قال موقع المونيتور الإلكتروني إنه رغم الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة مستمرة منذ 7 أكتوبر الماضي، فإن القادة الإسرائيليين يعترفون بأن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ما زالت بعيدة عن نقطة الانهيار على الرغم من تدمير البنية التحتية في شمال القطاع.

 

حماس تحتفظ بمعظم قوتها

وقال مصدر عسكري إسرائيلي رفيع للمونيتور - طلب عدم الكشف عن هويته - إن الحركة ما زالت تحتفظ بمعظم قوتها.

وأضاف أن مقاتلي الحركة يتواجدون تحت الأرض وبإمكانهم التنقل بين جنوب القطاع وشماله من خلال شبكة الأنفاق الواسعة التي حفرتها حماس تحت غزة.

وقال الضابط الإسرائيلي إن معظم مقاتلي الحركة الذين يقدر عددهم بـ20 ألفًا ما زالوا فاعلين.

 

القضاء على حماس ليس سهلًا

ويرى الخبراء العسكريون أن القضاء على حماس ليس أمرًا سهلًا من الناحية العسكرية، لأن فصائل المقاومة لا تزال قادرة على القتال، وقد يتطلب الأمر أشهرًا وربما حتى سنوات حسب بعض المحللين.

وكانت صحيفة وول ستريت جورنال نقلت عن مصدر وصفته بالمطلع قوله إن مجتمع الاستخبارات الأمريكي يشكك في قدرة إسرائيل على تحقيق هدفها العسكري المعلن والمتمثل في القضاء على حركة حماس.

وأضاف المصدر أن الحملة العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة يمكن أن تلحق ضررًا بحركة حماس وبنيتها التحتية، لكنها لن تستطيع القضاء على أيديولوجية حماس.

 

إسرائيل لن تهزم حماس

قال الخبير العسكري والإستراتيجي، اللواء فايز الدويري، إن 70% من إجمالي قوات كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” منغمسة كليًا أو جزئيًا في التصدي لجيش الاحتلال المتوغل في عدة محاور شمالي قطاع غزة.

وأوضح الدويري في تحليله العسكري على قناة الجزيرة، أن القوات الضاربة في مدينة غزة لم تشترك بعد في المعركة في إشارة إلى كتيبتي الشجاعية والتفاح، وهي من ضمن كتائب الاحتياط في كتائب القسام التي لم تدخل المعركة البرية بعد إلى جانب كتيبتي تل الزعتر وجباليا البلد.

وأشار الخبير العسكري إلى أن كتيبتي الشجاعية والتفاح مسؤولتان عن أسر الجندي الإسرائيلي شاؤول آرون في العدوان على غزة عام 2014، حيث تصدت بقوة للواء “جولاني” وهو اللواء رقم “1” في جيش الاحتلال.

وشدد الدويري في قراءة استشرافية، أن قوات القسام وبقية فصائل المقاومة في غزة لا تزال متماسكة وتؤدي دورها بصورة رائعة بعد 15 يومًا من الحرب البرية التي تشنها إسرائيل رغم الألم والدمار والحصار.

وأكد أن المقاومة بخير وصاحبة اليد العليا في الميدان، وأضاف أن جيش الاحتلال وقادته لن يستطيعوا هزيمة حماس أو القضاء عليها.

 

بنية كتائب القسام

وأشار الدويري إلى أن تنظيم كتائب القسام يرتكز على ألوية وكتائب، ويختلف بناء الكتيبة من موقع لآخر، ولفت إلى أن قوات القسام بنيت على أساس جغرافي إذ قسم قطاع غزة لمناطق وخصص لكل منطقة كتيبة وأحيانًا لواء لكن هذا “لا ينسجم مع المقياس العالمي، فهو خاص بغزة فقط”.

ويوجد 12 كتيبة لدى القسام بغض النظر عن أعدادها ومكوناتها - وفق الدويري - الذي قال إن بعضها مشتبك اشتباكا كليًا وحاسمًا مع قوات الاحتلال التي تهاجم من الشمال والجنوب، وجزء آخر مشتبك اشتباكًا جزئيًا.

والكتائب المشتبكة اشتباكًا كاملًا منذ 15 يومًا من العملية البرية هي: كتيبة الشاطئ، وكتيبة تل الهوا، وكتيبة “غرب جباليا-بيت لاهيا”، وكتيبة بيت حانون.

وبحسب الدويري تعادل هذه الكتائب 35% من إجمالي قوات القسام، وشدد على أنها لا تزال متماسكة وتحتفظ بالقيادة والسيطرة وتمنع قوات الاحتلال من أي إنجازات.

أما كتائب الاشتباك الجزئي فهي وفق الخبير العسكري: كتيبة الشيخ رضوان، وكتيبة الزيتون، وكتيبة جباليا، وكتيبة بيت لاهيا، حيث أشار إلى أنها تتمتع بقدرة قتالية عالية وانخرط ما نسبته 30 إلى 50% من قوامها في التصدي لجيش الاحتلال.

ولفت الدويري إلى أن هناك احتياطًا إستراتيجيًا لدى كتائب القسام، متمثلًا في: لواء رفح، ولواء خان يونس، ولواء الوسطى المقسم إلى دير البلح والنصيرات والبريج والمغازي.

ونوه إلى أن هذه الألوية تشكل 30% من إجمالي قوات كتائب القسام، وهو ما يتوافق مع المفاهيم العسكرية بأن قوة الاحتياط لا بد أن تكون 30% من الإجمالي.