قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري، إن "تصريحات الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري تخالف ما أعلنه أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)".

وأوضح الدويري -في تحليله العسكري على قناة "الجزيرة" - أن "ما تبثه كتائب القسام من مشاهد تدمير آليات ودبابات إسرائيلية، تصل لكل بيت في العالم، مما يضفي مصداقية كبيرة لديها".

في المقابل، يقول إنه لا يوجد تطابق بين تصريحات هاغاري وما يجري على الأرض وما تؤول إليه النتائج، وأشار إلى أن هذا الأخير لا يقدم أي فيديوهات تؤكد مصداقية ما يقول، ولا تنطبق تصريحاته على الواقع وغير مقرنة بدلائل وليست موثقة.

 

صلابة المقاتلين

وحول المشاهد الجديدة التي بثتها كتائب القسام، أشاد الدويري بصلابة المقاتلين واستغلالهم أول فرصة يستطيعون من خلالها ضرب الآليات بالنظر إلى طبيعة المعركة وجغرافيا الأرض وتوزيع الأنفاق وآلية تدريب المقاتلين.

وشدد على ضرورة استغلال "الفرصة الأولى" لأنها أحد أوراق القوة لدى كتائب القسام، ويجب ألا يتخلوا عنها، مبينًا أن المقاتلين أصحاب الفرصة الواحدة و"لا نزال نشاهد نجاحهم في هذا الإطار".

وأثنى على التناغم الذي تنتهجه كتائب القسام وفق المشاهد، مستدلاً بضرب أحد أفرادها دبابة إسرائيلية بقذيفة "الياسين 105″، في وقت يكمل فيه زملاؤه إطلاق النار بأسلحة رشاشة، "فإذا بقي الجندي بالدبابة احترق وإذا خرج قُتل" (شاهد من هنا).

https://www.youtube.com/watch?v=Yv7FYdq12kw&t=612s

 

مقتل 450 جنديًا صهيونيًا

أما بشأن تدمير 136 آلية عسكرية إسرائيلية كليًا أو جزئيًا بحسب القسام، أوضح الخبير العسكري أن هذه الأرقام تعادل "لواء + كتيبة"، وتشمل الجارفات، وناقلات الجند، والدبابات، وأشار إلى أن الأولى تحمل عادة شخصين والثانية 11 فردًا والثالثة بين 9 و10 أفراد لذلك المتوسط يصل إلى 5 أفراد.

وبيّن أن هذا -بعملية حساب بسيطة- يؤكد تكبد القوات البرية الإسرائيلية 450 قتيلاً بالحد الأدنى من خلال تدمير الآليات خلافًا لما تكبدته من عمليات القنص والاشتباك المباشر والمعارك البينية، في حين اعترف جيش الاحتلال بمقتل 34 جنديًا منذ بدء حربه البرية داخل قطاع غزة.

وحول إطلاق طائرة الأباتشي صواريخ على غزة من مسافة بعيدة، لفت إلى أن المقاومة الفلسطينية لجأت إلى صواريخ الكورنيت المخصصة للآليات المدرعة لذلك ابتعدت هذه الطائرات خشية إصابتها.

 

تدخل أمريكي

وعلّق على التوجه الأمريكي بتزويد إسرائيل بصواريخ "رافائيل سبايس"، وقال إنها من 3 عيارات: الأول 2000 رطل ومداه الفعال 65 كيلومترًا، والثاني 1000 رطل بمدى فعال 100 كلم، والثالث 250 رطلاً بمدى فعال 160 كيلومترًا.

وبيّن أنها صواريخ لا تعمل بالأقمار الصناعية، وهي تندرج تحت إطار الأسلحة الحديثة الفتاكة، وتعمل ضد الأفراد والأنفاق، وتقدر درجة الخطأ بثلاثة أمتار، قبل أن يقول إنها سلاح بمنتهى الخطورة.

وتوقع أن تصل هذه الصواريخ إلى إسرائيل خلال أيام بعد موافقة الخارجية الأمريكية على الصفقة، و"قد تستخدم مباشرة لأنها صواريخ مبرمجة"، مشيرًا إلى أن أمريكا لديها 810 قواعد عسكرية في العالم من بينها 63 قاعدة صغيرة وكبيرة بالدول العربية.

وأوضح أن مخزون أمريكا العسكري مقسم إلى 3 خطوط: الأول عملياتي لا يمس، والثاني موجود بالقواعد المتقدمة في أوروبا ويعمل على تغذية فورية للخط الأول عندما يكون هناك اشتباك، والثالث يخص المستودعات بالقواعد الرئيسة في أمريكا والعالم.

وحول دلالات الانخراط الأمريكي الكبير في المعركة بالجسر الجوي العسكري ووجود خبراء ومستشارين، قال الدويري إن هذا يشير إلى أن العرب كانوا في ضبابية وغياب وعي خلال 70 عامًا حيث منيت جيوش عربية بخمس هزائم رئيسة.

وأضاف "جاء عشرات الآلاف من كتائب القسام وفصائل المقاومة وحددوا نقاط الضعف لتتحرك أمريكا ودول غربية لتزويد إسرائيل بجسر جوي"، ليوصف المشهد بأن "غزة كأنها تحارب العالم".