قال محلل عسكري إسرائيلي، إنه مع تطويق الجيش الإسرائيلي مدينة غزة وتكثيف الهجمات الجوية عليها، فإنه لا يُظهر قادة "حماس" أي علامة على الاستعداد "للاستسلام".

وكتب عاموس هارئيل، في مقال نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية، أمس الثلاثاء، إنه خلال الأعوام الماضية "قامت حماس بحفر وتحصين شبكة أنفاقها تحت الأرض إلى مستوى لم يسبق لأي جيش غربي أن واجه مثيلًا له من قبل".

 

حماس لن تستسلم

وأضاف: "قوّتها (حماس) الرئيسة تختبئ في الأنفاق ولا يُظهر قادتها أي علامة على الاستعداد للاستسلام".

وزعم هارئيل أن "هناك خسائر فادحة في صفوف بعض كتائب حماس في غزة، بما في ذلك قادة الكتائب، إضافة إلى قادة فصائل ومقاتلين عاديين".

واستدرك: "لقد نجت القيادة العليا في الغالب، وحماس لن تقول حتى ما إذا كانوا في المنطقة التي تجري فيها معظم المعارك، شمال وادي غزة".

وأشار هارئيل إلى أنه "بعد الانتهاء من تطويق مدينة غزة، كثف الجيش الإسرائيلي هجماته على دفاعات حماس الأخيرة في المدينة".

وادعى أنه "في هذه المرحلة لا يبدو أن حماس لديها أي قدرة حقيقية على وقف تقدّم القوات المدرّعة الإسرائيلية".

وفسّر المحلل العسكري الإسرائيلي ذلك بأنه "تتقدم مجموعة هائلة من المركبات المدرعة والقوة النارية الثقيلة للأمام، يسبقها وابل متدحرج مصمم لقمع الأعداء وحصرهم في مخابئهم"، وفق قوله.

 

عنصر الوقت

وقال: "أما إستراتيجية حماس العملياتية فهي مختلفة: مضايقة القوات الإسرائيلية من داخل الأنفاق بعد أن تستقر في مواقع ثابتة نسبيًا، ولهذا السبب يجب أن يكون الجيش الإسرائيلي في حركة مستمرة".

ولفت المحلل العسكري الإسرائيلي إلى أن "هناك أيضًا عنصر الوقت، الذي يتم إثارته بشكل متزايد".

وتابع: "يعدّ المسؤولون الجمهور لعملية تستمر عدة أشهر، الجنرال (المتقاعد) يعقوب عميدرور، المقرّب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قال الاثنين، إن الأمر سيستغرق كل هذا الوقت لأن القطاع الجنوبي فيه أيضًا بنية تحتية لحماس يجب تدميرها".

وأضاف: "لكن الجيش يدرك أيضًا احتمال أنه سيضطر إلى تحقيق نوع من الإنجاز في وقت أقرب من ذلك، في حال أصبح الضغط الأمريكي على إسرائيل ساحقًا، لحملها على تغيير تكتيكاتها عن طريق سحب بعض قواتها من غزة والتحوّل إلى الغارات المستهدفة".

واعتبر المحلل العسكري الإسرائيلي أنه "في غياب الاشتباكات المباشرة، من الصعب تقييم نجاح العملية".

وقال: "يبدو أن عدة أيام أخرى ستمر حتى تتضح الصورة إلى حد ما، ومن الممكن رؤية أي من أنظمة حماس التي لا تزال تعمل على الرغم من الضغوط الشديدة التي يمارسها الجيش الإسرائيلي".

 

استشهاد 10.500 فلسطيني

وأعلنت وزارة الصحة ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 10.569 شهيدًا منهم 4324 طفلًا، و2823 سيدة و649 مسنًا، إضافة إلى إصابة 26.475 مواطنًا منذ السابع من أكتوبر الماضي.

وقال الناطق باسم وزارة الصحة، أشرف القدرة، في مؤتمر صحفي، بعد ظهر الأربعاء: إن الاحتلال الإٍسرائيلي ارتكب 27 مجزرة خلال الساعات الماضية راح ضحيتها 241 شهيدًا.

وأكد أن 49% من الضحايا في الساعات الماضية كانوا من جنوب قطاع غزة، وارتفاع حصيلة المجازر التي ارتكبها الاحتلال بحق العوائل الفلسطينية الى 1098 عائلة.

وذكر أن وزارة الصحة تلقت 2550 بلاغًا عن مفقودين منهم 1350 طفلًا لازالوا تحت الانقاض منذ بدء العدوان.

وأوضح استشهاد 193 كادرًا صحيًا وتدمير 45 سيارة إسعاف، وأن الاحتلال الإسرائيلي استهدف 120 مؤسسة صحية وأخرج 18 مستشفى و40 مركزا صحيًا عن الخدمة بسبب الاستهداف ونفاد الوقود.

 

مقتل 1600 إسرائيلي

وأعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية، ارتفاع عدد الجرحى منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر الماضي إلى 7262 مصابًا.

جاء ذلك في بيان لوزارة الصحة الإسرائيلية، مساء الثلاثاء.

وبحسب البيان "بلغ عدد الجرحى الذين مكثوا في المستشفيات منذ بداية الحرب 7262 إسرائيليًا".

وأشار إلى أن "عدد الجرحى الذين يمكثون في المستشفيات الآن هو 342، بينهم 51 بحالة خطيرة، و152 منهم في أقسام إعادة التأهيل".

يشار إلى أنه منذ بداية الحرب قتلت حركة "حماس" أكثر من 1600 إسرائيلي، وفقًا لمصادر إسرائيلية رسمية، كما أسرت ما لا يقل عن 242.

وفي وقت سابق من مساء الثلاثاء، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، أن بين القتلى 348 جنديًا وضابطًا بالجيش الإسرائيلي و59 من الشرطة و10 من جهاز الأمن العام (شاباك).