بعد مرور 29 يومًا على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وصمود المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها حماس، في التصدي لاختراقات جنود الاحتلال وتدمير آلياته وقتل جنوده ودكّ مستوطناته بالصواريخ - أكد المحلل الإسرائيلي، نيتسان سادان، المتخصص بشؤون الطيران، أن حماس لا تزال قادرة على استمرار إطلاق الصواريخ من غزة، رغم ضراوة القصف الإسرائيلي.

وكتب سادان في تحليل بموقع "واي نت" الإخباري الإسرائيلي، السبت: "هناك 5 أسباب تجعل الأعداء قادرين على مواصلة إطلاق الصواريخ كل يوم وكل ليلة، على الرغم من تساقط القنابل على قطاع غزة".

 

السبب الأول

وقال: "السبب الأول هو الموقع، فصواريخ حماس منتشرة على مساحة واسعة، وقد تم بناؤها بطريقة تجعل من المستحيل معرفة مكان كل منصة إطلاق".

وأضاف "تستهدف الصواريخ قصيرة المدى غلاف قطاع غزة وعسقلان، بينما تستهدف الصواريخ المتوسطة المدى منطقة غوش دان ومحيطها" أي منطقة تل أبيب الكبرى.

وقال: "يتم الإطلاق باستخدام جهاز تحكم عن بعد أو جهاز توقيت، ويمكن للمسلحين إطلاق النار من مخبأ قريب، دون التجول في المنطقة".

وأضاف: "يتم إطلاق الصواريخ بعيدة المدى، كتلك التي تهدف إلى الوصول إلى حيفا، من مجمع تحت الأرض قابل لإعادة الاستخدام".

 

السبب الثاني

أما السبب الثاني وفق سادان، فهو "بنية مجموعة الصواريخ التابعة لحماس، والتي تم تصميمها بحيث يمكنها العمل بشكل مستقل عن حالة أنظمة القيادة والسيطرة".

وأضاف أن المسلحين "يحتاجون فقط إلى أمر وجهاز التحكم عن بعد الخاص بقاذفة الصواريخ، وبالتالي إطلاق النار بسهولة".

وأشار إلى أنه "لا تحتاج حتى إلى التصويب، يتم حفر كل شيء وضبطه مسبقًا، لذلك حتى لو قمنا بتصفية كبار الضباط، فلا يزال بإمكان الصغار في الميدان، إطلاق النار عندما يُطلب منهم ذلك".

 

السبب الثالث

ويعود السبب الثالث وفق سادان، إلى "سياسة إدارة النار، ولقد شرعت حماس في تنفيذ هجوم "السبت الأسود" القاتل (يوم 7 أكتوبر) وهي تعلم أنها سوف تنزلق بعد ذلك إلى حرب مع الجيش الإسرائيلي، ولن تحصل على تعزيزات، ولن تصلها مساعدات من الذخيرة، ويتعين عليها أن تستخدم ما لديها بحكمة حتى نهاية القتال".

وقال: "سياسة إطلاق النار التي ينتهجها العدو (حماس)، كانت مصممة أيضًا من أجل الاستمرار في إطلاق النار لأطول فترة ممكنة".

وأوضح أن "المسلحين يطلقون عددًا قليلًا نسبيًا من الصواريخ في كل رشقة، ويختارون متى يركزون جهودهم ويطلقون المزيد".

وتابع: "إنهم يطلقون الحد الأدنى اللازم لوضع مساحات كبيرة في الملاجئ، وبالتالي يتمكن العدو من إطلاق النار على الرغم من أنه أطلق بالفعل على الأقل نصف مخزون الصواريخ الذي كان لديه قبل بدء الحملة".

 

السبب الرابع

ورأى سادان أن "السبب الرابع هو العلاقات العامة، فإطلاق الصواريخ هو عرض يخدم غرضًا مهما للمنظمة، إذ تحاول حماس أن تظهر للعالم العربي أنها تقف بحزم ضد الجيش الإسرائيلي، وبالتالي الحفاظ على فكرة المقاومة السنية المسلحة".

 

السبب الخامس

وتابع "السبب الخامس هو استنزاف الجيش الإسرائيلي نفسه، ففي نهاية المطاف، هناك احتياطيات محدودة من الوقود والذخيرة، وعدد محدود من الجنود المؤهلين، كما أن الدعم والشرعية يمكن أن يتغيرا أيضًا سواء في إسرائيل أو في الخارج".

وأشار المحلل الإسرائيلي إلى أن "تحديد مواقع جميع الصواريخ في غزة، سيكون بمثابة إهدار للموارد بشكل لا لبس فيه، فهناك عدد كبير من منصات الإطلاق المسلحة والجاهزة للإطلاق، والإجابة المناسبة هي طواقم بطاريات القبة الحديدية الموهوبة" أي العمل على صد الهجمات الصاروخية.

وقال سادان: "من المرجح أن يستمروا في إطلاق النار طوال القتال، وليس من المستحيل أن نرى وابلًا كبيرًا من الصواريخ مع تقدم هجومنا".

ويواصل الجيش الإسرائيلي منذ 29 يومًا "حربًا مدمرة" على غزة، استشهد فيها 9488 فلسطينيًا، منهم 3900 طفل و2509 سيدات، وأصاب 24.158، كما قتل 145 فلسطينيًا واعتقل نحو 2040 في الضفة الغربية، بحسب مصادر فلسطينية رسمية.

وقال الدكتور أشرف القدرة، الناطق باسم وزارة الصحة، في مؤتمر صحفي، ظهر اليوم بغزة: الاحتلال ارتكب خلال الساعات الماضية عشر مجازر كبرى راح ضحيتها 231 شهيدًا.

وأكد أن 70% من ضحايا العدوان هم من النساء والأطفال، مشيرًا إلى تلقي 2200 بلاغ عن مفقودين منهم 1250 طفلًا ما زالوا تحت الأنقاض.

وأضاف تم استشهاد 150 من الطواقم الطبية وتدمير 57 سيارة إسعاف، وتعمد استهداف 105 من المؤسسات الصحية وأخرج 16 مستشفى عن الخدمة.

بينما قتلت "حماس" أكثر من 1538 إسرائيليًا وأصابت 5431، وفقًا لمصادر إسرائيلية رسمية، كما أسرت ما لا يقل عن 242 إسرائيليًا ترغب في مبادلتهم بأكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.