شديدة وسقوط قتلى في صفوف الجيش الإسرائيلي.

وقال: "ومع ذلك، فإن كتائب حماس في الجزء الغربي من مدينة غزة والضواحي الشمالية تواجه صعوبة في الصمود في وجه الضغط العسكري لإسرائيل. وقد أدى تقدم الجيش الإسرائيلي إلى سقوط ضحايا إسرائيليين، كما واجه في بعض الأحيان مقاومة شرسة من حماس، كما حدث في محيط مخيم الشاطئ للاجئين في الأيام الأخيرة".

واستدرك: "لكن في الوقت الحالي، يبدو أن حماس غير قادرة على إيقاف أو حتى تأخير بشكل كبير فرقة إسرائيلية تدخل منشأة عسكرية أو حيًا".

 

النزوح قسرًا

وأشار هارئيل إلى "إجبار نحو 700 ألف فلسطيني على النزوح قسرًا من شمالي قطاع غزة إلى جنوبه".

وفي إشارة الى الدمار الذي أحدثه الجيش الإسرائيلي شمالي القطاع، قال هارئيل: "سيستغرق الأمر من الفلسطينيين سنوات لمحاولة عكس نتائجه. معظم ساحات القتال في شمال غزة ستكون غير صالحة للسكن البشري لعدة أشهر، إن لم يكن سنوات".

وأضاف: "تم تدمير أحياء بكاملها في مدينة غزة وضواحيها، فضلاً عن كمية الذخائر التي ستبقى في المنطقة".

ولفت هارئيل إلى أن "الجيوش تميل دائمًا إلى المبالغة في تقدير خسائر العدو".

وبشأن بروز ضغوط دولية على إسرائيل لوقف الحرب، قال: "بالنسبة إلى الضباط في غزة، فإن العملية يجب أن تنتهي فقط بعد هزيمة حماس".

وأردف: "بعد عقدين من المناورات البرية، حصل الجيش هذه المرة على الموافقة على عملية برية كبيرة، رغم مخاوف السياسيين من الفشل والخسائر، وحتى الآن، لم تتحقق تلك المخاوف".

 

ثلاث مشاكل رئيسة

في المقابل، أشار هارئيل إلى أنه "لا تزال هناك ثلاث مشاكل رئيسة؛ أولاً لم يُترجم التفوق العسكري الإسرائيلي بعد إلى استسلام حماس، ولا يبدو أنها تقترب من القيام بذلك على الإطلاق".

وأكمل: "ثانياً، لا يقوم الجيش الإسرائيلي بأي عمليات تقريبًا في جنوب غزة، حيث تم دفع المدنيين، ولكن سيتعين عليه في النهاية أن يفكر قليلاً في وجودهم هناك، خاصة وأن الوضع الإنساني في جنوب غزة يزداد سوءاً، ومن المتوقع أن يصبح أسوأ مع حلول فصل الشتاء، ما قد يجلب معه ارتفاعًا في الأمراض المعدية".

وزاد: "وثالثاً، بدأت هذه الحرب مع تفوق حماس الهائل، وذلك بفضل حملة القتل واحتجاز الرهائن التي شنتها في 7 أكتوبر الماضي. وما تزال المنظمة تخطط لاستخدام الرهائن لابتزاز صفقتين لإطلاق سراحهم من إسرائيل، وسوف تسعى بعد ذلك إلى تأطير هذه الصفقات على أنها انتصار استراتيجي".

ويواصل الجيش الإسرائيلي إصدار البيانات عن قتل مئات المسلحين الفلسطينيين في شمالي قطاع غزة، دون صدور تعليق من "حماس" على تلك البيانات.

وقال الجيش الإسرائيلي في تصريح مكتوب، صباح الثلاثاء، إن "قوات سلاح الجو هاجمت على مدار آخر أربع وعشرين ساعة نحو 200 هدف لحماس، منها مسلحين ومواقع إنتاج الوسائل القتالية، ومنصات إطلاق الصواريخ المضادة للدروع ومقرات القيادة العسكرية".

وأضاف: "خلال ساعات الليل، هاجمت قوات تابعة لسلاح البحرية معسكرًا استخدمته القوة البحرية التابعة لمنظمة حماس، لأغراض التدريبات وتخزين الوسائل القتالية".